شلالات فيكتوريا : أحدي عجائب الدنيا الطبيعية
تزخر قارتنا الأفريقية بالعديد من المواقع الطبيعية التي لا يوجد لها مثيل في أي مكان آخر في العالم ، وهذه الاماكن تعد قبلة لملايين السياح والمغامرين من جميع أنحاء العالم.
ومن هذه المناطق ” شلالات فيكتوريا ” التي تقع علي نهر ” زمبيزي ” ، على الحدود بين دولتي زامبيا وزيمبابوي، ويبلغ عرض شلالات فيكتوريا حوالي 1.7 كلم (أو ما يعادل الميل)، وارتفاعها 128 م (420 قدم).
وزار الشلالات المستكشف الأسكتلندي ديفيد ليفينجستون في نوفمبر 1855، وقد أطلق عليها إسم شلالات فيكتوريا نسبة الي ملكة إنجلترا فيكتوريا ” 24 مايو 1819 – 22 يناير 1901 ” ، وكانت الشلالات تعرف بين أفراد قبائل ” كالولو- لوزى ” السكان المحليين باسم “موسي ؤوا تونيا ” و معناها ” الدخان الذي يطلق الرعد ” وتعد شلالات فيكتوريا من أكبر الشلالات في العالم بالمقارنة مع شلالات نياجرا في أمريكا الشمالية ، حيث يعادل عرض وعمق شلالات فيكتوريا ضعف عرض وعمق نياجرا .
وتنحدر الشلالات من الأعلى إلى الأسفل بصوت صاعق، والضباب المائي الكثيف الناتج عنها يلف عموم المنطقة طوال السنة ، ولذلك أطلق عليه السكان المحليون «الضباب الصاعق».
وتعد شلالات فيكتوريا أعلى شلالات في إفريقيا، وواحدة من أكثر عجائب الدنيا الطبيعية سحراً وروعة.ونهر زامبيزي يبلغ طوله 2175 ميلا (3500كيلومتر) وهو رابع أنهار إفريقيا طولاً، وينبع من شمال غرب زامبيا، ويجري تجاه الجنوب خلال أنجولا وزامبيا، وعندما ينحني النهر تجاه الشرق فإنه ينكب فجأة فوق شلالات فيكتوريا ليدخل في منتصفها ومكوناً الحدود بين زامبيا وزيمبابوى ، حيث يمكن للزائر أن يري الشلالات وهي تهبط لأسفل إذا كان متواجدا في زيمبابوي في حين يراها تهبط من أعلي إذا كان متواجدا في زامبيا .
ويستمر سريان نهر زامبيزي لمسافة 124 ميلاً (200 كيلومتر) أعلى الشلالات وله واد عريض ضحل ويزيد عرض النهر في هذه المنطقة أيضاً ليتسع لعدد كبير من الجزر التي يشغل بعضها غابات كثيفة.وعند الاقتراب من الشلالات يمكن مشاهدة الضباب على بعد 37 ميلاً (60كيلومتر) وكلما اقتربت المسافة سمع للشلالات هدير.
وعلى حواف الشلالات تنمو الأشجار الكثيفة مكونة غابات ممطرة والتي تروى دائماً برذاذ مياه الشلالات، ومكونة مساحة خضراء طوال العام.
وتضم أعدادا كبيرة من الحيوانات البرية، فهناك أفراس النهر بأعدادها الكثيرة على طول امتداد النهر في المواقع الهادئة، وتوجد التماسيح وسحالي الورل في العديد من الأماكن، وتنتشر الطيور بتنوعها وأشكالها وألوانها ولا تنقطع عن هذا النهر ويشاهد منها مالك الحزين والبجع والبلشون الأبيض ونسر السمك الأفريقي وغيرها.
كما تضم الغابات المنتشرة في المنطقة أنواعا عديدة من الحيوانات مثل الجاموس البري (البفالو)، والحمار الوحشي ، والزرافات والأفيال.
وشلالات هي جزء من اثنين من المتنزهات الوطنية ، وهي “” الحديقة الوطنية موسيوا تيونيا ” في زامبيا ، ومتنزه ” شلالات فيكتوريا ” الوطنية في زيمبابوي.ويمكن للزائر أن يزور المتنزهين ، حيث توجد نقطة حدود يمكنك عبورها بسهولة بدون فيزا .وتشهد المنطقة اهتمام كبير من جانب دولتي زامبيا وزيمبابوي حيث توجد العديد من الخدمات و العديد من الفنادق .
ويمكن للزوار أن يمارسوا العديد من أنواع السياحة والرياضات في المنطقة مثل التجديف في مضيف ” باكوتا ” الذي يضم العديد من المنحدرات الطبيعية في نهر زامبيزي ، كذلك يمكن الركض والغوص والمشي على طول حافَّة الشلَّالات.
ومن ضمن البرامج السياحية التي تتوافر في المنطقة رحلة السفاري على ظهر الفيل المُروَّض، لاكتشاف الحياة البريَّة في المحميَّة.
ويمكن للزوار أن يصلوا الي منطقة الشلالات عن طريق السفر إلي دولتي زامبيا أو زيمبابوي ، حيث تتوافر العديد من خطوط الطيران .