النيجر .. المشهد إلي مزيد من التعقيد .. و فرنسا : لا قرار بإجلاء الرعايا الفرنسيين
شهدت الساعات القليلة الماضية تطورات متلاحقة في النيجر عقدت من المشهد حيث تصاعدت حدة الضغوط الأفريقية والفرنسية علي المجلس العسكري الذي تولي مقاليد الأمور عقب الاطاحة بالرئيس بازوم , فيما حاول عشرات المتظاهرين اقتحام مبنى السفارة الفرنسية في عاصمة النيجر بنجي, ودخلت دولة ” إيكواس” علي خط الأزمة حيث أمهلت المجلس العسكري في النيجر مهلة لمدة أسبوع لإعادة النظام الدستوري .
أكدت فرنسا أنه ليس هناك قرار حتى الآن بشأن إجلاء الرعايا الفرنسيين من النيجر، والذين يتراوح عددهم وفقا لوزارة الخارجية من 500 إلى 600 مواطن فرنسي متواجدين حاليا في البلاد، التي شهدت مؤخرا الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، في تصريحات مساء اليوم /الأحد/ بعد ساعات من تجمع آلاف الأشخاص أمام السفارة الفرنسية في نيامي , “إنه تم الاتصال بالرعايا الفرنسيين جميعا، وتم اتخاذ تدابير احترازية كما هو الحال في مثل هذه المواقف، وسيتم تعزيز هذه التدابير إذا لزم الأمر، ولكن لا يوجد قرار بالإجلاء حتى اللحظة التي أتحدث فيها”.
وشددت الوزيرة مجددا على أن فرنسا تحمي رعاياها كالعادة، مؤكدة أن الوضع بعد ظهر اليوم أكثر هدوءا.
واحتشد الآلاف من المتظاهرين أمام السفارة الفرنسية في نيامي ورددوا شعارات معادية لفرنسا وسط أجواء متوترة، خلال مسيرة لدعم الجنود التابعين للجنرال تشياني الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم في النيجر.
وكانت الرئاسة الفرنسية قد أكدت أن الرئيس إيمانويل ماكرون قال “إنه لن يتسامح مع أي هجوم ضد فرنسا ومصالحها في النيجر”، وذلك إثر تظاهر آلاف الأشخاص أمام السفارة الفرنسية في نيامي وإصرار بعضهم على دخولها قبل تفريقهم بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع.
وذكرت الرئاسة الفرنسية – في بيان – أن الرئيس ماكرون لن يتسامح مع أي هجوم ضد فرنسا ومصالحها في النيجر، مؤكدة أن فرنسا سترد فورا وبشدة في حالة تعرض رعاياها في النيجر لهجوم.
وفي وقت سابق، نشرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا أدانت فيه أعمال العنف بمحيط سفارة فرنسا بالنيجر، حيث تظاهر آلاف الأشخاص أمام السفارة الفرنسية في نيامي، داعية السلطات إلى ضمان أمنها.. وقالت إن “فرنسا تدين كل أعمال العنف ضد المقرات الدبلوماسية التي يعتبر أمنها من مسؤولية الدولة المضيفة”.
وبالأمس، أعلنت “الخارجية الفرنسية” تعليق باريس جميع مساعداتها التنموية بشكل فوري ووقف دعم الميزانية للنيجر، وذلك على خلفية إعلان قائد الحرس الرئاسي عبد الرحمن تشياني توليه السلطة في النيجرعقب الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم.
ماكرون لن يتسامح
أكدت الرئاسة الفرنسية (الإليزيه) اليوم /الأحد/ أن الرئيس الفرنسي “لن يتسامح مع أي هجوم ضد فرنسا ومصالحها” في النيجر، وذلك إثر تظاهر آلاف الأشخاص أمام السفارة الفرنسية في نيامي وأصر بعضهم على دخولها قبل تفريقهم بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان، إن الرئيس ماكرون لن يتسامح مع أي هجوم ضد فرنسا ومصالحها في النيجر، مؤكدة أن فرنسا سترد فورا وبشدة في حالة تعرض رعاياها في النيجر لهجوم.
وأضافت الرئاسة أن أي شخص يهاجم الرعايا الفرنسيين والجيش والدبلوماسيين والمقرات الفرنسية، سيرى رد فرنسا الفوري والشديد، حيث أن الرئيس ماكرون “لن يتسامح مع أي هجوم على فرنسا ومصالحها”.
وفي الوقت نفسه، أكدت الرئاسة أن فرنسا تدعم كل المبادرات الإقليمية الهادفة إلى استعادة النظام الدستوري وعودة الرئيس المنتخب محمد بازوم.
وفي وقت سابق، نشرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا أدانت فيه أعمال العنف بمحيط سفارة فرنسا بالنيجر، حيث تظاهر آلاف الأشخاص أمام السفارة الفرنسية في نيامي ، داعية السلطات إلى ضمان أمنها.
وقالت الخارجية الفرنسية إن “فرنسا تدين كل أعمال العنف ضد المقرات الدبلوماسية التي يعتبر أمنها من مسئولية الدولة المضيفة”.
وأضافت أن القوات الأمنية في النيجر ملزمة بضمان أمن مقراتنا الدبلوماسية والقنصلية بموجب اتفاقية فيينا، “وندعوها إلى الوفاء بهذا الالتزام الذي يفرضه عليها القانون الدولي”.
واحتشد الآلاف من المتظاهرين أمام السفارة الفرنسية في نيامي ورددوا شعارات معادية لفرنسا وسط أجواء متوترة، خلال مسيرة لدعم الجنود التابعين للجنرال تشياني الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم في النيجر.
وحاول البعض اقتحام مبنى السفارة الفرنسية بينما انتزع آخرون اللوحة التي تحمل عبارة “سفارة فرنسا في النيجر” وداسوا عليها ووضعوا مكانها علمي روسيا والنيجر وسط هتافات “تحيا روسيا” و”لتسقط فرنسا”. وحيا جندي من شاحنة صغيرة الحشد الذي كان يهتف “روسيا، روسيا!” و”يحيا الجيش النيجري” و”تشياني، تشياني!”، في إشارة إلى رئيس المجلس العسكري الانقلابي عبد الرحمن تشياني.
مهلة 7 أيام
أمهل قادة دول غرب إفريقيا مدة سبعة أيام للانقلابيين في جمهورية النيجر لاستعادة النظام الدستوري في البلاد، ووجه القادة في ختام قمتهم الطارئة رؤساء أركان دول تجمع غرب إفريقيا ” إيكواس” لتفعيل أداة التدخل العسكري لتحقيق هذا الهدف إذا أخفقت المساعي السياسية في ذلك.
جاء ذلك في ختام قمة قادة دول غرب إفريقيا العاصمة النيجيرية أبوجا وهي قمة استثنائية طارئة لقادة دول غرب إفريقيا دعا إليها الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو الذي ترأس بلاده تجمع الإيكواس منذ التاسع من شهر يوليو الجاري وذلك لمناقشة التطورات الأخيرة في جمهورية النيجر التي تعد إحدى دول التجمع الأعضاء.
ويأتي اجتماع قادة غرب إفريقيا بعد سويعات من إمهال مجلس السلم و الأمن الإفريقي مدة 15 يوما للمتمردين جمهورية النيجر لاستعادة النظام الدستوري في البلاد، ووقف الاتحاد الأوروبي كافة أشكال العون المالي للنيجر.
ويتوقع المراقبون أنه في حالة فشل جهود الوساطة السياسية في مهلة الأيام السبعة التي حددتها الإيكواس لاستعادة النظام الدستوري في النيجر، فإنه من غير المستبعد أن تعلق الإيكواس عضوية النيجر فيها وأن تفرض عقوبات عليها، كما أن سيناريو التدخل العسكري بمعرفة قوات مشتركة غرب إفريقية لن يكون مستبعدا إذا أصر قادة انقلاب النيجر على تعنتهم أو حاولوا إثارة العنف والفوضى، وعند ذلك يؤكد المراقبون أن الدفع بقوات مشتركة غرب إفريقية سيكون أمرا ضروريا لحفظ الأوضاع الأهلية في النيجر وسيتم ذلك بواسطة ما يعرف بـ” قوة التدخل السريع” التابعة للإيكواس التي تتشكل في معظمها من قوات نيجيرية عالية التدريب وذلك على ضوء الترتيبات الواردة في “ميثاق دعم الديمقراطية والحكم الرشيد لدول غرب إفريقيا”.
وتعد نيجيريا هي أكبر بلدان دول غرب إفريقيا وأقواها عسكريا واقتصاديا وهو ما أعطاها تأثيرا مهيمنا على سياسات الإقليم أملته اعتبارات القوة البشرية و العسكرية لنيجريا وانخراطها في مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والتي تعد نيجيريا أكبر مساهم بالقوات فيها في المهام الإفريقية و الدولية.
وفيما نددت العواصم الغربية والمنظمات الدولية وفي مقدمتها الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتطورات الأخيرة في جمهورية النيجر، محذرة من انزلاق الأوضاع هناك إلى فوضى شاملة تخدم مشروع تيارات التطرف في كل من القاعدة وداعش للسيطرة على النيجر.
وأجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتصالات هاتفيا صباح اليوم بالرئيس النيجيري قبيل بدء قمة الإيكواس أعرب فيها عن دعم واشنطن لجهود نيجيريا الساعية إلى الحفاظ على الديمقراطية والنظام الدستوري في النيجر، وكذلك تلقى رئيس نيجيريا الخميس الماضي اتصالا من كاميلا هاريس نائبه الرئيس الأمريكي أكدت فيه حرص واشنطن على استعادة النظام الدستوري في النيجر ودعمها لتحركات نيجيريا المبكرة في هذا الصدد.
وكان الرئيس النيجيري بولا تينوبو قد كلف باتريس تالون رئيس جمهورية بنين بالتوجه على نحو عاجل يوم الخميس الماضي إلى النيجر لاستطلاع الوضع هناك.
إقرأ المزيد :
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.