لايمكن القول الا أن التشكيل الوزاري الجديد في كثير من القطاعات صادف أهله، ومن جاء بهما في قطاعي السياحة والطيران، هي كوادر شاء من شاء وأبي من أبي، كوادر تملك من الخبرات والتراكمات والخبرة ما يؤهلها للقيام بإحداث نقلة مهمة في هذين القطاعين المهمين للاقتصاد المصري علي الاقل في الفترة المقبلة، فكلا الوزيرين تزاملا في الكثير من المناصب القيادية في قطاع الطيران، وكانا عضوين في الكثير من مجالس إدارات الهيئات والشركات الخاصة بقطاعي السياحة والطيران، وهذا يوضح انهما ليس ببيعدين عن قطاعي السياحة والطيران.
وهنا نؤكد اننا لن نتحدث عن تفاصيل ومؤهلات وخبرات كلا الوزيرين سامح الحفني وزير الطيران، وشريف فتحي وزير السياحة والأثار، لأن القارىء أصبح لديه سيرة ذاتية كافية ومطمئنة عن حياة وتاريخ وسيرة ومسيرة الوزيرين بفضل ما نُشر عنهما قبل وخلال وبعد الساعات التالية لحلفهما اليمين الدستوية أمام السيد الرئيس، لكن قبل أن نبدأ في قراءة ما جاء في البيانين الصادرين من الجهاز الاعلامي الرسمي لكلا الوزارتين، نود أن نقدم الشكر للوزيرين السابقين الفريق عباس حلمي والسيد أحمد عيسي علي ما قدماه خلال الفترة الماضية.
وفي البداية وبصفتي متابع، ولن أبالغ إن قلت أنني متخصص في الكتابة الصحفية في قطاعي السياحة والطيران لأكثر من 20 عامًا مضت، وأنني أعرف الوزيرين معرفة تامة، فكلاهما يتسم بالتواضع والمصداقية الود في التواصل وبخاصة مع الصحافة ووسائل الاعلام، وهي الوسائل التي تعمل للترويج والدعاية المجانية لهذه الصناعة، وهي الوسائل التي تعتبرها الدول السياحية الكبري وهنا أقصد ” الصحافة والإعلام” شريك حقيقي ومهم في نجاح هذا النمط الاقتصادي المهم لأي إقتصاد والترويج والدعاية له ولمنتجاته الجديدة.
أقول هذا الكلام لأنه تلاحظ خلال الفترة الماضية أن دور الكوادر الصحفية صاحبة الخبرات والرأي والتراكمات الخبراتية، في هذين القطاعين تراجع وبشكل كبير، وأصبحوا متلقين فقط للنشرات الاعلامية التي ترسلها كوادر العلاقات العامة وموظفو الإدارات الاعلامية، فأصبحت الرسالة الاعلامية موحدة تمثل فقط رؤية وتفكير موظف العلاقات العامة، صحيح أن من بين هؤلاء كوادر محترفة نكن لها كل الاحترام، لكن غياب المؤتمرات الصحفية، واختفاء الوزراء وكبار الموطفين في هذه الوزارات كان له تأثير سلبي علي الدعاية والترويج لهذين القطاعين المتختلفين بالكلية عن بقية القطاعات السيادية الآخري التي تستلزم وتتطلب أن تكون رسالتها الاعلامية أكثر إنضباطًا ودقة لأنها تمثل سياسة البلد ورأيها ووجهة نظرها تجاه بعض القضايا سواء المحلية أو الاقليمية أو الدولية وأنه قبل نشرها تكون قد مرت بكافة مراحل المراجعة من التدقيق السياسي واللغوي والاجتماعي بدقة وعناية فائقة .
لكن الأمر في قطاع السياحة والطيران مختلف تمامًا فهذا القطاع بحاجة للترويج والدعاية، لذلك كل ما أتمناه في المرحلة المقبلة، في القطاع السياحة والطيران، أن يتم استغلال واستثمار وسائل الاعلام بشتي أنواعها مقروءة ومرئية، وكذلك الوسائل الحديثة كمواقع التواصل الاحتماعي واليوتيوبرز والتكتوكرز للترويج والدعاية لمنتجات قطاعي السياحة والسفر، فزيارة لمسؤول إقليمي برفقة عدد محدود من الصحفيين والاعلاميين لبعض المناطق السياحية التي سقطت من علي الخريطة السياحية، مثل الفيوم أو الوادي الجديد، أو إسنا، أو لأهرامات أبو رواش ودهشور واللاهون وهرم هوارة وأهرامات أبو صير، لقادر علي تغيير الواقع وإعادة هذه المقاصد الي رونقها ومجدها.
دعوة للتفائل :-
ومن خلال قراءتي للبيان الثاني الذي ورد من وزارة الطيران، رغم أنه كان مقتضبًا لكن أكد علي الوزير سامح الحفني الذي أمضي حياته كلها في قطاع الطيران منذ أن كان طيارً وتقلد مناصب قيادية كبيرة في هذا القطاع الي أن وصل لمنصب ممثل مصر في منظمة الطيران العالمية” الإيكاو” لم يأتي للوزارة عقب حلف اليمين، ليقول للموجودين فيها ها أنا عدت لما أستحق، ها أنا عدت للمنصب الذي كنت أجدر شخص به وتأخر عني كثيرًا، لكنه دخل كما يتضح من الصورة المرسلة رفقة البيان يحمل الشوق والحب لصغار الموظفين قبل كبيرهم يحتضن هذا ويصافح ذاك فأضفي علي اللقاء الاول بموظفيه طابع الحب والتواضع وكما يقولون أن “الانطباع الأول يدوم”فأعتقد أن سامح الحفني بهذه اللقطة إن طلب من موظفيه” لبن العصفور” فسيأتون له به وسيخلصون له في كافة التكليفات التي سيطلبها منهم حتي وإن أثقل عليهم.
قد تقول لي: وماذا فعل من كبار الموظفين؟ أقول لك وفقًا للبيان المُرسل وليس برؤية العين، أنه آثر الصمت ولم يتحدث لكنه أخذ يستمع لعرض شامل من رؤساء ومديري العموم حول الخطط والأهداف المستقبلية للوزارة وسير العمل بها، وبخاصة ملفات التحول الرقمي وميكنة الخدمات، واستمع لمقترحاتهم حول كيفية تطوير الاداء وتطوير وتحسين بيئة العمل، وكل ما طلبه منهم هم العمل علي استكمال مسيرى التطوير في قطاع الطيران، مؤكدًا علي نجاح القطاع لن يكون إلا بتحقيق الاهتمام ورعاية العنصر البشري وتوفير بيئة مناسبة له لكي ينتج ويعمل ويبدع.
البيان الثاني لوزير السياحة والأثار:
ولم يختلف الوضع كثيرًا علي الضفة الأخري لنهر السياحة والطيران، فبالتزامن مع إجتماع وزير الطيران، كان هناك إجتماع آخر شارك فيه وزير السياحة والأثار السيد شريف فتحي وأقول: شارك فيه ولم أقل ترأسه وزير السياحة والأثار، لأن الرجل أيضًا كان مستمعًا لرؤية ولأراء كبار الموظفين بوزارة السياحة والأثار، وللمعلومية شريف فتحي الأخر هو رجل سياحة بجانب عمله ومنذ نعومة اظافره في قطاع الطيران المصري والعالمي، وهذه المعلومة ليست “إنفراد” لانها معلومة لدي الغالبية العظمي من رجال وخبراء السياحة.
لذلك أنا متفائل بأن شريف فتحي وزير السياحة لن يضيع وقتًا طويلًا ليستوعب ملقات قطاع السياحة، بل أنه سيركب ويضع المفتاح في ” الكونتكت” وينطلق بأقصي سرعة، لكنه قد يحتاج الي التمهل قليلًا أمام ملفات الأثار، فهي التي قد تسجل عليه لبعض الوقت مخالفات تجاوز السرعة المقررة أو مخالفات عدم ربط حزام الأمان.
والدليل علي ما سبق أنه أنطلق بسرعة قام، بجولة بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، ووجه التحية للموظفين والعاملين بها، وتعرف على آليات سير العمل بالإدارات المختلفة والهيئات التابعة لها، بعد ذلك شارك أيضًا في اجتماع بمقر الوزارة، ولن نقل أنه ترأس الاجتماع وهذا أيضًا وفقًا للبيان المُرسل، وهذا أيضًا شىء محمود، وكان دوره الاستماع لاراء وأفكار وأطروحات وخطط العمل المستقبلية، من قيادات الوزارة والهيئات التابعة لها، ووفقًا للبيان نستطيع أن نقول أن السيد/ شريف فتحي حدد ملامح الخطة والملفات ذات الاولوية التي سيعمل عليها، وكما قلنا ويتضح ان تركيزه سيكون أكثر لقطاع السياحة، بدليل أن الاجتماع تناول سبع نقاط خاصة بالسياحة مقابل نقطة واحدة خاصة بالأثار، لكن في مجملها ملفات ونقاط كان يتم التركيز عليها من الوزير السابق السيد أحمد عيسي مثل ملف زيادة أعداد الغرف الفندقية في مصر لاستيعاب الأعداد السياحية المستهدفة، واستكمال تطوير البنية التشريعية المرتبطة بقطاع السياحة، لكنه ركز وايضًا وفقًا للبيان علي استعراض الإجراءات التي تتم لتطوير منتج سياحة اليخوت في مصر، وضرورة وضع مصر عالميًا في المكانة السياحية التي تستحقها، للوصول للمستهدفات من قطاع السياحة والآثار في مصر، وإعلاء والاهتمام بملف التعليم والتدريب، وأهمية مواصلة العمل لاستكمال ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية
والنقطة الوحيدة التي كانت خاصة بالأثار ، هي ضرورة استكمال مشروعات المتحف المصري الكبير وتطوير منطقة الاهرامات، وتبقي نقطة مهمة لابد من الاشارة إليها وهي أن الجهاز الاعلامي لوزارة السياحة والآثار كان ولا يزال منصة مهمة ومصدر معلومات نشط في ابراز الموروث الثقافي والأثري المصرية، من خلال تقديم العديد من القصص والمعلومات عن المتاحف والقطع الأثرية والمقاصد السياحية بمنتهي الاحترافية والمهنية.
وقد تناول الاجتماع مناقشة عدد من الموضوعات الهامة المرتبطة بالنهوض بقطاع السياحة والآثار في مصر، كما استمع الوزير إلى أبرز الأولويات التي يرى قيادات الوزارة ضرورة العمل عليها في أسرع وقت، وكذلك ما تواجههم من مشكلات أو عقبات قد تعوق تحقيق الأهداف المرجوة.
إقرأ ايضا:
المبادرة الشعبية لتعزيز العلاقات المصرية السودانية تهنئ وزير الخارجية المصري الجديد
السياحة المصرية: Reviewpro: وفقا لأهم المنصات الإلكترونية للسفر والسياحة العالمية
الشاعر وتركي وعبدالعال يحصلون علي 99.9% من أصوات إنتخابات الغرف السياحية
« العالمي للسفر والسياحة » : عام قياسي للسياحة والسفر في السعودية