تشاد .. هل يطوي الحوار الوطني فصول الأزمة السياسية ؟
تنطلق في العاصمة التشادية إنجمينا اليوم السبت ، فعاليات الحوار الوطني التشادي بمشاركة 1,400 ممثل عن المجلس العسكري الانتقالي التشادي والمجتمع المدني وأحزاب المعارضة والنقابات العمالية إضافة إلي الحركات المسلحة المتمردة ، فيما سيغيب عن الحوار اثنتين من أكبر المجموعات المتمردة ، علي رأسهم ” جبهة التغيير والوفاق ” التي تقف وراء الهجوم في شمال شرق البلاد العام الماضي الذي انتهى بموت الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي .
وبهدف المشاركة في الحوار عاد أبرز قادة التمرد التشاديين إلى إنجمينا ، علي رأسهم زعيم حركة «اتحاد قوى المقاومة» تيمان إرديمي، و محمد نوري الجنرال السابق ومؤسس «اتحاد القوى من أجل الديمقراطية والتنمية»، محمد نوري، وذلك بعد قضائهما سنوات عديدة في المنفى .
وأظهرت صور تداولتها وسائل الإعلام التشادية، زعيم حركة إتحاد قوي المعارضة ، وسط حشود من مؤيدية لدى وصوله مطار العاصمة إنجامينا .
وطرح إرديمي، في تصريحات صحفية عقب وصوله تشاد، احتمالات عدة بشأن مستقبله السياسي علي رأسها تحويل الحركة التي يقودها إلى حزب سياسي ، مشيرا إلي ضرورة التريث إلى حين انعقاد جولات الحوار الوطني لاتخاذ القرار المناسب.
»» عقبات في طريق الحوار :
يواجه الحوار التشادي عقبات كبيرة يأتي علي رأسها قرب إنتهاء الفترة الانتقالية المحددة ب18 شهرا ، والتي من المقرر ان تنتهي أكتوبر المقبل ، وهو الأمر الذي يثير كثير من الشكوك حول قدرة المشاركين في الحوار في الوصول الي توافق بشأن القضايا الخلافية ، ومن ثم تحديد موعد لإجراء استفتاء ثم عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وطبقا لمسهلي وميسري الحوار فمن المقرر أن يستمر “الحوار الوطني الشامل التشادي” لمدة ثلاثة أسابيع، وقد كان من المفترض أن يبدأ الحوار فبراير الماضي ، و تم تأجيله عدة مرات عدة بسبب خلافات حوله بين عدد كبير من الحركات المسلحة المتمردة التشادية التي اجتمعت في قطر.
وقال صالح كبزابو النائب الأول لرئيس لجنة تنظيم الحوار الوطني الشامل لوكالة فرانس برس إنه “من المقرر أن يلقي محمد إدريس ديبي كلمة افتتاحية حوالى الساعة العاشرة وستبدأ أعمال الحوار الأحد أو الاثنين”.
واضاف المرشح السابق للرئاسة والمعارض لإدريس ديبي أن “المندوبين لن يحضروا جميعا من البداية لأن بعضهم سيأتون من داخل البلاد”.
»» سلام الدوحة الخطوة الأولى نحو الجوار التشادي
مثلت اتفاقية السلام التي وقعتها الأطراف التشادية في العاصمة القطرية الدوحة ، الخطوة الأولى نحو الحوار الوطني الشامل .
ووقّعت الأطراف التشادية، في الدوحة في ٨ اغسطس الجاري ، على ” اتفاقية الدوحة للسلام ومشاركة الحركات السياسية العسكرية في الحوار الوطني الشامل السيادي في تشاد .
وذلك بعد مفاوضات استضافتها الدوحة لمدة ٥ أشهر بمشاركة إقليمية ودولية.ووقّع على الاتفاق نيابة عن الحكومة الانتقالية في تشاد، شريف محمد زين وزير الشؤون الخارجية والتكامل الإفريقي والتشاديين بالخارج، إلى جانب ممثلين عن الحركات السياسية العسكرية في تشاد.
ومهّد هذا الاتفاق لبدء انعقاد الحوار الوطني الشامل والسيادي في تشاد في العاصمة التشادية إنجمينا ، الذي يهدف لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.
»» دعم إفريقي ودولي للحوار الوطني التشادي
ويحظي الحوار الوطني التشادي بدعم إفريقي ودولي حيث من المقرر أن يلقي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي التشادي موسى فقي محمد كلمة في افتتاح الحوار .
وأعرب موسي فقي رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي عن سعادته بوجوده في العاصمة التشادية ” إنجمينا ” لحضور حفل افتتاح الحوار الوطني الشامل التشادي .
واعتبر أنطونيو جوتيريش الأمين العام للامم المتحدة، الجمعة ، أن الحوار الوطني يمثل “فرصة تاريخية” لاستعادة الاستقرار في تشاد .
وقدم جوتيريش تهنئته إلى الشعب التشادي والسلطة الانتقالية، مشيدت بالجهود التي بذلتها جميع الأطراف الأخرى للوصول إلى هذه اللحظة التاريخية.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم جوتيريش ” إن الأمين العام يشير إلى أن الحوار يوفر فرصة تاريخية لبناء أسس جديدة لاستقرار تشاد من خلال توطيد الديموقراطية فيها.كما شجع جوتيريش على إشراك “جميع شرائح” المجتمع التشادي في الحوار، بما في ذلك النساء والشباب .
وحض الأمين العام للأمم المتحدة الجماعات السياسية والعسكرية التشادية التي لم توقع بعد اتفاق الدوحة على الانضمام إلى عملية السلام .