تقرير: معاناة أفريقيا من الأوبئة وتأخر الاستجابة الدولية أمام فرصة لصياغة آلية وقائية لـ”الصحة العالمية”
أطلق الجنوب إفريقي بريشوس ماتسوزو الرئيس المشارك لمكتب هيئة التفاوض الحكومية الدولية لصياغة اتفاقية منظمة الصحة العالمية والتفاوض بشأنها، نداءً للحكومات و دول قارة أفريقيا للمشاركة في الدعوة لحماية شعوب قارة أفريقيا والعالم من الأوبئة عبر المشاركة الفعالة والإيجابية لتحديد أفضل التدابير الممكنة للحماية من الأوبئة والجوائح، خاصة الأطفال والعاملين في مجال الصحة.
ويتزامن هذا النداء مع ما تعقده الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية – البالغ عددها 194 دولة – حاليا من جولات تفاوض في سبيل التوصل إلى أول اتفاق بشأن الأوبئة، وذلك من أجل وضع آليات فعالة للوقاية والاستعداد، فضلًا عن الاستجابة بشكل أفضل لأي تهديد صحي عالمي جديد، استنادًا إلى الدروس المستفادة من تجربة جائحة وباء كورونا، وفقا لما نقلت وسائل إعلام محلية.
وبحسب البروفيسور ماتسوزو الرئيس المشارك لمكتب هيئة التفاوض الحكومية الدولية لصياغة اتفاقية منظمة الصحة العالمية والتفاوض بشأنها؛ فإن الاتفاق المأمول يعد فرصة لا تقدر بثمن بالنسبة للقارة السمراء.
وأوضح أن قارة إفريقيا تعرضت مرارا وتكرارًا للدمار بسبب الأوبئة والكوارث الطبيعية والصراعات؛ لذلك يتضح أننا بحاجة إلى الاستثمار في أنظمة صحية مرنة وسريعة الاستجابة إلى جانب مشاركة مجتمعية قوية.
وأضاف أن قارة إفريقيا تفشت فيها، خلال السنوات الأخيرة، أوبئة عديدة مثل إيبولا والكوليرا وكورونا المستجد وبعضها تزامن معا وأصبح لدينا باع من الخبرة في الاستجابة لها.
وأشار إلى أنه إلى جانب هذه الأوبئة تواصل القارة السمراء التصدي لتحديات متواصلة وأمراض أخرى مثل فيروس نقص المناعة المكتسب (إيدز) والسل والملاريا.
ونبه إلى أن قارة إفريقيا على الرغم من أنها القارة الأكثر احتياجا في مكافحة الأوبئة والأمراض إلا أنها آخر من يتلقى المساعدات والمعونة.
وتهدف المفاوضات الجارية بين الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية (ومنها دول القارة الإفريقية)، إلى تعديل اللوائح الصحية الدولية IHR، والتي تمثل الإطار القانوني الشامل والمحدد لحقوق الدول والتزاماتها في التعامل مع الأحداث والطوارئ الصحية العابرة للحدود في أعقاب الوباء.
وبحسب البروفيسور ماتسوزو فإن جائحة كورونا كشفت أسوأ ما في التعامل بين البشر فعلى الرغم من أن تطوير اللقاحات وتبادل المعرفة من قبل العلماء في جميع أنحاء العالم جرى بوتيرة غير مسبوقة، إلا أنه كان هناك غياب للعدالة في الوصول إلى هذه المساعي العلمية إلى جانب رفض دول لتبادل المعلومات.
وأضاف أن قارة إفريقيا حلت في نهاية قائمة انتظار القاحات والعلاجات المضادة لفيروس كورونا المستجد، رغم مشاركة علماء أفارقة في تطوير أبحاث مرتبطة بكورونا وتسلسل الجينوم.
وعقدت الدول الإفريقية جلسات مشاورات خاصة، وأخرى خاصة بكل منطقة، لمناقشة عدد من الموضوعات ذات الصلة على هامش 5 جلسات تفاوضية أخرى عقدت بشأن الاتفاق المتعلق بحالة تفشي الوباء وضمت جميع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، وكذلك عُقدت 3 جلسات بشأن التعديلات المقترحة على اللوائح الصحية الدولية.
ويعول الخبراء على الاتفاق بوصفه فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل لحماية العالم من الجوائح في المستقبل، والاستفادة من تجربة تفشي جائحة كورونا في إجراء تحسينات للآلية التي يمنع بها العالم تهديدات الأمراض المعدية ويستعد لها ويستجيب لها.
إقرأ المزيد :
تصريح صادم من الصحة العالمية : نصف سكان العالم معرضون لخطر الإصابة بحمى الضنك
بريتوريا /أ ش أ/ تقرير: أحمد طارق