صندوق « سلام الاتحاد الأفريقي » يمهد الطريق لشراكات استراتيجية نحو استقرار القارة
في ظل التحديات القائمة للسلام والأمن في بعض أجزاء قارة أفريقيا، اتخذ صندوق السلام التابع للاتحاد الأفريقي خطوة حاسمة إلى الأمام في مهمته للمساهمة في تحقيق
السلام والاستقرار في جميع أنحاء القارة. ومن خلال استكمال المرحلة الأولى من المشاركة مع القطاع الخاص والمؤسسات المالية المتعددة الأطراف، نجح صندوق السلام التابع للاتحاد الأفريقي في تبادل وجهات النظر مع أصحاب المصلحة الرئيسيين في خمس دول أعضاء – مصر وكينيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا والكاميرون – وتوحيدهم في مهمة مشتركة لتعزيز السلام والاستقرار.
وقد حظيت مهمة المشاركة هذه، بقيادة الدكتورة مونيك نزانزاباجانوا، نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، مع الوفد الذي يضم داجماويت موجيس، مديرة أمانة صندوق السلام التابع للاتحاد الأفريقي، وفريق صندوق السلام التابع للاتحاد الأفريقي، بالتزامات قوية ودعم من أكثر من 40 من أصحاب المصلحة الرئيسيين عبر المؤسسات العامة والمؤسسات المالية المتعددة الأطراف والقطاع الخاص.
وفي معرض حديثها عن هذه الإنجازات، أكدت الدكتورة مونيك نزانزاباجانوا على أهمية التعاون في تأمين السلام الدائم في جميع أنحاء القارة.
وقالت: “يمثل هذا الإنجاز الهام فصلاً جديدًا في رحلة أفريقيا نحو الاعتماد على الذات في تمويل السلام. ومن خلال تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع مختلف أصحاب المصلحة، فإننا نؤسس لأساس متين لاستدامة السلام والاستقرار لجميع الأفارقة”.
كان نجاح هذا الالتزام نتيجة للمشاركة النشطة للبعثات التمثيلية الدائمة لكل دولة عضو ، وكانت مساهماتهم مفيدة في تحديد أصحاب المصلحة الرئيسيين وإرساء الأساس للشراكات المستقبلية. ومع الزخم المكتسب من هذه المشاورات، يتوقع صندوق السلام التابع للاتحاد الأفريقي مساهمات حيث يقوم الشركاء الذين تم الاتصال بهم في جميع أنحاء الدول الأعضاء بإنهاء التزاماتهم في الأشهر المقبلة.
ووفقا لبيان لمفوضية الاتحاد الأفريقي لعبت مصر، رائدة القارة في ملف إعادة الإعمار بعد النزاعات ، دورًا حاسمًا كحليف ثابت في دعم صندوق السلام التابع للاتحاد الأفريقي.
وقد أكدت المناقشات رفيعة المستوى مع كبار اللاعبين مثل شركة القلعة القابضة، وشركة إي إف جي هيرميس للاستثمار المباشر، واتحاد البنوك المصرية، والمقاولون العرب، وأوراسكوم للإنشاءات، ومصر للطيران، والسويدي إليكتريك، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، ومركز القاهرة الدولي لحل النزاعات وحفظ السلام وبناء السلام، والبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، على التزام الدولة المصرية بمواءمة جهود بناء السلام مع فرص الاستثمار، وخاصة في المناطق الخارجة من النزاعات .
واشر البيان إلي أن هذه المحادثات سلطت الضوء على الحاجة الملحة لقاعدة تمويل أوسع تشمل المؤسسات المالية المتعددة الأطراف.
وفي كينيا، عقد فريق صندوق السلام سلسلة من الاجتماعات الناجحة مع المؤسسات الرئيسية، وحصل على دعم والتزام ساحق من مجتمع الأعمال. وقد أظهرت شركات بارزة مثل Safaricom PLC وZEP-RE (شركة إعادة التأمين PTA) وAfrican Trade Insurance Agency-ATIDI وShelter Afrique وEcobank Group وKenya Airways وTrade and Development Bank Group (TDB) وNCBA Group Kenya وEquity Bank Limited وKCB Bank Group استعدادها للمساهمة في مبادرات السلام. ولا تعد هذه المنظمات بتقديم الدعم المالي فحسب، بل تستكشف أيضًا التقنيات المبتكرة وتقوم باستثمارات مجتمعية كبيرة لتعزيز تأثير الصندوق.
وأعربت موجيس عن امتنانها قائلة: “نحن نقدر بشدة التزام شركائنا.. إن استعدادهم للتعاون والاستثمار في مبادرات منع الصراع يؤكد على قوة العمل الجماعي في تحقيق رؤيتنا المشتركة لأفريقيا السلمية والمزدهرة”.
كما قدمت جنوب إفريقيا العديد من الفرص، مع أصحاب المصلحة الرئيسيين مثل ABSA، وOld Mutual South Africa، وTiger Brands، وSasol SA، وStandard Bank ZA، وAspen Institute، وDebeers Group، وSanlam، وDBSA Bank، وMTN Group، الذين أعربوا عن دعمهم القوي لصندوق السلام. وركزت هذه المناقشات على مجالات حاسمة مثل تعزيز قياس الأثر والأمن الغذائي والمبادرات الصحية، موضحة كيف يمكن دمج المسؤولية الاجتماعية للشركات بسلاسة مع أجندة السلام الأوسع.
وفي نيجيريا، تعاون صندوق السلام مع مؤسسات بارزة في لاجوس، بما في ذلك مؤسسة التمويل الأفريقية، ومؤسسة إعادة التأمين الأفريقية، ومؤسسة ستانبيك آي بي تي سي، وغرفة التجارة والصناعة في لاجوس، وهيرز هولدينجز، وأبراج إتش آي إس. وأعربت هذه المنظمات عن اهتمامها بدعم الصندوق، معترفة بالدور الحاسم للسلام في تعزيز الاستقرار الاقتصادي. كما سلط التعاون مع هيرز هولدينجز، بقيادة توني أو. إيلوميلو، الضوء على الإمكانات التحويلية للفرص الاقتصادية للشباب، ووصفها بأنها مسار حاسم للسلام الدائم.
وفي الكاميرون، أكدت المناقشات المثمرة مع المسؤولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص التزامهم بمبادرات صندوق السلام التابع للاتحاد الأفريقي. وكان الاعتراف المتزايد بأهمية السلام والأمن في جميع أنحاء أفريقيا واضحًا في الاستجابات الإيجابية من أصحاب المصلحة الكاميرونيين.
وأشار البيان إلي أنه مع تقدم صندوق السلام التابع للاتحاد الأفريقي، فإن الإكمال الناجح لمرحلة المشاركة الأولى هو مؤشر واعد على شراكة معززة مع القطاع الخاص والمؤسسات المالية المتعددة الأطراف والمؤسسات العامة. وأشارت موجيس إلى أن “الشراكات التي أقمناها في هذه المرحلة تتجاوز الالتزامات المالية؛ فهي استثمارات في مستقبل قارتنا. وسنواصل معًا السعي نحو رؤيتنا المشتركة لإفريقيا السلمية”.
وأضافت ” سيكون التعاون المستمر أمرًا بالغ الأهمية في دعم هذه الجهود وضمان رؤية “أفريقيا التي نريدها” .. ومن المقرر أن تستمر جهود تعبئة الموارد لصندوق السلام التابع للاتحاد الأفريقي، مع توقع المزيد من المساهمات من أصحاب المصلحة في جميع أنحاء القارة، مما يؤكد الإرادة الجماعية لتعزيز السلام والأمن في أفريقيا.
اقرأ المزيد
« الاتحاد الأفريقي » يطلق المساهمة الطوعية لموظفيه في “صندوق السلام”