عن رسالة « دور إثيوبيا في منطقة القرن الأفريقي » .. أحمد عسكر يحصل علي درجة الدكتوراة من كلية الدراسات الأفريقية
حصل الدكتور أحمد عسكر علي درجة الدكتوراة في الفلسفة في العلوم السياسية ، حيث جرت وقائع مناقشة الرسالة في 21 يوليو الجاري (2024) وذلك في رحاب كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، وحملت الرسالة عنوان : الدور الإقليمي لإثيوبيا في منطقة القرن الإفريقي منذ عام 2010.
وقد تألفت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور/ صبحي علي قنصوة، أستاذ العلوم السياسية بالكلية، والأستاذة الدكتورة/ شيماء محيي الدين، أستاذ العلوم السياسية المساعد بالكلية، والأستاذ الدكتور/ أيمن السيد عبد الوهاب، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والخبير في الشئون الإفريقية والمياه.
سعت الدراسة إلى محاولة الإجابة عن تساؤل رئيسي مفاده: ما هي طبيعة الدوْرِ الإقليميِّ الإثيوبيِّ في منطقةِ القرنِ الإفريقيّ؟ وما تأثيرُه على توازناتِ القوةِ هناك بما في ذلك مكانةِ إثيوبيا كقوةٍ إقليمية ومصالحِها الاستراتيجية منذ عام 2010؟.
وتناولت الدراسة بالرصد والتحليل للعديد من المحددات والمصالح والأهداف الإثيوبية في المنطقة، والتطرق إلى الأداء والسلوك الإثيوبي تجاه العديد من القضايا والملفات الإقليمية، وتأثيراته على الفاعلين الدوليين والإقليميين بما في ذلك المصالح المصرية في القرن الإفريقي.
وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج لعل من أبرزها؛ سعي إثيوبيا بشكلٍ دائمٍ لأنْ تكونَ خريطةُ التوازناتِ الجيوسياسيةِ في القرنِ الإفريقيِّ لصالِحِها، وعدم السماحِ لأيِّ قوةٍ إقليميةٍ أخرى بملءِ هذه المَساحةِ هناك، في ضوْءِ تطلعِها المستمرِ لتأكيدِ أحقيتِها في قيادةِ المنطقة. وتستمرُ إثيوبيا في النظرِ بعيْنِ الشكِّ للتحركاتِ المصريةِ في القرنِ الإفريقيّ، وتخشى من حشدِ القاهرة لدولِ المنطقة ضدَّها في قضيةِ سدِّ النهضة بما قد يُشكلُّ ضغطًا إقليميًّا عليها.
كما تتخوفُ من توظيفِ القاهرة لإحدى دولِ جِوارِها المباشرِ للتورطِ في تنفيذِ تهديداتٍ أمنيةٍ في العمقِ الإثيوبيّ. ويُنذرُ الخلافُ حول سدِّ النهضة باحتمالِ تصعيدِ التوترِ بيْن البلديْن خلال الفترةِ المقبلة، ما قد يؤثرُ على مكانةِ ودوْرِ إثيوبيا في المنطقة.
وغالبًا ما ترتبطُ الهيمنةُ الإثيوبيةُ في القرنِ الإفريقيّ بحاجةِ أديس أبابا إلى شراكةٍ مع قوى خارجية، كشرطٍ للَعبِ دوْرٍ إقليميٍّ بارز، ومن أجلِ تحقيقِ أهدافِ سياستِها الخارجية في المنطقة. ما يعني أنَّ إثيوبيا تستفيدُ بدورِها من السياقِ الدوليِّ وتناقضاتِه في محاولةٍ لكسبِ الشرعيةِ الدوليةِ للقيامِ بدوْرِ القوةِ المهيمنةِ في المنطقة، لكنّها لا تزالُ أسيرةَ الجغرافيا وغيرَها من التحدياتِ الداخلية التي تجعلُ من الصعب تسميتُها قوةً مهيمنةً كاملة.
ويُرجح أنْ تعززَ إثيوبيا تحركاتِها على الصعيدِ الإقليميّ عبر استمرارِ انخراطها في عددٍ من الأزماتِ والقضايا الإقليمية، وذلك من أجل تعزيزِ قوتِها الإقليمية في القرنِ الإفريقيّ، وعدم تركِ فراغٍ يمكن أن تستغله قوى إقليمية أخرى مناوئة لتعزيزِ دورِها الإقليميّ على حسابِ أديس أبابا، وذلك في ضوْءِ استمرارية وتشابك قواعدِ اللَعِبةِ الإقليميةِ التي تفرضُ الإبقاءَ على أديس أبابا كحليفٍ إقليميٍّ للغربِ والولاياتِ المتحدة في شرقِ إفريقيا والقرنِ الإفريقي يحققُ التوازنَ الإقليميّ ويحمي مصالِحَها الاستراتيجية هناك.
اقرأ المزيد
إثيوبيا : ارتفاع حصيلة قتلى الانهيارات الطينية جنوب البلاد إلى 157 علي الأقل