هايتي: لماذا ذهبت الشرطة الكينية الي هايتي الدولة الواقعة في البحر الكاريبي ؟
وكيف ستواجه الشرطة الكينية العصابات الإجرامية المسلحة التي توحدت ضدها ؟
ما هي أصول سكان هايتي بخلاف أبناء العبيد الأفارقة وما هو الوضع الأمني والانساني هناك؟
تتداول وسائل الاعلام الكثير الأخبار عن إنتشار الشرطة الكينية في هايتي، لذلك يتساءل الكثيرين عن علاقة كينيا بتلك الدولة التي تقع في إحدي جزر الأنتيل الكبرى في البحر الكاريبي، والبالغ عدد سكانها 12.4 مليون نسمة، وهي من أكثر الدول الكاريبية اكتظاظًا بالسكان، عاصمتها هي بورت أو برانس، ينحدر معظم الهايتيين من العبيد الأفارقة السابقين، البقية من أصول أوروبية أو عربية وهم من نسل المستوطنين، بقايا الاستعمار والهجرة خلال حقبة الحربين العالميتين،
وبناءً علي طلب المساعدة الذي وجهه رئيس وزارء هايتي للأمين العام للأمم المتحدة، لمكافحة تصاعد عنف العصابات المسلحة التي باتت تسيطر علي 80% من البلاد، تم تكوين بعثة أممية للدعم الأمني متعددة الجنسيات وتضم أفرادً أمنيين من العديد من الدول منها جزر البهاما، بنجلاديش، بربادوس، بليز، بينن، تشاد، جامايكا.. ودول أخري، والذين توافقوا بعد خلافات علي أن تكون كينيا هي رئيس هذه البعثة الأمنية الأممية.
تردي الوضع الأمني في هايتي:-
هايتي هي جمهورية شبه رئاسية متعددة الأحزاب حيث يكون رئيس هايتي هو رأس الدولة ويُنتخب مباشرة عن طريق الانتخابات الشعبية التي تُجرى كل خمس سنوات. رئيس وزراء هايتي هو رئيس الحكومة ويعينه الرئيس، ويُختار من حزب الأغلبية في الجمعية الوطنية، السلطة التنفيذية يمارسها الرئيس ورئيس الوزراء اللذين يشكلان الحكومة معًا، ورغم ذلك النظام فقد عانت هايتي منذ الاستقلال من 32 انقلابًا، هي الدولة الوحيدة في نصف الكرة الغربي التي خضعت لثورة العبيد الناجحة. ولكن لها تاريخًا طويلًا من الاضطهاد من قبل ديكتاتوريين مثل فرانسوا دوفالييه وابنه جان كلود دوفالييه. كانت هايتي تنتقل إلى نظام ديمقراطي منذ نهاية حقبة دوفالييه.
أغتيال الرئيس في منزله
بسبب هذه التراكمات السابقة وغيرها حدثت في 7 يوليو 2018 مظاهرات في جميع أنحاء هايتي ، وكام سببها في هذه المرة ارتفاع أسعار الوقود، مع مرور الوقت تطورت هذه الاحتجاجات إلى مطالب باستقالة الرئيس مويس، ومع تمسكه بالحكم تم اغتياله في هجوم على مسكنه الخاص في 7 يوليو 2021، ونقلت السيدة الأولى مارتين مويس إلى المستشفى بعد الهجوم، والتي أتهمت فيما بعد بأنها هي المدبرة للهجوم وقتل الرئيس وقد استعانت ببعض عصابات المرتزقة الكولومبيين لتنفيذ المهمة التي وقعت ليلاً وسط الأزمة السياسية، ونصبت حكومة هايتي أرييل هنري رئيسًا للوزراء، وبعد تولي جاري كونيل، لكن اعتبارًا من مارس 2022، لم يوجد رئيس لهايتي ولا رئيس محكمة عليا بسبب نقص القضاة وتردي الأوضاع الأمنية.
الوضع الحالي علي الأرض
وصلت أولي مجموعات الشرطة الكينية، وهي قوة مكونة من مئات من ضباط الشرطة الكينيين إلى هايتي في 25 يونيو، وهي أول وحدة شرطة أجنبية تدعمها الأمم المتحدة في هايتي، استجابة لطلب المساعدة لمكافحة تصاعد عنف العصابات، وبدأت القيام بدوريات في شوارع بورت أو برنس، وهي مزودة بدروع واقية وأسلحة أوتوماتيكية، ومنذ وصولها لم تتعرض لأي هجوم من قبل العصابات المسلحة التي كونت فيما بينها تحالفًا ضد هذه القوة وفقًا لما أعلنته بعض وسائل الاعلام.
وسيتم تعزيز هذه القوة قريبا بأفراد من الشرطة والجيش من جزر الباهاما وبنجلاديش وبربادوس وبنين وتشاد وجامايكا، ليصل العدد الإجمالي للقوة إلى 2500 فرد.
أما رئيس وزراء هايتي غاري كونيل فقال: أن ” نشر أول فرقة من ضباط الشرطة إلى جانب وكالات إنفاذ القانون في هايتي من شأنه أن يساعد في وقف وحشية الجماعات الإجرامية “معبرًا عن امتنانه لبعثة الدعم الأمني المتعددة الجنسيات، مؤكدا على الحاجة الملحة لمعالجة العنف الذي ترتكبه الجماعات المسلحة، وقال كونيل ” إن هايتي تمر حاليا بنقطة حرجة مع وجود 12 ألف فرد مسلح يحتجزون 12 مليون نسمة كرهائن” وان هذه العصابات الإجرامية تسيطر حاليا على حوالي 80% من العاصمة، مما أدى إلى نزوح أكثر من 580 ألف شخص في الأشهر الأخيرة.
ماذا قالت الأمم المتحدة بعد انتشار هذه القوات؟
أكدت ماريا إيزابيل سلفادور، رئيسة مكتب الأمم المتحدة المتكامل في هايتي، اليوم الخميس 4 يوليو 2024 على أهمية هذا الانتشار بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2699، مما يوفر بارقة أمل لشعب هايتي.
وأطلعت ماريا إيزابيل مجلس الأمن على آخر التطورات في البلاد، مشيرة إلى أن هايتي تحرز تقدما نحو استعادة المؤسسات الديمقراطية من خلال تعزيز الأمن وإجراء انتخابات ذات مصداقية، معربة عن أملها في أن يؤدي ذلك إلى انفراج سياسي طال انتظاره.
وجددت التزامها الكامل وكذلك التزام مكتبها بالعمل مع الحكومة وجميع الجهات الفاعلة من أجل تحقيق الاستقرار والسلام ومستقبل أكثر إشراقا للرجال والنساء والشباب والأطفال في هايتي.
وقالت ماريا سلفادور إنها نقلت – خلال مناقشاتها مع رئيس الوزراء الهايتي جاري كونيل – التزام الأمم المتحدة بمواصلة دعم هايتي بما يتماشى مع الأولويات الوطنية، مؤكدة أن مكتب الأمم المتحدة المتكامل، وفي إطار ولايته، سيواصل دعم السلطات الانتقالية في مجالات رئيسية تشمل الانتخابات، والإصلاح الدستوري، وتطوير الشرطة، وتعزيز الحوار السياسي والعدالة، فضلا عن الحد من العنف المجتمعي.
خطوة مهمة في تنفيذ قرار مجلس الأمن
وأفادت الممثلة الخاصة للأمين العام باستمرار العمل في مطار العاصمة بورت أو برنس، حيث استؤنفت الرحلات الجوية واكتمل بناء القاعدة التي ستضم بعثة الدعم الأمني متعددة الجنسيات.
وأكدت ماريا إيزابيل سلفادور الأهمية البالغة لإنشاء آلية تنسيق بين السلطات الوطنية وبعثة الدعم الأمني والأمم المتحدة في هايتي والشركاء الآخرين بهدف تعزيز التكامل وتبادل المعلومات ووضع استراتيجيات اتصال فعالة، وأعربت عن تقديرها لجهود الدول الأعضاء لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2699. وأشادت باستعداد كينيا لقيادة بعثة الدعم الأمني، وناشدت كافة الدول الأعضاء ضمان حصول البعثة الجديدة على الدعم المالي المستدام الذي تحتاجه في سبيل تحقيق النجاح.
الوضع الأمني
على الصعيد الأمني، ورغم التقدم المحرز، فإن مستويات العنف المرتفعة تظل مصدر قلق بالغ، وفقا للممثلة الخاصة للأمين العام في هايتي، فقد انتشر العنف العشوائي الذي تمارسه العصابات بشكل مطرد خارج العاصمة إلى مناطق أخرى من البلاد.
وقد أعاقت الهجمات المتكررة التي تشنها العصابات منذ التاسع والعشرين من شباط/ فبراير، بشدة، الجهود الوطنية والدولية الرامية إلى تسريع عملية تجنيد ضباط شرطة جدد. ويحمل التعيين الأخير لمدير عام جديد للشرطة الوطنية الهايتية أملا جديدا في الكفاح المستمر ضد عنف العصابات.
وقد استمرت انتهاكات حقوق الإنسان بمستويات مرتفعة تثير القلق. وتشمل الحوادث الموثقة عمليات إطلاق النار الجماعي والقتل المستهدف، والاغتصاب الجماعي، والاختطاف، وحرق ونهب المنازل والشركات، والتدمير المتعمد للمرافق التي تديرها شركات الخدمات الاجتماعية، بما فيها المستشفيات والمدارس.
وقالت ماريا إيزابيل سلفادور إنها لا تزال منزعجة بشدة من العنف العشوائي والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها العصابات المسلحة ضد الأطفال. ومما يثير القلق بالقدر نفسه انتشار التهديدات والهجمات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين وأعضاء السلطة القضائية، الذين اضطر العديد منهم إلى الحد من عملهم أو إيقافه، أو حتى الفرار من البلاد.
الوضع الإنساني
الوضع الإنساني في هايتي مستمر في التدهور، حسبما أفادت المسؤولة الأممية، مشيرة إلى أن هناك 578 ألف نازح داخليا – بزيادة قدرها 60% منذ آذار/مارس 2024. وتظل معدلات العنف الجنسي والاعتداء مثيرة للقلق، مضيفة إن 20% فقط من المرافق الصحية تعمل بشكل طبيعي. وعلى الرغم من مواجهتها لقيود الوصول على مدى الأشهر القليلة الماضية، واصلت الأمم المتحدة وشركاؤها تقديم الخدمات في جميع أنحاء البلاد، وقالت إن من المخيب للآمال أن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024 لم تتلق سوى 24.3% من المبلغ المطلوب.
إقرأ كذلك:-
كينيا: بالرصاص المطاطي والغاز تفريق مظاهرة مناهضة للحكومة في نيروبي
« بلومبرج » : مفاوضات بين كينيا وشركة نيجيرية لبناء أكبر محطة للغاز المسال في شرق أفريقيا
كينيا .. واشنطن ونيروبي تبحثان نشر قوة متعددة الجنسيات في هايتي
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.