زيمبابوي : انتخابات تحت أنظار العالم .. وقلق أمريكي بشأن طريقة سيرها
توجه الناخبون في زيمبابوي، صباح اليوم الأربعاء، إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات الرئاسية؛ حيث يسعى الرئيس إيمرسون منانجاجوا، المعروف في بلده باسم “التمساح”، للفوز بولاية ثانية وأخيرة ، يأتي هذا فيما دعت الولايات المتحدة الأربعاء جميع الأطراف في زيمبابوي إلى الالتزام بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، معربة عن قلقها بشأن طريقة سيرها.
وأفادت وكالة أنباء (أسوشيتيد برس) الأمريكية ، أن 12 مرشحا يتنافسون في الانتخابات الرئاسية، لكن من المتوقع أن تكون المنافسة الرئيسية بين منانجاجوا، البالغ من العمر 80 عاما، وزعيم المعارضة نيلسون شاميسا، البالغ من العمر 45 عاما، مع اعتبار أن منانجاجوا، تغلب على شاميسا بفارق ضئيل في انتخابات متنازع عليها عام 2018.
ويأمل شاميسا، في كسر سيطرة حزب الاتحاد الإفريقي الزيمبابوي (أو ما يعرف باسم الجبهة الوطنية) المُهيمن على السلطة منذ 43 عاما.
ولم تعرف زيمبابوي سوى زعيمين منذ حصولها على الاستقلال عن حكم الأقلية البيضاء في عام 1980م.
وستجرى انتخابات الإعادة في الثاني من أكتوبر إذا لم يفز أي مرشح بأغلبية واضحة في الجولة الأولى، وستحدد هذه الانتخابات أيضًا تشكيلة البرلمان المؤلف من 350 مقعدًا وما يقرب من 2000 منصب في المجالس المحلية.
وفي العديد من البلدات الفقيرة في العاصمة هراري، وقف بعض الناس في مراكز الاقتراع قبل ساعتين من بدء التصويت، خوفا من الطوابير الطويلة.
قلق أمريكي
أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها بشأن سير الانتخابات في زيمبابوي الأربعاء، ودعت جميع الأطراف إلى الالتزام بإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
ودعت الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات منذ سنوات على زيمبابوي على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان، إلى إجراء “انتخابات حرة ونزيهة وسلمية”، مشيرة إلى أنها لا تدعم أي مرشح.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الثلاثاء “ندعو حكومة زيمبابوي وجميع القادة السياسيين إلى ضمان أن تكون الانتخابات خالية من العنف والإكراه”.
وأضاف “نشعر بالقلق حيال الإجراءات الأخيرة التي سبقت الانتخابات، بما في ذلك العنف السياسي والتشريعات التي تقلل من حقوق الإنسان والحريات المنصوص عليها في دستور زيمبابوي”.
كما ندد برفض منح أوراق اعتماد للصحافيين الدوليين والمجتمع المدني المحلي لتغطية الانتخابات.
رقابة أفريقية وأوربية
وتحظي الانتخابات في زيمبابوي برقابة أفريقية وأوروبية ، حيث أعلنت مفوضية الاتحاد الأفريقي عن وصول بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الأفريقي والسوق المشتركة لشرق أفريقيا والجنوب الأفريقي (الكوميسا)، لزيمبابوي.
وأوضح الاتحاد الأفريقي في بيان إنه بناء على دعوة من حكومة زيمبابوي واللجنة الانتخابية في زيمبابوي، وافق رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمد، على نشر بعثة مراقبة الانتخابات المشتركة قصيرة الأجل المشتركة بين الاتحاد الأفريقي والكوميسا لتقييم سير هذه العملية وتقديم تقرير عنها. انتخاب.
يرأس بعثة مراقبة المراقبة المشتركة فخامة جودلاك إيبيل جوناثان، الرئيس السابق لجمهورية نيجيريا الاتحادية بالتعاون مع روهاكانا روجوندا، رئيس وزراء جمهورية أوغندا السابق وعضو لجنة الحكماء بالكوميسا. وتتكون البعثة من 86 (ستة وثمانين) مراقبًا على المدى القصير (STOs) مختارين من السفراء المعتمدين لدى الاتحاد الأفريقي، ومسؤولي هيئات إدارة الانتخابات، وأعضاء منظمات المجتمع المدني الأفريقية، وخبراء الانتخابات الأفارقة، والمتخصصين في حقوق الإنسان، وخبراء النوع الاجتماعي والإعلام، وممثلي المنظمات الشبابية.
ويتكون المراقبون من 23 دولة من بينها بنين وبوتسوانا وجمهورية أفريقيا الوسطى وجيبوتي وليبيريا وليبيا وسوازيلاند وإثيوبيا وغامبيا وغانا وكينيا وليسوتو وملاوي وموريتانيا وناميبيا والنيجر ونيجيريا ورواندا وسيشيل وجنوب أفريقيا وتنزانيا. وزامبيا.
وستبني بعثة مراقبة الانتخابات تقييمها على الإطار القانوني الذي يحكم الانتخابات في جمهورية زيمبابوي وإعلان منظمة الوحدة الأفريقية/الاتحاد الأفريقي بشأن المبادئ التي تحكم الانتخابات الديمقراطية، والمعايير والالتزامات المنصوص عليها في الميثاق الأفريقي للديمقراطية والانتخابات والحكم، ومبادئ الانتخابات الإدارة والرصد والمراقبة (PEMMO)، والمبادئ التوجيهية لمراقبة الانتخابات في الكوميسا، والإعلان الدولي للمبادئ (DoP) للمراقبة الدولية للانتخابات من بين أمور أخرى. وسيستند التقييم إلى انتظام العملية الانتخابية وشفافيتها وإنصافها وسلوكها العادل.
وتتفاعل البعثة مع سلطات الدولة والأحزاب السياسية في اللجنة الانتخابية في زيمبابوي ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني وممثلي المجتمع الدولي.
وستتفاعل البعثة بنفس القدر مع بعثات مراقبة الانتخابات الأخرى المنتشرة لمراقبة الانتخابات المنسقة لعام 2023 في زيمبابوي.
ومن المقرر أن تصدر البعثة بيانًا أوليًا بالنتائج الشاملة التي توصلت إليها وتقييمًا لسير الانتخابات في بعد غدا الجمعة في مؤتمر صحفي في هراري، زيمبابوي ، وسيتم إصدار تقرير نهائي وشامل خلال شهرين من تاريخ إعلان النتائج النهائية للانتخابات وسيتم نشره على مواقع مفوضية الاتحاد الإفريقي والكوميسا.
وأكدت مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية “سادك” المشاركة ببعثة مراقبة للانتخابات وإنشاء مكاتب لبعثة الرصد في زيمبابوي التي تشهد الأربعاء المقبل إجراء الانتخابات العامة.
وذكرت “سادك” – في بيان – أن نشر بعثة لمراقبة الانتخابات في زيمبابوي يتماشى مع المادة 5 من معاهدة الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي.
وأوضح البيان أن المعاهدة تلزم الدول الأعضاء بتعزيز القيم والنظم السياسية التي يتم نقلها من خلال مؤسسات ديمقراطية وشرعية وفعالة وتوطيد الديمقراطية والسلام والأمن والاستقرار والدفاع عن القيم وصونها في منطقة المجموعة الإنمائية للجنوب الإفريقي.
كما أعلن الاتحاد الأوروبي، أنه استجابة لدعوة من وزير الشئون الخارجية والتجارة الدولية في زيمبابوي، تقرر نشر بعثة لمراقبة الانتخابات العامة في زيمبابوي المقرر إجراؤها في 23 أغسطس المقبل.
وجاء في بيان صحفي نشرته دائرة العمل الخارجي التابعة للاتحاد الأوروبي، عبر موقعها الرسمي ، أن الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، قرر تعيين فابيو كاستالدو، عضو البرلمان الأوروبي، كمراقب رئيسي لهذه المهمة.
وقال بوريل، تعليقًا على القرار:” إن نشر بعثة من الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات العامة في زيمبابوي يظهر التزام الاتحاد الأوروبي بدعم الديمقراطية وسيادة القانون. وتحت قيادة كبير المراقبين كاستالدو، ستساهم بعثة الاتحاد الأوروبي في تعزيز ثقة المواطنين في العملية وزيادة تقوية المؤسسات الديمقراطية في زيمبابوي.
وأعربت سلطات زيمبابوي عن التزامها بإجراء انتخابات سلمية وشفافة وشاملة وذات مصداقية. هذا ما هو متوقع ويستحقه الزيمبابويون”.
بدوره، أضاف كاستالدو:” أن الديمقراطية تتطلب أكثر من مجرد انتخابات، لكن لا يمكن لبلد أن يكون ديمقراطياً دون إجراء انتخابات نزيهة. لهذا السبب أشعر بالفخر لرئاسة بعثة الاتحاد الأوروبي في زيمبابوي. تعتبر الانتخابات الموثوقة والشفافة والشاملة حجر الزاوية للديمقراطية وتلعب دورًا حاسمًا في تعزيز مسار سلمي وديمقراطي نحو مزيد من الاستقرار والازدهار، ليس فقط للبلدان الفردية، ولكن أيضًا للمناطق الأوسع. وبناءً على تقييم محايد وموضوعي للعملية الانتخابية، نأمل في مواصلة العمل مع السلطات الزيمبابوية بعد الانتخابات لتشجيع تنفيذ توصيات بعثة المراقبة. ويمكن أن يلعب الاتحاد الأوروبي دورًا محوريًا في هذه العملية، وسنكون دائمًا إلى جانب شعب زيمبابوي”.
إقرأ المزيد
زيمبابوي تطلب برنامجًا يراقبه صندوق النقد الدولي لتسوية ديونها المتأخرة
جدير بالذكر أن زيمبابوي الدولة الواقعة في جنوب القارة السمراء والتي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة بموارد معدنية هائلة، بما في ذلك أكبر احتياطي في إفريقيا من الليثيوم، وهو عنصر رئيس في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، لكن هيئات الرقابة زعمت منذ فترة طويلة أن الفساد وسوء الإدارة على نطاق واسع قد دمر الكثير من إمكانات البلاد، فضلا عن حقيقة أن زيمبابوي تخضع لعقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على مدى العقدين الماضيين بسبب مزاعم عن انتهاكات لحقوق الإنسان، وهي اتهامات طالما نفاها الحزب الحاكم.
إقرأ المزيد
زيمبابوي : لا صوت يعلو علي صوت الانتخابات وسط ترقب داخلي ودولي