عبد المنعم إدريس يكتب : الرئيس الكيني الجديد أمام تحديات لا تنتظر
يجابه الرئيس الكيني المنتخب وليم روتو الذي أعلن الاثنين فوزه بفارق ضئيل عن منافسه رئلا اودينغا لم يتعدى 2 % من جملة الذين ادلوا بأصواتهم في البلد الأكبر بين بين بلدان شرق افريقيا ، ويعد واحة للديمقراطية في اقليمه .
لكن ” روتو ” على الرغم من أن منافسه رايلا أودينجا رفض الإعتراف بالنتيجة وقرر الذهاب الى المحكمة الدستورية للطعن في نتيجة الانتخابات التي جرت يوم ٩ أغسطس الجاري ، خاصة بعد إنسحاب أربعة من أعضاء لجنة الانتخابات قبل إعلان نتيجة عملية فرز الأصوات بساعات قليلة وقالوا للصحفيين بأنهم لا يتحملون ” نتيجة هذه الانتخابات ” .
و معروف أن أودينغا سبق له ان ذهب مرتان للدستورية عقب خسارته انتخابات 2013 و 2017 ، ولا سيما انه سجل رقم لم يسبقه عليه مرشح بان يخوض الانتخابات خمس مرات ويخسرها جميعا .
• تحديات امام روتو :
ومع القلق من ما سيسفر عنه قرار الدستورية فان امام روتو تحديات لن تجعله يلتقط أنفاسه من الحملة الانتخابية ، أولها احتمالات تكرار سيناريو أعوام 2007 و 2017 عندما دخلت البلاد في احداث عنف بسبب نتيجة الانتخابات ، حيث اتخذت تلك الأحداث الطابع الاثني في البلد الذي يتكون سكانه من 46 اثنية ومثله مثل بقية البلدان الافريقية تتحكم فيه القبلية واعرافها وطريقتها في مناصرة أفرادها وما بينها والقبائل الأخرى من حساسيات .
وعلى الرغم من أن أدوينغا دعا أنصاره الى الهدوء عقب اعلان النتيجة بعد ان خرجت احتجاجات في عدد من أحياء وضواحي نيروبي العاصمة في المناطق التي تتركز فيها قبيلة ” اللو ” التي ينتمي اليها اودينغا,ومع ذلك يظل شبح العنف بسبب نتيجة الانتخابات حاضرا في ظل انتظار قرار سبعة من القضاة الذين يكونون الدستورية .
• الاقتصاد :
السنوات الأخيرة تسببت في سلسلة من التراجعات للنمو الاقتصادي للبلاد، وآخرها تداعيات إنتشار فيروس كورونا، والتي زادت من الأوجاع الاقتصادية، لتضع البلاد على حافة تحديات كبرى، ربما تعيد للأذهان الصعوبات السياسية والاقتصادية الكبرى التي حدثت في عقد الثمانينيات من القرن الماضي.
قبل إنتشار كورونا كانت كينيا قد خرجت لتوها من عدة أزمات، حيث شردت الفيضانات عشرات الآلاف من السكان وقطعت الطرق الرئيسية للتجارة، مما قطع سلاسل التوريد وعطل الأعمال التجارية، ولا سيما الزراعية منها، كما أضرت أسراب الجراد بالإنتاج الزراعي، المصدر الأهم لمعيشة الكينيين، وبنهاية عام 2018 حدثت أزمة جفاف كبرى، استمر أثرها خلال عام 2019، حيث انخفض معدل نمو الاقتصاد الكيني في 2019 إلى 5.4% مقابل 6.3% في 2018، ويعزى تباطؤ النمو بشكل رئيسي إلى انكماش النشاط الزراعي بعد تأخر وعدم كفاية هطول الأمطار في النصف الأول من 2019، وعوض ذلك جزئيا القطاعات الخدمية التي دعمت وعوضت النشاط الاقتصادي.
وذكر مكتب الإحصاء الوطني في كينيا على موقعه الإلكتروني أن الناتج المحلي الإجمالي انكمش بنسبة 5.7% في الربع الثاني من 2020، بعد أن حقق نموا نسبته 4.9% خلال الربع الأول، ونموا نسبته 5.3% خلال نفس الفترة من العام الماضي ، وهي المرة الأولى التي يتعرض فيها الاقتصاد للانكماش منذ 12 عاما.
وبرر المكتب الأداء الضعيف خلال الربع الثاني بالانكماش الملحوظ في خدمات الإسكان والغذاء والتعليم والضرائب على المنتجات والنقل والتخزين، وتزامن ذلك مع الإغلاق المحلي لمكافحة انتشار فيروس كورونا ، وكان الاقتصاد الكيني ثالث أكبر اقتصاد في أفريقيا .
وفي إشارة الى الحاح هذا التحدي قال ” روتو ” للصحفيين الأربعاء الماضي ” ان الكينيين بعثوا “برسالة واضحة جدًا إلى القادة أنهم يريدون منا دفع البلاد قدما” بعدما تأثرت بارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات جراء الجائحة وتفاقم ذلك بسبب الحرب في أوكرانيا” .
• الإرهاب :
الإرهاب يأتي علي رأس التحديات التي تواجه الرئيس الكيني المنتخب ، فقد عانت كينيا من هجمات إرهابية قامتها مجموعة الشباب الصومالية المنتيمة الى تنظيم القاعدة الإرهابي ، والمتمركزة في دولة الصومال المجاورة لكينيا والمتداخلة معها اجتماعيا من خلال قبائل مشتركة ووجود للاجئيين صوماليين في معسكرات قريبة من حدود البلدين .
وترتفع وتيرة هذا التحدي بعد أن برز تنظيم الدولة الإسلامية في دولتين تجاوران كينيا هما إثيوبيا ، والهجوم الذي قام به التنظيم على أراضيها منطلقا من الأراضي الصومالية ,إضافة الى ظهور التنظيم في منطقة شرق الكونغو الديمقراطية والتي هي خارج سيطرة الدولة في الكونغو منذ عقود من الزمان ومسرحا لنشاط مجموعات مسلحة تنتمي الى عدد من دول الإقليم .
• عبد المنعم إدريس كاتب سوداني خبير في قضايا القرن الإفريقي .