السودان .. ٤ مبادرات لحل الأزمة السياسية
تعددت المبادرات المطروحة لحل الأزمة السياسية التي يشهدها السودان في الوقت الحالي ، وهي الأزمة المستمرة من أكتوبر الماضي عقب قرارات الفريق أول عبد الفتاح البرهان بحل مجلس السيادة الانتقالي بالسودان وفرض حالة الطوارئ وحل حكومة رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك .
وهي القرارات التي رفضتها القوي المدنية علي رأسها قوي الحرية والتغيير جناح المجلس المركزي القيادي ، ولجان المقاومة في الخرطوم وتجمع المهنيين ، حيث شهدت السودان علي مدي الأشهر الماضية خروج عشرات التظاهرات ، التي طالب فيها المتظاهرون بحكم مدني ديموقراطي في السودان .
واتخذت الأزمة السياسية في السودان منحي جديد عقب إعلان الفريق أول عبد الفتاح البرهان منذ أكثر من شهر ، عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار الذي تديره الآلية الثلاثية ، موضحا أن هذا القرار لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية والمكونات الوطنية الآخرى من الجلوس وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة تتولى إكمال مطلوبات الفترة الإنتقالية
وأعرب البرهان عن أمله في أن تُنخرط القوى المدنية في حوار فوري و جاد يعيد وحدة الشعب السوداني .
كما أعلن نائب رئيس مجلس السيادة بالسودان، الفريق محمد حمدان دقلو ، أعلن المؤسسة العسكرية لن تتمسك بسلطة تؤدي لإراقة الدماء، وإنها قررت بصورة صادقة أن تترك أمر الحكم للمدنيين.
• ٤ مبادرات لحل الأزمة .. والجمود سيد الموقف
وتشهد الساحة السياسية بالسودان حاليا ٤ مبادرات طرحتها قوي دولية وإقليمية ، علي رأسها مبادرة ” الآلية الثلاثية ” ممثلة في الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمة الإيجاد ، وهي المبادرة التي تحظي بقبول إقليمي ودولي ، وتتفاعل معها الأطراف السودانية ، وبالرغم من مرور أكثر من شهر علي قرارات الفريق البرهان الأخيرة ، الا أنه حتي هذه اللحظات لم تدعو الآلية الثلاثية لأية جولات حوار جديدة بين القوي المدنية السودانية .
و إلي جانب مبادرة الآلية الثلاثية ، هناك مبادرات طرحتها أطراف داخلية في السودان وهي مبادرة الجبهة الثورية ، ومبادرة. مالك عقار عضو مجلس السيادة الانتقالي وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال .
ومؤخرا طرحت مبادرة الشيخ الخليفة الطيب الجد ، التي يصفها البعض بأنها مبادرة للطرق الصوفية ، وتحظي مبادرة ” نداء أهل السودان للوفاق الوطني ” ، بحالة من الزخم بالنظر للمكانة الروحية والدينية التي يمثلها الشيخ الخليفة الطيب الجد ، بالنظر لكونة من أكبر زعامات الطرق الصوفية في السودان .
• الشيخ الطيب الجد : نجاح المبادرة مرهون بوقوف أهل الطرق الصوفية معها
ورهن الشيخ الطيب الجد نجاح المبادرة بوقوف أهل الطرق الصوفية معها وطالب بضرورة أن يصل النداء لكل بيت سوداني.وكشف الشيخ الطيب الجد عن عقد مؤتمر المائدة المستديرة للحوار السوداني الجامع خلال الأسبوع المقبل ، واهاب بجميع القوى السياسية بالانتظام في صفوف الحوار لأجل وطن يسع الجميع .
وأكد الشيخ الخليفة الطيب الجد أن النداء ليس خاص بحزب أو قبيلة وإنما نداء لله والوطن.ودعا الخليفة الطيب الجد لدى مخاطبته اللقاء التنويري والتفاكري الذي نظمته المبادرة للطرق الصوفية بقاعة الصداقة بالخرطوم السبت، كل من رئيس جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور ورئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو للانضمام الى السلام واستقرار البلاد بدعم وتأييد المبادرة .
وقال ” إن المبادرة جاءت من منطلق حرص الطرق الصوفية على إستقرار البلد وانطلاقا من دورها التاريخي في مواجهة الاستعمار الأجنبي بالجهاد في سبيل الله والوطن.وأضاف ” لا يمكن ان تتفرج الطرق الصوفية وعقد السودان ينفرط ويشاهدون الدماء تسيل وكل يوم الخراب يزيد انتشارا والخلافات تتوسع بين الأحزاب السياسية”.
وأكد رئيس المبادرة الشيخ الطيب الجد أن الوفاق الوطني الذي دعت له مبادرة اهل السودان انتظم في جميع أنحاء السودان معلنا أن زعيم الختمية – رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي مولانا محمد عثمان الميرغني أعلن دعمه اللا محدود للمبادرة .
وقال ” إن الميرغني كلف وفدا لمتابعة تنفيذ المبادرة.وقدم الشيخ الجد الشكر للأحزاب السياسية والشباب وزعماء القبائل والطرق الصوفية الذين دعموا المبادرة، كما شكر الدول العربية والاتحاد الأفريقي على ترحيبهم بالمبادرة.
وجدد رئيس المبادرة أن الهدف من المبادرة الوصول إلى توافق بين الفرقاء السياسيين وتشكيل حكومة انتقالية تمهد لانتخابات حرة ونزيهة.
• الشيخ هاشم الشيخ : لا نقدم أنفسنا كطرف في الصراع وإنما وسيط
من جانبه عبر رئيس اللجنة التنفيذية لمبادرة نداء أهل السودان للوفاق الوطني الشيخ هاشم الشيخ قريب الله عن سعادته بلقاء أهل ومشايخ الطرق الصوفية ، واستعرض الدور التاريخي للطرق الصوفية ودورها في تشكيل جغرافيا السودان ووجدان الأمة السودانية وقال إنها ظلت عنصرا مهما في صهر القبائل التي أنتجت السودان.
وأشار إلى أن الطرق الصوفية ساندت الثورات ضد الاحتلال وكانت لها دور كبير في الحركة الوطنية ، وأضاف “الطرق الصوفية محور أساسي من الوطن الشامخ” مؤكدا ان المبادرة ليست ملك لأحد وإنما تنادى لها الجميع لمصلحة البلاد وهي تقف على مسافة واحدة من كل الفرقاء.
وتابع “نحن لا نقدم أنفسنا كطرف في الصراع وإنما وسيط حتى نصل إلى مشتركات في حدها الأدنى للوصول إلى حكومة انتقالية بصلاحيات محدودة من بينها الاهتمام بمعاش الناس و توفير الأمن والتحضير لانتخابات حرة ونزيهة .
وقال إن هذه الانتخابات تفرز الأوزان السياسية للأحزاب، ونوه هاشم قريب الله إلى ان هذه المبادرة بوابة التحول الديمقراطي المدني.
• الأحزاب الوطنية : البلاد في حاجة لمخرج سياسي مجتمعي آمن
ورحب امين المجلس عبود جابر سعيد في تصريح صحفي بمبادرة الشيخ الطيب الجد ود بدر لتوحيد كل السودانيين للمحافظة على بلادهم من مخططات الاختطاف والتشظي.
كما رحب بانسحاب المكون العسكري من العمل السياسي ودعوته لتجاوز تحديات الراهن، مؤكدا ان البلاد في حاجة لمخرج سياسي مجتمعي آمن متفق عليه بمشاركة القوى السياسية والشباب.
• الاتحاد الأفريقى يطلع على مبادرة أهل السودان
هاشم محمد الشيخ قريب الله المدير التنفيذي لمبادرة أهل السودان قال ” أن الاتحاد الافريقي سيكون حاضرا في مؤتمر المائدة المستديرة الذي من المتوقع ان يعقد بالخرطوم وستتم دعوة كل المكونات السياسية والفاعلين في المشهد السوداني وذلك من أجل توحيد الرؤى وصولا الى حكومة انتقالية تقود البلاد الى انتخابات حرة ونزيهة.
وقال هاشم في تصريحات صحفية عقب لقائه اليوم رئيس بعثة الاتحاد الافريقي بالسودان السفير سعيد بالعيش بقاعة الصداقة قال أنه اطلع بلعيش على مبادرة أهل السودان، مشيرا الى أن المبادرة ستكون لديها لقاءات مع بعثة يونيتامس والاتحاد الأوروبي وبعض الدول مثل مصر والسعودية والإمارات وغيرها وذلك من أجل تحقيق الاستقرار بالاضافة إلى لقاءات أخرى مع كل الجهات الفاعلة والمعنية بالشأن السوداني، مؤكدا ان المبادرة تسعى الى جمع وحدة الصف، قائلا “اننا سنكون على تواصل مستمر مع الاتحاد الافريقي وتمليكه كل ما يتم من أجل سودان واحد موحد”، وأعرب عن أمله أن يتم التواصل مع كل المكونات وصولا الى انعقاد مؤتمر المائدة المستديرة في أقرب فرصة ممكنة.
وقال دكتور ابراهيم البحاري عضو لجنة التواصل الخارجي ” إن المبادرة رغم أنها تأخرت الا انها افضل مبادرة حاليا. مشيرا الى ان الوضع الحالي بالسودان يحتاج إلى معالجة سريعة تحفظ وحدة اراضيه وذلك بتفاعل الجميع اليوم قبل الغد.وأشار إلى أن الاجتماع مع الاتحاد الافريقي أكد على أن يعالج السودانيون قضاياهم بانفسهم.