تطورات جديدة في النيجر .. والمشهد إلي مزيد من التعقيد
في تطور جديد للأحداث التي تشهدها النيجر عقب الإنقلاب العسكري وعزل الرئيس محمد بازوم حيث يزداد الموقف تعقيدا وغموضا , أعلنت عدد من الدول الأفريقية رفضها لأي تدخل عسكري في النيجر , حيث حذرت بوركينا فاسو ومالي من أن أي تدخل عسكري في النيجر ستعتبرانه إعلان حرب عليهما، يأتي هذا فيما كثفت دول أوروبية من عمليات إجلاء رعاياها من النيجر.
وقالت واجادوجو وباماكو في بيان مشترك ” إن أي تدخل عسكري في النيجر لإعادة الرئيس محمد بازوم الذي أطاحه انقلاب عسكري، سيكون بمثابة “إعلان حرب على بوركينا فاسو ومالي ” .
وحذّرت بوكينا فاسو ومالي من أن «أي تدخل عسكري ضد النيجر سيؤدي إلى انسحاب بوركينا فاسو ومالي من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو) وإلى تبني تدابير للدفاع المشروع دعماً للقوات المسلحة والشعب في النيجر» , كما حذّر البلدان من «عواقب كارثية لتدخل عسكري في النيجر من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة بأسرها»، مع رفضهما تطبيق عقوبات غير قانونية وغير مشروعة وغير إنسانية ضد الشعب والسلطات النيجرية، بحسب البيان.
من جانبها أعلنت السلطات الغينية رفضها العقوبات التي فرضتها «سيدياو» والتلويح بالتدخل العسكري، ولفتت إلى أنها قررت عدم تطبيق هذه العقوبات التي تعتبرها غير مشروعة وغير إنسانية.
وحضّت كوناكري المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا على إعادة النظر في موقفها. وجددت الجزائر «تمسكها العميق» بالعودة إلى النظام الدستوري في النيجر، ودعمها لمحمد بازوم «كرئيس شرعي»، محذرة من نوايا التدخل العسكري الأجنبي.
وفي سياق متصل حثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الأربعاء، على البدء في إجراء حوار وطني شامل في النيجر، وعدم السماح بمزيد من التدهور للأوضاع هناك.
وقالت زاخاروفا في إفادة صحفية إن “موسكو ترى أنه من المهم للغاية عدم السماح بمزيد من التدهور للوضع في البلاد، وندعو إلى ضمان إجراء حوار وطني لاستعادة السلم والقانون والنظام”، وفقا لوكالة أنباء /تاس/ الروسية.
وشددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية على أن “التهديد باستخدام القوة في النيجر ضد منفذي الانقلاب الأسبوع الماضي، لن يسهم في تسوية الصراع”، مؤكدة أن “موسكو تواصل مراقبة الوضع في النيجر عن كثب”.
تأتي تلك التطورات في الوقت الذي كثفت فيه فرنسا ودول أوربيه من عمليات إجلاء رعاياها من النيجر , حيث أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم /الاربعاء/ وصول طائرتين إلى باريس الليلة الماضية قادمين من نيامي، وعلى متنهما 513 شخصا من بينهم أكثر من 350 فرنسيا.
وأوضحت الخارجية، في تغريدة على تويتر، أنه “يجري الاعداد لإقلاع رحلة ثالثة من نيامي لمواصلة عملية الاجلاء.
وبدأت فرنسا مساء أمس الثلاثاء في عملية إجلاء جوي لمدنيين فرنسيين وأوروبيين من النيجر إثر الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد والاطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم.
وأقلعت طائرة أولى تقل فرنسيين وآخرين، مساء أمس /الثلاثاء/ من نيامي، وهبطت في مطار رواسي شارل ديجول في باريس الليلة الماضية.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا “هناك 262 شخصا على متن الطائرة من طراز إيرباص إيه 330، بينهم 12 طفلا “، مضيفة أن “الغالبية الكبرى من الركاب هم من مواطنينا”، إضافة إلى بعض المواطنين الأوروبيين.
وإضافة إلى العدد الكبير من الفرنسيين، كان على متن الطائرة التي هبطت أيضا لبنانيون ونيجريون وبرتغاليون وبلجيكيون وإثيوبيون، حسبما ذكرت وزارة الخارجية.
وبالأمس ، بررت الخارجية الفرنسية قرار الإجلاء “بأعمال العنف التي تعرضت لها سفارتنا (الأحد الماضي) وإغلاق المجال الجوي الذي يحرم رعايانا من أي إمكانية لمغادرة البلاد بوسائلهم الخاصة”. وأوضحت أن الإجراء سيبدأ الثلاثاء على خلفية آخر التطورات في البلاد حيث أعلن قائد الحرس الرئاسي عبد الرحمن تشياني توليه السلطة في النيجرعقب الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم.
وتسعى السلطات الفرنسية الى أن تنهي عمليات الإجلاء الجوي بحلول منتصف اليوم الأربعاء، وخصصت باريس مبدئيا أربع طائرات لإجلاء المواطنين فيما أوضحت هيئة أركان الجيوش الفرنسية أن إجلاء الجنود الفرنسيين المتمركزين في النيجر “ليس على جدول الأعمال”.
ووصلت طائرة خاصة تابعة للقوات الجوية الإيطالية تقل 87 شخصا من نيامي إلى مطار شيامبينو في روما اليوم /الأربعاء/ بعد الانقلاب العسكري الذي وقع في النيجر الأسبوع الماضي.
وذكرت وكالة أنباء /أنسا/ الإيطالية أن الطائرة من طراز بوينج 767 التي خصصتها الحكومة الإيطالية نقلت على متنها 36 إيطاليا و21 أمريكيا وأربعة بلغاريين ونمساويين اثنين ونيجيري ومجري وسنغالي.
وكان في استقبال القادمين من النيجر نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في روما , وقال تاياني: “نحن راضون لأننا نجحنا في إعادة كل مواطنينا الذين طلبوا العودة إلى إيطاليا”.
إقرأ المزيد :
النيجر : واشنطن تؤكد دعمها ل ” بازوم ” .. وموسكو : التهديد باستخدام القوة لن يحل النزاع