السفير د . محمد حجازي يكتب : مصر و البريكس الموسع إطار استراتيجي لتطور اقتصادي وسياسي عالمي جديد
يتيح الاتفاق أفق اقتصادي واستراتيجي أرحب ونطاق تكامل اقتصادي أوسع ، و إستخدام أدوات عمل وبدائل تعزز قدراتنا وخياراتنا الاقتصادية ، وتقوي مواقفنا في التعامل مع مؤسسات التمويل ، والدول المؤثرة، وتفتح لنا نوافذ للتجارة والاستثمار مع أطر بديلة ودول شريكة تتعامل معنا وفقا لمعايير المصلحة المتبادلة وتقدير للمكانة ، واحترام للدور والتأثير المصري كمعبر عن مصالح أفريقيا والعالم العربي والدول النامية، نحن بكل تأكيد أمام مرحلة جديدة أكثر رحابة واتساع لفرص اقتصادها الوطني فيصبح بهذا الانضمام مؤهل أكثر لمواجهة التحديات ومعززا لقدراتة وبدائلة، وايجاد حلول عملية ناجزة وفقا لسياسات ومعاملات عادلة، تبعد اقتصادنا عن الخيارات القليلة المتاحة وفقا للخطوط والتعاملات الاقتصادية المحدودة والمجحفة والمستغلة وغير العادلة، الانضمام يوفر نطاق أوسع وإطار وآلية مضافة لخياراتنا الاقتصادية والمالية والتجارية، علينا استغلالة وتوظيفة ، والانتفاع من مؤسساته البازغة، ومايتيحة لنا من قدرات جديدة وأداة ضغط مستجدة علي الصعيد الثنائي ومع شركائنا في المجموعة ، أو علي صعيد المفاوضات الدولية بشأن قضايا وتحديات راهنة مثل ديون العالم الثالث وأفريقيا وسياسات مؤسسات التمويل المستغلة ، واضطراب سلاسل القيمة الغذائية والصناعية، وأمن الطاقة.
البريكس الموسع إذا هو نطاق استراتيجي وعولمة أكثر عدالة وانسانية قائمة علي مبادئ العدل والمساواة والنفع المشترك لأعضائها ولعالمنا النامي ، قوامها النجاح للجميع والاحترام والمصالح المشتركة واتاحة الفرص الاقتصادية والاستثمارية البينية لأعضاءة وشركاءة بعيدا عن الهيمنة والأحادية والاستغلال الذي غلف السياسات النقدية والاقتصادية في نطاق المؤسسات القائمة التي خنقت عالمنا الثالث واثقلتة بالديون، وحاصرته وتركتة بدون بدائل فتفاقم الفقر وظهر الإرهاب والهجرات غير الشرعية والنزوح القسري وانتشار النزاعات المسلحة.
بالفعل نحن أمام فرصة وإطار تعاون استراتيجي أرحب ، إذا يجب أن نكون عضوا فاعلا في صياغة سياساتة وتدارس أدواتة وتفعيل سبل الاستفادة منها ، وقادرون علي التقدم بمبادرات خلاقة مؤثرة منها ماعرضة السيد رئيس الوزراء كالدعوة كي تتحول مصر لمركز عالمي لتخزين وتصدير الأقماح ، وغيرها من الخطط والمبادرات التي عبرت عنها كلمة مصر وعناصر البيان الختامي الصادر عن قمة التجمع في جوهانسبرج ، واللذان يشكلان معا ميثاقا لحركتنا وخطة للعمل في نطاق البريكس .
جاء انضمام مصر بعد سنوات من الحركة الدبلوماسية الدؤوب علي كافة المستويات الثنائية والدولية، وأثبتت مصر لشركائها في البريكس قدرتها وجدارتها بفضل سياسات إقليمية ودولية مسؤلة تخطت فيها اعتبارات مصالحها الوطنية فقط لتصبح صوتا مخلصا لعالمها الثالث ، فباتت تتحدث من أجل إرساء دعائم علاقات دولية وسياسات اقتصادية عادلة للجميع .
أذا يمكن اعتبار البريكس الموسع هو آلية حركة أكثر أمنا وعدالة وفرصة لنا للاستفادة بعيدا عن الضغوط والإملاءات، ولا يمكن أن نغفل الأبعاد السياسية المرتقبة لهذا الإنضمام حيث تقود سياسات البريكس لتواصل أكبر بين دولة وأقطابة فتجتذبهم من الصدام القائم بين المصالح الوطنية الضيقة لأفق إقليمي أوسع ونطاق أشمل تتخلي فية الدول عن المواقف الثنائية الحدية لمواقف تتسم بالفهم المشترك لأهمية تقديم تنازلات والتحرك بإيجابية خدمة للصالح العام للمجموعة وأهدافها ، كما أن المجموعة أيضا يمكن أن تتدارس وتقدم الحلول لمناطق التوتر ورأب الصدع داخل صفوفها وبين دولها، وتشكل رافعة وإسناد دبلوماسي لقضاياها ودولها، وينطبق ما ذكرتة علي حالة مصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والخليج ، بل وعلي دولة فلسطين التي تقدمت ضمن طالبي العضوية لأن البريكس الموسع يمكن أن يتيح لها ليس فقط فرصة اقتصادية كبري ولكن إيضا كرافعة واسناد دبلوماسي ونطاق عادل لبحث القضية ، وحافزا للحل العادل القائم علي تحقيق أمن ومصالح أعضائة الحاليين والقادمين ، فديناميكية وتفاعلات ونتائج وقدرات البريكس الموسع مفتوحة ومتطورة قدر إيماننا وإيمان أعضاءة بأننا أمام فرصة تاريخية لإعادة توجية مسار العلاقات الدولية وصناعة التاريخ وفقا لمبادئ تحدثنا عنها ودونها ولم نطبقها بعد، بسبب الإستعمار والإستغلال والقهر وفرض الإرادات والسياسات غير العادلة للغرب ومؤسساتة، وأمامنا جميعا فرصة لصياغة التاريخ ومسار لن نحيد عنة حتي يستكمل أهدافة في تعزيز قدراتنا وتحرير مواردنا والأهم تحرير إرادتنا.
* السفير د . محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق
إقرأ المزيد :