نيجيريا.. تسترد بعض أثار مملكة “بنين” القديمة التي سرقها البريطانيون قبل 125 عاماً
ذكر متحف هورنيمان فى لندن، أنه سيعيد إلى الحكومة النيجيرية 72 قطعة أثرية من بينها 12 لوحة نحاسية تعرف باسم بنين البرونزية، كان جنود بريطانيون قد نهبوها من مدينة بنين بالإضافة الي آلاف القطع الأخرى أثناء توغل عسكرى بريطاني عام 1897م، وانتهى بها المطاف فى متاحف فى أوروبا والولايات المتحدة.
وخاضت الحكومة النيجيرية مفاوضات مريرة مع البريطانيون خلال الفترة الماضية، لكن المفاوضين النيجيريين نجحوا في إجبار الجانب البريطاني علي الموافقة على إعادة ملكية المجموعة الثمينة التى تمت سرقتها إلى نيجيريا، بأن القطع الأثرية تتضمن “بنين برونز”، وهى مجموعة تضم أكثر من ألف لوحة معدنية ومنحوتات، كانت تزين القصر الملكى فى مملكة بنين التى تعرف حاليا بنيجيريا.
وقد صنعت قطع بنين البرونزية من النحاس الأصفر والبرونز فى مملكة بنين الكبرى فيما يطلق عليها الآن جنوب غرب نيجيريا منذ القرن السادس عشر، وهى من بين المصنوعات اليدوية الأكثر أهمية ثقافياً فى أفريقيا.
وقالت إيف سالومون، رئيسة أمناء متحف وحدائق هورنيمان فى فورست هيل بجنوب شرق لندن: “الأدلة واضحة جدا على أن هذه المقتنيات تم الحصول عليها من خلال القوة والسرقة والنهب، وأنه لمن الأخلاقى والمناسب إعادة ملكيتها إلى نيجيريا”.
من جانبه قال الدكتور حسين دقيل الباحث في الآثار ، أن ما حدث يعد سابقة جديدة وفريدة، وفبمجهود حكومي منظم، وتكاتف شعبي واضح، استطاعت نيجيريا إجبار بريطانيا على إعادة 72 قطعة آثار، كانت قد استولت عليها أواخر القرن التاسع عشر، حين كانت نيجيريا تقع تحت الاحتلال البريطاني الذي استمر لما يزيد عن مائة عام.
واجبار أحد المتاحف البريطانية على إعادة تلك القطع، بعد مطالبات استمرت لما يقرب من العام من قبل الحكومة النيجيرية، وبمساندة من أفراد المجتمع من فنانين ومثقفين، بل وحتى تلاميذ المدارس الذين قاموا بحملة شعبية لإعادة تلك القطع التي تم سرقتها ونهبها بدون وجه حق، حين كانت نيجيريا تقع تحت نير الاستعمار البريطاني، وأثبت النيجيريون أن تلك القطع تم أخذها اغتصابا وبالقوة وبدون وجه حق.
وقال علي صفحته علي الفيسبوك : تُعتبر تلك المجموعة المُعادة هي جزء بسيط من القطع التي تم نهبها من نيجيريا خلال فترة الاستعمار البريطاني، والتي تتراوح ما بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف قطعة، ويضم المتحف البريطاني بلندن وحدة ما يقرب من ألف قطعة منها.
وتشمل القطع الأثرية النيجيرية المُعادة من بريطانيا، لوحات، وتماثيل لشخصيات حيوانية وبشرية، فضلا عن قطع من الرموز الملكية المصنوعة من النحاس والبرونز، تعود لإمبراطورية بنين التي استمرت ما بين (1440-1897م).
وأضاف أن نيجيريا لها مساعٍ كبيرة في هذا الاتجاه، فقد وقّعت مع كل من ألمانيا، وفرنسا أيضا، مثل تلك الاتفاقات التي أعادت بموجبها مئات القطع التي استولت عليها تلك الدول.