تواصل الإدانات الدولية لانقلاب ” النيجر “
»» الاتحاد الأفريقي يمهل جيش النيجر 15 يوما للعودة للثكنات .. والاتحاد الأوروبي لن يعترف بسلطات الانقلاب
تواصلت الإدانات الدولية لانقلاب النيجر حيث دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي السبت جيش النيجر بـ”العودة إلى ثكناته وإعادة السلطات الدستورية” ، فيما أكد الاتحاد الأوروبي أنه “لا يعترف ولن يعترف بسلطات الانقلاب” في النيجر وأنه يعلق فورا “كل تعاونه في المجال الأمني” .
يأتي ذلك إثر قيام عسكريين انقلابا على الرئيس النيجيري المنتخَب محمد بازوم وتولي الجنرال عبد الرحمن تشياني السلطة في البلاد.
ودعا الاتحاد الأفريقي جيش النيجر للـ”عودة إلى ثكناته وإعادة السلطات الدستورية” خلال 15 يوما .
وعبر المجلس عن “قلقه الكبير من العودة المقلقة للانقلابات العسكرية” في القارة ، مدينا “بأكبر قدر من الحزم” انقلاب العسكريين في نيامي على الرئيس محمد بازوم “المنتخب ديمقراطيا”، مطالبا “بالإفراج الفوري” عنه.
كما أكد مجلس الأمن والسلم الأفريقي أن مستعد لاتخاذ “كل التدابير اللازمة، بما في ذلك فرض عقوبات، ضد الجناة، في حال عدم احترام حقوق المعتقلين السياسيين”.
في سياق متصل يترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعا دفاعيا اليوم السبت على خلفية الانقلاب في النيجر ، حسبما أعلن الإليزيه الجمعة، من المرتقب أن ينعقد عند الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي (13:00 بتوقيت غرينتش).
وتنشر فرنسا 1500 جندي كانوا يتعاونون حتى الآن مع جيش هذه البلد. وقد يؤدي الانقلاب إلى إعادة النظر في وضع الانتشار الفرنسي.
وتعد النيجر واحدة من آخر حلفاء باريس في منطقة الساحل التي يجتاحها العنف الجهادي، بينما التَفَتت جارتاها مالي وبوركينا فاسو، بقيادة عسكريين انقلابيين، نحو شركاء آخرين بينهم روسيا.
وبعدما كانت النيجر تشكل قاعدة لعبور القوات إلى مالي من حيث انسحبت قوة برخان الفرنسية بطلب من المجلس العسكري الحاكم في باماكو في العام 2022، أصبحت الدولة الأفريقية الوحيدة التي ما زالت تجمعها بفرنسا شراكة “قتالية” ضد الجهاديين.
وندد ماكرون الجمعة بـ”الانقلاب العسكري (في النيجر) بأكبر قدر من الحزم”، فيما أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس “لا تعترف بالسلطات” المنبثقة عن الانقلاب الذي قاده الجنرال عبد الرحمن تياني.
من جهته أكد الاتحاد الأوروبي على لسان مسؤول السياسة الخارجية في جوزيب بوريل السبت أن التكتل “لا يعترف ولن يعترف بسلطات الانقلاب” في النيجر وأنه يعلق فورا “كل تعاونه في المجال الأمني” مع الدولة الأفريقية الواقعة في منطقة الساحل.
وتضمن بيان لبوريل أن الرئيس المخلوع محمد بازوم “انتُخب ديمقراطيا ويبقى إذا الرئيس الشرعي الوحيد في النيجر. يجب أن يتم الإفراج عنه دون شروط ودون تأخير”. بالإضافة إلى تعليق كل مساعدات الميزانية، سيعلق الاتحاد الأوروبي “كل التعاون في المجال الأمني على الفور وإلى أجل غير مسمى”، وفق قوله.
و دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السبت إلى الإفراج الفوري عن رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم واستعادة النظام الديمقراطي في البلاد.
والجمعة ظهر الجنرال عبد الرحمن تشياني قائد الحرس الرئاسي في النيجر الذي يقف وراء الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم، على التلفزيون الرسمي باعتباره الرجل القوي الجديد في البلاد.
وتلا بيانا بصفته “رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن”، أي المجلس العسكري الذي أطاح بازوم. وبرر تشياني الانقلاب بـ”تدهور الوضع الأمني” في بلاد تواجه أعمال عنف تقف وراءها جماعات جهادية.
كان الاتحاد الأفريقي أدان الأربعاء “محاولة الانقلاب” في النيجر، مطالبا من يقفون وراء ذلك بـ”وقف هذا العمل المرفوض فورا”.
وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد في بيان بعد ظهر الأربعاء عن “تنديده الشديد بهذه السلوكيات…” داعيا “الشعب النيجري وجميع أشقائه في أفريقيا، وخصوصا المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وفي العالم، إلى أن يدينوا بصوت واحد هذه المحاولة…”.
وفي وقت سابق أدان مجلس الأمن بالأمم المتحدة بشدة “المساعي الرامية لتغيير السلطة الشرعية في النيجر على نحو غير دستوري”، ودعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن رئيس النيجر محمد بازوم.
وشدد المجلس المؤلف من 15 عضوا في بيان تم الاتفاق عليه بالإجماع على ضرورة حماية بازوم وأسرته وأعضاء حكومته.
وتضمن البيان أن “أعضاء مجلس الأمن عبروا عن قلقهم إزاء التأثير السلبي للتغييرات غير الدستورية للحكم في المنطقة وزيادة الأنشطة الإرهابية والوضع الاجتماعي والاقتصادي المتردي”.
وفي وقت سابق الأربعاء، نددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بـ”محاولة الانقلاب في النيجر” داعية إلى الإفراج “فورا” عن الرئيس المنتخب.
من جهته، أدان الاتحاد الأوروبي، على لسان مسؤول السياسة الخارجية فيه، “أي محاولة لزعزعة الديمقراطية وتهديد الاستقرار في النيجر”.
وأعرب جوزيب بوريل في رسالة عبر منصة تويتر التي باتت تحمل تسمية إكس عن “قلقه الكبير حيال الأحداث التي تجري في نيامي”، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي ينضم إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في تنديدها بما يحصل.
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس “أي محاولة لتولي الحكم بالقوة” ودعا إلى احترام الدستور النيجري، بينما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها البالغ وطالبت بإطلاق سراح بازوم.
وصدرت إدانات عن فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة للنيجر، والجزائر المجاورة.
في الأثناء، توجّه رئيس بنين باتريس تالون إلى النيجر للقيام بوساطة، وفق ما أعلن رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لـ”إيكواس”.
وقال تينوبو إثر لقائه تالون في أبوجا “سيغادر إلى هناك الآن، إنه في طريقه” إلى النيجر.
والنيجر بلد شريك لفرنسا في منطقة الساحل ويعاني عنفا جهاديا في العديد من مناطقه. ويحكمه الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد بازوم منذ أبريل 2021. ويعد بازوم من بين القادة الموالين للغرب الذين يتضاءل عددهم في منطقة الساحل.
وتاريخ النيجر هذا البلد المترامي والفقير والصحراوي حافل بالانقلابات ، فقد شهد منذ استقلاله عن فرنسا العام 1960 أربعة انقلابات: الأول في أبريل 1974 ضد الرئيس ديوري هاماني والأخير في فبراير 2020 ضد الرئيس مامادو تانجا، من دون تعداد محاولات الانقلاب الكثيرة.
إقرأ المزيد
النيجر .. نجاح الانقلاب العسكري : عزل «بازوم » وإغلاق الحدود