كنا صغارآ نحضر الأفراح النوبية بين مسارح مختلفة في قاهرة المعز وكان الأهالي يتسابقون للأتصال بفرقة الفنان الكبير الراحل علي كوبانا كى تحيي فرقته الفرح بالكامل بفقراتها الشهيرة.
– إشتهرت فرقة علي كوبانا كونها المعبر الرئيسي الأشهر عن عادات وتقاليد أهل النوبة رقصًا وغناءً ونظامًا فنيًا ممتعًا.
كان الفنان سيد السمان من طليعة الفنانين الذين أسّسوا وتأسست بهم فرقة الفنان علي كوبانا وكانت فقرته الغنائية هى التى تجذب الجمهور سواء أكانوا من النوبة أو من خارجها حيث كان يتقن الغناء باللغات الأجنبية فضلا عن أدائه الراقص الممتع انه مطرب الفرانكواراب وكانت أغنيته الأشهر “لا يا حبيبي لا” والتى قامت بتوزيعها وكنا جميعا نتراقص معها حين تغنيها فرقة علي كوبانا ونغني ونرقص بنفس تناغم وأداء عم سيد السمان المبدع والمطلق أشعة البهجة علي كل الحضور .
توطدت علاقتي بعد ثورة يناير بالفنان الكبير وصارت لقاءاتنا أسبوعية تعلمت فيها الكثير والكثير عن تطور الفن النوبي في قاهرة المعز وعن حبه لحي عابدين وولعه الشديد بمصر أرض الطيبين كما كان يحلو له قول ذلك.
لقد تعلمنا من الراحل الكبير علي كوبانا الكثير هكذا صاح الفنان سيد السمان لي كيف كان الإلتزام عنوان الفرقة والشياكة وارتداء البدلة بالببيون والقميص الأبيض وكيف كان الفنان علي كوبانا صارما حيال درجة لمعان أحذية الفرقة ، فضلا عن حرصه الشديد بمواعيد البروفات وضرورة التزام كل اعضاء الفريق بها .
لقد سافرنا كل بلدان العالم مع فرقة علي كوبانا وكانت رحلات فرنسا محببة لي لتفاعل الجمهور هناك إلا ان التفاعل والشهرة الأكبر كانت في المانيا حيث يتراقص الجموع علي اغاني فرقة علي كوبانا وخصوصا فقرة فناننا الراحل سيد السمان .
يحدثني عم سيد كما كان يحلو لي مناداته عن اهمية العمل النقابي ومدى اهتمامه الشديد بكل عازفي مصر من النوبة او من خارجها ولأنه كان نقابيا مؤثرا رأيت بعيني العديد من كبار عازفي مصر يحتسون الشاى معه في مقهي الكابين الشهير بقهوة كوبانا (سابقا).
وكلما حلت مواعيد انتخابات نقابة الموسيقيين في مصر تزدهر اروقة وطاولات المقهي بموسيقيو مصر واستمع منه بحب وشغف الي حكاويه المليئة بالحب والصدق عن النقابة وحال الفن الان واهمية هذه النقابة في الحفاظ علي الهوية الفنية المصرية .
– كان عم سيد السمان من اوائل فنانين جنوب مصر الذين إلتحموا بالقضية الفلسطينية وقدموا اغنيات فردية وجماعية لدعم شعب فلسطين والقضية الفلسطينية بل هو المطرب الجنوبي الوحيد الذي غني مع المطربين العرب في أوبريت جماعي وقدموا أغنية رائعة عن فلسطين.
كان شديد الغيرة علي مصريته وايضاً سوادنيته وهو حقا من تكوينة عائلية فريدة حيث انتماءه العائلي الي اسنا اقصي صعيد مصر والي السودان الحبيب والي النوبة الغالية انه حقا سمان وادى النيل الذي ودعنا معتزا جدا بمصريته وسودانه وايضا بحلمه في تقدم مصر وريادة الفن في العالم العربي والأفريقي.
ودعنا وهو يغني لمطربي مصر العظماء القدامي عبد الغني السيد وعبد المطلب ويدندن في جلستنا الأخيرة منذ أسبوعين للفنان محمد قنديل والفنان كارم محمود ثم يدندن لفنان أفريقيا والسودان محمد وردى والكبير شرحبيل احمد .
– الفنان سيد السمان سلاما لك وعليك يامن احببت مصر وعشقت الفن واحببت السودان وعشقت فن جنوب حضارة وادى النيل التي تربط مصر وسودانها والسودان ومصرها مع السلامة ايها الفنان الرقيق الجميل المشع للبهجة والرقي فى سكنة جنات الرحمن آلرحيم ان شاء الله.
صلاح زكى مراد..مواطن مصرى ع باب الله
إقرأ ايضا:-
السياحة: تنظم دورة تدريبية للعاملين بمتحف النوبة بأسوان ومتحف الفن الإسلامي بالقاهرة
مصر.. رحيل الفنان الكبير محمد الادنداني عن يناهز 82 عاماً
« منتدي كنتيباي » .. هنا تمتزج فنون وادي النيل
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.