ليبيا : مجلس الأمن يمدد ولاية بعثة الأمم المتحدة حتى أكتوبر المقبل
قرر مجلس الأمن الدولي تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) لمدة ثلاثة أشهر، حتى أكتوبر 2022 ، وذلك بموافقة 12 دولة عضو في المجلس وامتناع الدول الأفريقية الثلاث الاعضاء في المجلس الجابون وكينيا وغانا عن التصويت .و تقرر تمديد ولاية البعثة حتى 31 أكتوبر 2022 بوصفها بعثة سياسية خاصة متكاملة لكي تنفذ الولاية المنوطة بها على النحو المبيّن في القرار 2542 (2020) والفقرة 16 من القرار 2570 (2021).وأهاب القرار بالأمين العام، أنطونيو جوتيريش، أن يعيّن على وجه السرعة ممثلا خاصا للأمين العام ، كما طلب إلى الأمين العام أن يقدم إلى مجلس الأمن كل 30 يوما تقريرا عن تنفيذ هذا القرار.وأعربت المملكة المتحدة عن مشاركة الدول الأفريقية الثلاث إحباطها بسبب قصر مدة ولاية البعثة الأممية في ليبيا ، وقالت مندوبة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد بعد التصويت: “إن امتناع الدول الثلاث عن التصويت مفهوم، أخذا بالاعتبار رفض روسيا الانضمام إلى توافق الآراء بشأن مقترحاتنا لولاية أطول لأونسميل.”وأضافت ” أن النهج الروسي يتعارض مع ما تطلبه ليبيا والمنطقة والأمم المتحدة.وأشارت المندوبة البريطانية في الأمم المتحدة إلى أن إيجاد مرشح ليتسلم منصب الممثل الخاص للأمين العام ليس بالمهمة السهلة، وقالت “ندعو جميع أصحاب المصلحة المعنيين، بمن فيهم المجلس، أن يتبعوا نهجا بنّاء ومرنا لتمكين تعيين سريع.” من جانبه، قال نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي، ” إن بلاده دعمت مشروع القرار لأنه مثّل “التسوية الوحيدة الممكنة” للجميع في هذه المرحلة ” . واضاف : “نصرّ على أن يقدم أنطونيو جوتيريش على الفور ، للموافقة اللاحقة من قبل أعضاء مجلس الأمن ، مرشحا جديرا وموثوقا لمنصب ممثله الخاص في ليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.”وأشار نائب مندوب روسيا لدي الامم المتحدة إلى أن الوثيقة الحالية تعيد التأكيد على الرسالة الواضحة بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة في هذا الصدد.واعتبر المسؤول الروسي أن بقاء المستشارة الخاصة للأمين العام، ستيفاني وليامز، التي لا تتمتع بتفويض مناسب من مجلس الأمن ، في منصبها غير مبرر، على الرغم من التأكيدات على أن تعيينها كان تدبيرا مؤقتا .وامتنعت الجابون وكينيا وغانا عن التصويت، إذ أشارت تلك الدول إلى أن ما هو مطلوب هو أن يكون للبعثة ولاية طويلة المدة ، لمدة اثني عشر شهرا.وقال مارتن كيماني مندوب كينيا في الأمم المتحدة ” إنه منذ سبتمبر من العام الماضي، تم إطلاع المجلس مرارا وتكرارا على “الآثار المدمّرة” التي تحملها الولايات القصيرة على قدرة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على تنفيذ ولايتها بفعالية .ويعد هذا التمديد التقني الخامس من نوعه على التوالي لولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ، حيث تم تمديد مدة ولاية البعثة في أربع مناسبات: 15 سبتمبر 2021؛ 30 سبتمبر 2021، 31 يناير 2022؛ و29 نيسان/أبريل 2022، قام مجلس الأمن بتمديد ولاية البعثة تقنيا لمدة ثلاثة أشهر. وفي سبتمبر 2021، فشل مجلس الأمن مرتين في اعتماد نص يحتوي على تغييرات جوهرية، بدلا من تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الحالية، أولا لمدة أسبوعين (من 15 سبتمبر 2021 حتى 30 سبتمبر 2021) ثم لمدة أربعة أشهر (31 يناير)، ثم ثلاثة أشهر (حتى 31 يوليو الحالي) .وقالت السفيرة ليندا توماس جرينفيلد، مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ” إن القرار يتضمن لغة قوية تدعم العملية السياسية وضمانات بالإدارة الشفافة لإيرادات النفط بما يعود بالفائدة على جميع أبناء الشعب الليبي.واضافت : “إننا نشعر بخيبة الأمل لأنه، مرة أخرى هذا المجلس أجبر على قبول تمديد الولاية لمدة ثلاثة أشهر.” وأوضحت أن الأمانة العامة صرّحت أكثر من مرة أن مدة قصيرة تزيد جهود الأمانة العامة تعقيدا. وقالت إن الرجوع لتمديد الولاية كل عدة أشهر يصعّب الأمر أكثر على أونسميل لاسيّما في تنفيذ خططها طويلة الأمد.وشددت مندوبة الولايات المتحدة لدي الامم المتحدة علي أن ليبيا في منعطف حرج وتتمتع ” أونسميل ” بدور كبير في دعم التحضير للانتخابات ومراقبة وقف إطلاق النار والإبلاغ عن قضايا حقوق الإنسان وتقديم الدعم التقني بشأن ميزانية الدولة .