السفير عبد المحمود عبد الحليم يكتب : قراءة أولية فى بيان دول جوار السودان بالقاهرة
على الرغم من أن مجموعة دول الجوار هى إحدى الآليات التى يتم اللجوء إليها فى حالات متعددة بحثا عن الحلول على النحو الذى تم تجريبه إبان تطورات الأزمة الليبية إلا أن إجتماع القاهرة لدول الجوار السودانى بمبادرة مصرية اكتسب أهمية وزخما على خلفية ما اثاره مخطط ” الإيجاد ” من ردود فعل سودانية عنيفة لم تشمل فقط رفضها لاستمرار رئاسة روتو للجنة بل ما جاء أيضا من تصريحات لرئيس كينيا ورئيس وزراء إثيوبيا وصلت لحد التشكيك في شرعية السلطة السودانية والمناداة بإنشاء منطقة لحظر الطيران، وغير ذلك من التصريحات التى استنكرها بيان الخارجية الذى هدد بالانسحاب من الايجاد ذاتها .. كما اكتسب إجتماع القاهرة بأهميته لفتحه كوة للحلول السلمية رحب بها بيان الخارجية أيضا.
انتقلت كاميرات التلفزة من قاعات الإجتماعات بأديس أبابا الى قصر الاتحادية بالقاهرة مستصحبة رمزيات مصر وإثيوبيا فى المشهد الإقليمى فتوسط عقد الحاضرين الذى اكتمل بوصول كافة الرؤساء المدعوين الرئيس عبد الفتاح السيسى مصحوبا على يمينه وشماله بالسيدين سامح شكرى و عباس كامل وتضمنت كلمته التى لم يتعرض فيها أو يشير إلى الايجاد ومبادرتها إلى أن السودان يمر بأزمة عميقة يتعين معالجة مسبباتها ، وأنها قد أزهقت الأرواح وأدت لحالات نزوح ولجوء كبيرة علاوة على تأثيراتها العميقة أيضا على دول الجوار مناديا بوقف فورى ومستدام للعمليات العسكرية وإطلاق حوار وطنى جامع بهدف إلي الوصول لحل سياسي شامل.
وفى الكلمة التى ارتجلها رفض الرئيس افورقى التدخلات الخارجية فى شؤون السودان بمافى ذلك الحديث عن تدخلات عسكرية رافضا تعامل أطراف داخلية مع الخارج ، ومؤكدا قدرة السودانيين على حسن التعامل مع مشكلاتهم ، وقد وردت ضرورات إيقاف التصعيد و الحوار فى كلمات رؤساء جنوب السودان وأفريقيا الوسطى وليبيا وتشاد ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى ، بينما رفض بيان أمين عام الجامعة العربية التدخلات الخارجية وضرورة إحترام وصيانة المؤسسات الوطنية منوها لأهمية مسار جدة، كما أشار لما توليه الجامعة العربية من إهتمام بإنقاذ الموسم الزراعى في السودان .
أما أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي فقد شكك مرة أخرى فى فاعلية السلطة في السودان متمنيا أن تكون هنالك سلطة لاحتواء النزاع وطالب بضم هذه المبادرة للمبادرات الأخرى التى يقودها الاتحاد الأفريقى.
جاء البيان الختامى لقمة دول جوار السودان هاما ليس فقط لجهة ماتضمنه من ملاحظات وموجهات بل أيضا لما تعمد عدم الإشارة إليه … فقد أعرب البيان عن القلق إزاء تدهور الوضع الانسانى والأمني مناديا بوقف التصعيد والإلتزام بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار وأكد على وجوب إحترام سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه مناديا بعدم التدخل في شؤونه الداخلية ووصف البيان النزاع بأنه شأن داخلى مؤكدا أهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها الوطنية ومنع تفككها .
ونادى البيان الختامى بتعزيز الاهتمام بالتبعات الإنسانية للنزاع وأدان الإعتداءات المتكررة على المدنيين والمرافق الصحية والخدمية ، ونادت قمة دول الجوار فى بيانها بضرورة الحل السياسي وإطلاق حوار والبدء فى عملية سياسية شاملة وقررت القمة إنشاء آلية من وزراء خارجية المجموعة تعقد اجتماعها الأول بجمهورية تشاد لوضع خطة عمل تنفيذية فى هذا الشأن ، وقد تم تكليف آلية الاتصال هذه ببحث السبل المفضية للحفاظ على سلامة واستقرار السودان والحيلولة دون إنهيار مؤسساته الوطنية ، واكد البيان تواصل اجتماعات القمة للمتابعة.
إذا كان مسار جدة قد ركز على المسائل الإنسانية واقتراح الهدن الإنسانية لضمان الوصول للمتضررين ، وإذا كانت خطة الايجاد التى اعتمدت ما وصف بأسلوب الصدمة والترويع قد واجهت ما واجهته من رفض من حكومة السودان ، فقد نجحت مبادرة مصر وقمة دول الجوار فى تقديم خطة تجمع بين المكونين السياسي والإنساني ، كما أن الخطة ادعى بترحيب حكومة السودان وانخراطها المدروس علاوة على أن المبادرة أزاحت عن صدرها عبئا ثقيلا عكسته بياناتها عن خطة الايجاد….ولنا عودة…
إقرأ المزيد
” أفرو نيوز 24 ” ينشر نص البيان الختامي لقمة دول جوار السودان بالقاهرة