محمد بن زايد يرحب باتفاق مصر وإثيوبيا علي إنطلاق مفاوضات للتوصل إلي تسوية بشأن سد النهضة
رحب الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات بالخطوة الإيجابية الخاصة بالاتفاق بين مصر وإثيوبيا مؤخراً على انطلاق مفاوضات للتوصل إلى تسوية بشأن ملف سد النهضة , معربا عن تمنياته أن تصل هذه المفاوضات إلى حل مرضي لجميع الأطراف وبما يعزز التعاون فيما بينها ويدعم الاستقرار في المنطقة.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية ” وام ” , : أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والدكتور أبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية عقدا اليوم , جلسة محادثات تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين إضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ورحب رئيس الوزراء الإثيوبي في بداية الجلسة – التي عقدت في مقر رئاسة الوزراء الإثيوبية ــ برئيس دولة الإمارات , مؤكداً أن زيارة الشيخ محمد بن زايد تعطي دفعاً قوياً لمسار تطور العلاقات بين البلدين وتنميتها .
فيما عبر الشيخ محمد بن زايد عن سعادته بزيارة إثيوبيا وتجدد اللقاء برئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد وشكره على حرصه على تقديم العزاء حضورياً في وفاة الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان والذي يعبر عما يميز علاقات البلدين من قوة وخصوصية .
ووجه رئيس دولة الإمارات التحية إلى سهلى ورق رئيسة جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديموقراطية وتمنياته لها موفور الصحة والسعادة.
وبحث الشيخ محمد بن زايد ورئيس وزراء إثيوبيا مختلف مسارات التعاون في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتنموية الحيوية وإمكانات تنميتها في جميع القطاعات بما يخدم تطلعات البلدين المستقبلية لتوسيع آفاق التعاون والعمل المشترك بينهما ويسهم في دعم التنمية والازدهار لشعبي البلدين.
كما بحث الجانبان التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية وعدداً من القضايا التي تهم البلدين وتبادلا وجهات النظر بشأنها , مؤكدين في هذا السياق أهمية بناء جسور التعاون وشراكات فاعلة تسهم في تحسين جودة حياة الشعوب وازدهارها.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حرص دولة الإمارات على تنمية علاقات التعاون مع إثيوبيا والذي يقوم على الثقة والاحترام المتبادلين وخدمة المصالح المشتركة وذلك في إطار سعي الدولة إلى تعزيز علاقاتها الخارجية مع الدول الصديقة التي ترتكز على الشراكة والتعاون المشترك في جميع المجالات.
وقال الشيخ محمد بن زايد ” إن العلاقات بين دولة الإمارات وإثيوبيا متنامية وشهدت خلال السنوات الأخيرة تقدماً نوعياً خاصة في المجالات التي تخدم الاستدامة والتنمية في البلدين , مؤكدا حرص الدولة على دفع علاقاتها مع إثيوبيا الصديقة إلى الأمام خاصة في قطاعات الزراعة والأمن الغذائي والطاقة والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا وغيرها.
وأشار إلى أن إثيوبيا تعد شريكاً تجارياً مهماً للدولة في إفريقيا حيث وصل حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين إلى 1.4 مليار دولار في 2022 ونعمل على زيادة هذا الرقم خلال السنوات المقبلة , وقال ” كما نعمل على تعزيز الاستثمار المشترك وتوسيع آفاقه , خاصة في ظل الفرص الاستثمارية الكثيرة والواعدة بين البلدين بجانب تعاون البلدين في مجال الطاقة المتجددة خاصة الطاقة الشمسية.
وأضاف رئيس دولة الإمارات ” إن إثيوبيا تحظى بأهمية خاصة لدى دولة الإمارات في إطار توجهها الإستراتيجي لتعزيز العلاقات مع إفريقيا خاصة في المجالات التنموية خاصة إنها تستضيف مقر منظمة الوحدة الإفريقية , ولها ثقل كبير في القارة , كما أن لها دورا مهما وأساسيا في معادلة الأمن الإقليمي في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي .
وشدد على أن دولة الإمارات مع كل ما يحقق السلام في القارة الأفريقية من منطلق نهجها الداعم للاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم , لذلك فإنها تدعم كل المبادرات والجهود الهادفة إلى إيجاد تسويات سلمية للأزمات في القارة.
ودعا الشيخ محمد بن زايد , أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي إلى حضور مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “cop28 ” الذي تستضيفه دولة الإمارات نهاية العام الجاري , مشيراً إلى أن إثيوبيا من الدول التي تهتم بقضية الطاقة المتجددة , وتشترك مع دولة الإمارات في هدف تحقيق الحياد المناخي عام 2050.
من جانبه أعرب رئيس وزراء أثيوبيا عن اعتزازه بمستوى العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين وشعبيهما الصديقين , مشيدا بجهود دولة الإمارات الهادفة إلى ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وخدمة القضايا التي تسهم في تعزيز التعاون والسلام والتعايش بين شعوب العالم ودوله ,وتمنى لدولة الإمارات مزيداً من التقدم والازدهار.
وأكد الجانبان في ختام اللقاء حرصهما على دفع العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية وغيرها من أوجه التعاون الذي يخدم مصالحهما المشتركة ويسهم في جهود تحقيق التنمية المستدامة والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية.
وأقام رئيس وزراء إثيوبيا مأدبة غداء تكريماً للشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات , حضرها الوفد المرافق لرئيس دولة الإمارات الذي يضم , الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، والشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، و الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، ومحمد بن عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، وعلي بن حماد الشامسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، و الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، و الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ومحمد سالم الراشدي، سفير دولة الإمارات لدى إثيوبيا، وعدداً من المسؤولين.
فيما حضرهما من الجانب الإثيوبي , ديميكي ميكونين نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية و موفرية كامل وزيرة العمل و أحمد شادي وزير المالية والدكتور أبراهام بيلاي وزير الدفاع و عائشة محمد وزير الدولة للري والمناطق المنخفضة و ملاكو ألبيل وزير الصناعة و الدكتور فرما أمينتي وزير الزراعة و الدكتور أليموسيم وزير النقل والإمداد و ألمتسيهاي بولوس وزيرة شؤون مجلس الوزراء و السفير ميسجانو أريجا هو وزير دولة للشؤون الخارجية وعدد من كبار المسؤولين الإثيوبيين.
كما قام الشيخ محمد بن زايد يرافقه آبي أحمد بغرس شجرة في حديقة مقر رئاسة الوزراء الإثيوبية.
ووصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى العاصمة أديس أبابا، في زيارة رسمية إلى جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، تهدف إلى تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في مختلف الجوانب.
وكان في مقدمة مستقبليه لدى وصوله مطار بولي أديس أبابا الدولي، الدكتور أبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية.
وجرت للشيخ محمد بن زايد مراسم استقبال رسمية حيث عزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات وإثيوبيا فيما أُطلقت المدفعية واصطفت ثلة من حرس الشرف ترحيباً بالزيارة.
وكانت قد رافقت طائرته لدى دخولها أجواء إثيوبيا طائرات حربية احتفاء بزيارته وترحيباً به , كما رافق موكبه عدد من الخيالة على صهوات الخيول ورددت مجموعة من الأطفال العبارات الترحيبية ملوحين بأعلام البلدين.