أفريقيا الوسطى.. الأمم المتحدة تدعو الجماعات المسلحة إلي ضرورة إلقاء السلاح
دعا خبير الأمم المتحدة المستقل المعني بحالة حقوق الإنسان في جمهورية أفريقيا الوسطى الجماعات المسلحة في البلاد إلى ضرورة إلقاء أسلحتها جانبا والانخراط في حوار سياسي.
وأصدر ياو أغبيتسي خبير الأمم المتحدة المستقل المعني بحالة حقوق الإنسان في أفريقيا الوسطى ، بيانا الجمعة ، في ختام زيارة رسمية إلى أفريقيا الوسطى، استمرت عشرة أيام ، حث فيه المجتمع الدولي على تعزيز الجهود لاستعادة سلطة الدولة وإنهاء الإفلات من العقاب في البلاد.
وأدان الخبير الأممي، بشدة، ما وصفه بـ “عناد تحالف الوطنيين من أجل التغيير والجماعات المسلحة الأخرى التي تواصل نشر الرعب وانعدام الأمن والمعاناة بين السكان المدنيين وضحايا الانتهاكات والتجاوزات”.
وأبدى أغبيتسي استياءه من التقارير الواردة من سكان بلدة بريا، عاصمة محافظة هوت-كوتو، مشيرا إلي سهولة اتصال الجماعات المسلحة بالسودان المجاور.
وقال الخبير المستقل إن المدارس في مناطق أوادا ويالينجا وسام-واندجا ظلت مغلقة لمدة أربع سنوات.
وأكد أن الجماعات المسلحة في محافظتي مبومو وهوت-كوتو مسؤولة عن العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجنسي، ولا سيما الاغتصاب والاستعباد الجنسي، ومعظمها للفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 11 و17 عاما.
ووصف الخبير الأممي انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها الجيش الوطني لجمهورية أفريقيا الوسطى وقوات الأمن الداخلي وأعوانهما بأنها “غير مقبولة”.
وقال أغبيتسي: “إن خطورة هذه الحقائق تتطلب ردود فعل مناسبة من السلطات الوطنية تجاه الضحايا. أوصي بأن تقوم بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا) بإنشاء نظام تحذير أكثر تفاعلية وعمليات مشتركة منتظمة مع القوات المسلحة الكونغولية لمنع المآسي مثل تلك التي حدثت في بويو” .
كما دعا خبير الأمم المتحدة المرتزقة الروس التابعين لمجموعة فاغنر الأمنية إلى الامتناع عن عرقلة التعاون والعمليات المشتركة بين القوات المسلحة وقوات الأمن وقوات حفظ السلام الأممية في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وأضاف: “يجب ألا تمنع مجموعة فاجنر نشر عمليات الحماية التابعة لبعثة الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى وألا تعرقل التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الإنساني الدولي” .
وأوصى أغبيتسي سلطات جمهورية أفريقيا الوسطى بالتحقيق، بشكل منهجي وشامل، في جميع مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وشدد على ضرورة إنشاء صندوق تعويضات لضمان تحقيق العدالة للضحايا.
وأوصى بشدة بعقد جلسات قضائية استثنائية لمعالجة العبء الثقيل لجرائم العنف الجنسي المرتبطة بالنزاع. وقال أغبيتسي إن التسويات الودية في حالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع غير منصفة للضحايا ويتعين وقفها.
وأشار الخبير الأممي إلى أن عدة إفادات وتقارير أشارت إلى انعدام الرقابة والمساءلة داخل جهاز الدولة، بما في ذلك القضاء والشرطة والخدمة المدنية بشكل عام، داعيا السلطات إلى معالجة قضية خطاب الكراهية والتحريض على العنف.
ودعا المجتمع الدولي إلى تعزيز دعمه لجمهورية أفريقيا الوسطى لضمان استعادة سلطة الدولة بشكل فعال