تعرف علي سلطنة “أوفات” التي نشرت الاسلام في 4 دول بشرق إفريقيا؟
7 ممالك أسسها عرب من ولد عقيل بن أبي طالب في الصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا
أوفات Awfat أو وفات أو لوفات، وعند المؤرخين الحبش إيفات، هي إحدى إمارات الطراز الإسلامي السبع التي قامت في الشرق والجنوب الشرقي من الحبشة، وسميت بإمارات الطراز الإسلامي لأنها على جانب البحر كالطراز له، وقد أسماها المقريزي بممالك زَيْلَع وتقابل اليمن في جزيرة العرب، وتحرس باب المندب من الجهة الغربية، وهذه الإمارات السبع هي أوفات ودوارو وأرابيني وهدية وشرحا وبالي ودارة.
النشأة:-
يرجع نشأت هذه الإمارات الإسلامية السبع، وغيرها من الإمارات الإسلامية في المنطقة إلي الهجرة التدريجية من الجزيرة العربية إليها، منذ القرن الأول للهجرة، السابع للميلاد، وقد ارتبطت هذه الإمارات أو الممالك بالعالم الإسلامي، وتوطدت صلتها به، عن طريق التجارة أو الحج، وعن طريق طلاب العلم الذين كانوا يدرسون في المدن العربية الإسلامية الكبرى.
وكانت هذه الإمارات تعيش على الزراعة المحدودة، وتربية المواشي، والتجارة، فموقعها يجعلها متحكمة في الطريق التي تصل البحر الأحمر و خليج عدن بداخل الحبشة، وكانت مساكنها متواضعة، مبنية من الطين والخشب والحجر، هذه الإمارات كانت تابعة سياسياً لملك الحبشة، وتدفع له الجزية سنوياً، مع بقائها على الدين الإسلامي، ولها سلاطينها المسلمون، الذين كانت لهم مظاهر المُلك المختلفة، من عروش، و حجّاب ومواكب، كما كان لها مساجدها المزيَّنة بالزخارف، وشيوخها، وفقهاؤها، وكان أهل هذه الإمارات على مذهب أبي حنيفة خلا أوفات فإن غالب أهلها كانوا شافعية ويتكلمون اللغتين العربية والحبشية.
وكان ينظر إلى أوفات على أنها أقوى الإمارات الإسلامية في الحبشة، وتقع في شماليها الشرقي بين الصومال وإريتريا، وقد أسسها قوم من قريش من بني هاشم من ولد عقيل بن أبي طالب قدموا من الحجاز، واستوطنوا أوفات المدينة التي تقع غربي زيلع اليوم، والتي تسمى أيضاً «جَبَرت»، أو «جَبَرة». وظهر من بينهم نحو عام 684هـ/1285م زعيم اسمه عمر ولقب بوَلَشْمَع وقد حكم أوفات وتوسع فيما حولها.
دار الحكمة في زيلع
واعترف بسلطان نجاشي الحبشة الذي كان يلقبه المسلمون «الحَطِّي»، ووافق هذا على أن يكون الحكم لأبناء عمر من بعده. ويبدو أن هذه الأسرة العربية الحاكمة قد حلّت محل أسرة عربية أخرى، سادت في هضبة شَوا الشرقية، وتنتسب، بحسب الرواية إلى بني مخزوم القرشيين الذين أقاموا دولة في تلك المنطقة منذ عام 283هـ/896م.
وكانت إمارة أوفات خصبة التربة، موفورة المياه من المطر، وفيها نهر صغير. ومن منتجاتها قصب السكر، والحبوب، وثمار الفواكه، والخضراوات، وكانت تجارتها ناشطة، لسيطرتها على الطريق بين زيلع والداخل، وكانت لها صلاتها مع مصر وحكامها المماليك، وتتعامل بالنقد المصري المملوكي.
حركة الجهاد الإسلامي في الحبشة
ويظهر من تاريخ أسرة وَلَشْمَع العربية التي حكمت أوفات أنها منذ تأسيسها أخذت على عاتقها تحرير أوفات من التبعية الحبشية المسيحية، والاستقلال بالأمر، ونشر الدين الإسلامي، والتوسع في المناطق المجاورة على حساب الحبشة، حيث تتوافر سلع مهمة للتجارة؛ كالجلود، والعاج، والصمغ، والذهب، والبهار، وهكذا تزعمت أوفات حركة الجهاد الإسلامي في الحبشة، مع أنها اضطرت إلى أن تخضع مدة محدودة لمملكة داموت الوثنية قربها.
جيش سلطنة أوفات
وكان جيشها يتألف من خمسة عشر ألف فارس وأكثر من عشرين ألف راجل، وكانت عادة الملك أن يوزع على الأمراء والجند سنوياً عدداً من البقر، كما كان يسمح لمن شاء منهم أن يزرع الأرض ويستغلها، وقد حظي سلطان أوفات بالاحترام من سلاطين الإمارات الإسلامية الأخرى، فانقادوا له.
وإذا كان هذا موقف إمارة أوفات من الحبشة فإن الحبشة عزمت منذ وصول الأسرة السليمانية إلى الحكم فيها، سنة 1270م على تدعيم سلطتها، وتوسيع ملكها على حساب الإمارات الإسلامية المطوّقة لها من الجنوب والشرق، ذلك أن تلك الإمارات كانت تفوق مساحتها أرض مملكة الحبشة نفسها، وتسيطر على الموانئ، وتعزلها عن البحر، وتتحكم في التجارة، وتدين بدين غير دينها، وتناصبها العداء.
علاقة الحبشة بالمماليك
وكانت علاقة الحبشة بتلك الإمارات تتأثر أيضاً بمعاملة حكام مصر المماليك للأقباط في أرضهم؛ ذلك أن الكنيسة القبطية كانت مشتركة بين البلدين، ويتدخل سلطان المماليك في تعيين الأسقف القبطي في الحبشة.
وقد ابتدأ الصراع بين أوفات والحبشة منذ أواخر القرن السابع للهجرة/الثالث عشر للميلاد، ولم يهدأ طوال قرن من الزمن، وأبرز مراحله تلك الحرب التي نشبت بين نجاشي الحبشة عمدة صهيون الأول (1313-1344م) من جهة، وسلطان أوفات حق الدين الأول، وأخويه من بعده صبر الدين وجلال الدين من جهة أخرى.
تحالف إمارات أوفات وأشراف مكة
وقد تحالفت الإمارات الإسلامية مع أوفات، وانضم إليهم أحد أشراف مكة، وبلغ عدد الجيوش الإسلامية نحو 12 ألف جندي، ولكن هجوم النجاشي الكاسح جعل النصر من نصيبه، فنهب جميع المدن الإسلامية ومنها عَدَل، وأحرق المساجد، إلا أنه أبقى أسرة وَلَشْمَع على الحكم.
ومرة أخرى أعلن سلطان أوفات حق الدين الثاني استقلاله عن الحبشة، وتحالفت معه الإمارات الإسلامية، وحارب المسلمون النجاشي سيف أرعد (1344-1372م)، وهزموا جيوشه، إلا أن حق الدين استشهد، فخلفه أخوه سعد الدين أبو البركات وتابع هذا الأخير خطة أسلافه في الجهاد، وتمكَّن مع حلفائه، من هزيمة قوات النجاشي، غير أن النجاشي عاد فحاصر مدينة زيلع وتمكن من الاستيلاء عليها وتدميرها واستشهد سعد الدين سنة 817هـ/1415م، ولجأ أولاده إلى ملك الدولة الرسولية باليمن.
وظلت الحبشة تعيث فساداً وتخريباً في أوفات عشرين سنة. وينظر إلى احتلال الحبشة لزيلع على أنه نهاية سلطنة أوفات، وفي 1424، عاد أولاد سعد الدين ثانيةً إلى الحبشة بدعم من ملك اليمن وعونه وانضم إليهم من بقي من المسلمين في المنطقة، وفي هذه المرة اتخذوا من دكر جنوب شرقي هرر عاصمة لهم، لبعدها عن تهديد الحبشة.
وصارت أوفات السابقة تدعى «بر سعد الدين» تكريماً لجهاده، وسمَّى الوافدون الجدد أنفسهم بـ «ملوك عَدَل». ومنذ سنة 825هـ/1415م فتحت صفحة جديدة من كفاح ملوك عَدَل، وكانت الحرب بينهما سجالاً طوال القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي.
واستطال ذلك الكفاح واستعر أواره في النصف الأول من القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي، وبزعامة إمام عَدَل، أحمد غران أو أحمد المجاهد، إلا أن البرتغال أمدت الحبشة بالجند والمدفعية على حين قدم العثمانيون العون لأحمد غران من اليمن، بيد أن البرتغاليين والأحباش تمكنوا من التغلب عليه وسقط شهيداً في معركة واينا دگا Waina Dega سنة 949هـ/1543م، ولكن الحرب لم تتوقف في عهد خلفائه من بعده.
وخضعت الإمارات الإسلامية في المنطقة للنفوذ الأجنبي حتى القرن العشرين حين قسمت إلى دويلات هي: الصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبية، وضمت كل دولة منها جزءاً من الإمارات المذكورة.[1]
سلاطين أوفات
عمر ولشمع 1285ثم علي بن عمر ولشمع 1285-1304فبازيوي (أو جازيوي) ، 1304-1321 ثم حكم حق الدين الأول 1321-1328ثم حسين من 1328-1330 والمنصور الأول من 1330-1332 وجاء من بعده جمال الدين الأول من 1332الي -1335 ونصر الأول من 1335-1340وعبو 1340-1343زبير 1343-1344معات ليلى (ملكة) 1344-1352وصبر الدين الأول محمد ولخوي حكم 1352-1354 وقطعلي بن صبر الدين 1354-1360وأحمد حربي أرعد 1360-1366وحق الدين الثاني 1366-1373سعد الدين أحمد 1373-1415.
إقرأ أيضا:-
عظماء من إفريقيا السلطان” إدريس علي ألوما”أنتصر في 1000 معركة وحكم 4 دول إفريقية
” أمازونيات ” مملكة داهومي .. أسطورة محاربات إفريقيات عظيمات
أنجولا “الملكة نزينجا” التي حاربت الإستعمار البرتغالي لمدة 4 عقود
الطرق الصوفية في افريقيا.. 100 مليون مريد مكانتها – دورها – نضالها السياسي
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.