إثيوبيا .. القتال يشتد في ” تيجراي ” .. و الجيش الاثيوبي يقصف المدنيين في ” ميكيلي ”
وكالات الأنباء :
في جريمة جديدة ارتكبتها الحكومة الإثيوبية ضد شعبها من المدنيين في إقليم تيجراي.
قصف الطيران الحربي الإثيوبي اليوم الجمعة ، مدينة ميكيلي، عاصمة تيجراي ، في تصعيد حاد للقتال الذي استؤنف الأربعاء في شمال البلاد بين القوات الحكومية والقوات التابعة لجبهة تحرير شعب تيجراي، بعد إنهيار الهدنة الإنسانية التي استمرت حوالي خمسة أشهر .
ولم تؤكد الحكومة الإثيوبية الفيدرالية التي يرأسها أبي أحمد عملية القصف على الفور، لكنها أعلنت في بيان عزمها تنفيذ “إجراءات” في تيجراي داعية السكان المدنيين إلى الابتعاد عن الأهداف العسكرية.
من ناحية أخرى، نفت الحكومة الإثيوبية بشكل قاطع اتهامات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بقتل الجيش الفيدرالي مدنيين في عملية القصف .
وفي وقت مبكر بعد ظهر اليوم الجمعة، قال الناطق باسم متمرّدي تيجراي كينديا غيبريهيوت لوكالة فرانس برس إن “طائرة ألقت قرابة الظهر ، قنابل على منطقة سكنية وروضة أطفال في ميكيلي أسفرت عن مقتل وجرح مدنيين”.
وأكد مسؤول في مستشفى أيدير في ميكيلي لوكالة فرانس برس أن المنشأة الطبية استقبلت “أربعة قتلى بينهم طفلان وتسعة جرحى”.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات لضحايا قصف الطيران الاثيوبي للعاصمة ميكيلي .
وأفاد مكتب الاعلام التابع للحكومة الإثيوبية وكالة فرانس برس أن “سلاح الجو الإثيوبي يردّ بوضوح على الهجوم ضد إثيوبيا ولا يستهدف سوى مواقع عسكرية” ، مؤكدا أن متمردي تيجراي “وضعوا أكياس جثث زائفة في مناطق مدنية للقول إن الطيران استهدف مدنيين”.
وتتبادل الحكومة و جبهة تحرير شعب تيجراي المسؤولية عن استئناف القتال على الحدود الجنوبية الشرقية للإقليم والتي أنهت الأربعاء هدنة استمرت خمسة أشهر.
– دعوات دولية –
ويثير استئناف المعارك مخاوف من عودة الصراع على نطاق واسع ويبدد الآمال الضعيفة بإحياء مفاوضات السلام.
ودعت دول كثيرة ومنظمات من بينها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الأربعاء إلى وقف النزاع وإيجاد حل سلمي للصراع المتواصل منذ 21 شهرا.
وكتب الناطق باسم المتمردين غيتاتشو رضا على تويتر “فيما يدعو المجتمع الدولي الطرفين المتحاربين إلى وقف التصعيد، اختار أبيي أحمد إرسال قواته الجوية لمهاجمة المدنيين في ميكيلي”.
ودعا المجتمع الدولي إلى “التوقف عن مراعاة أبي” و”الضغط على النظام لدفعه إلى التفاوض بحسن نية”.
والجمعة، طلبت السلطات الإثيوبية من المجتمع الدولي “إدانة الاستفزازات الدائمة” لمتمردي تيغراي ودفعهم “نحو خيار السلام الذي اقترحته الحكومة”.
قبل قصف ميكيلي، كان يبدو أن المعارك التي اندلعت الأربعاء في منطقتي أمهرة وعفر المحاذيتين للطرف الجنوبي الشرقي لتيغراي لم تمتدّ.
والجمعة، كان القتال مستمرا في ميكيلي لليوم الثالث على التوالي بحسب سكان.
وقال أحد سكان كوبو على مسافة 500 كيلومتر شمال أديس أبابا ونحو عشرة كيلومترات جنوب الحدود مع تيجراي، طالبا عدم كشف هويته ظهر الجمعة “أسمع أصوات أسلحة ثقيلة، لكن بدون إطلاق نار”.
وأضاف “يتم تداول القليل من المعلومات الواضحة” ما يخلق حالة من “الارتباك والخوف وعدم اليقين” بين السكان موضحا أن “نساء وأطفالا يحاولون مغادرة المدينة” حيث أوقفت بعض الخدمات العامة والشركات نشاطاتها.
وفي منطقة أمهرة أيضا، قال أحد سكان ميهاغو، وهي منطقة حدودية مع تيجراي تقع على مسافة حوالى ثلاثين كيلومترا شمال غرب كوبو، الجمعة إنه كان يسمع “انفجارات وأصوات إطلاق نار” منذ اليوم السابق.
وأضاف لوكالة فرانس برس “مجموعات كبيرة من السكان تفر من البلدات المجاورة”.
في منطقة عفر كان “القتال مستمرا” الجمعة بين بلدتي يالو وغولينا الواقعتين على مسافة 15 و20 كيلومترا على التوالي من حدود تيجراي.
وقالت الحكومة الإثيوبية في بيانها ” إنه على الرغم من أن الحكومة الاثيوبية أبقت الباب مفتوحًا للسلام حتى الآن، واصلت زمرة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي هجومها، لذلك بينما يتم الحفاظ على استعداد الحكومة الفدرالية للتحدث دون قيد أو شرط، فإنها ستتخذ إجراءات تستهدف القوات العسكرية التي تشكل مصدر المشاعر المناهضة للسلام في الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، مضيفه ” لذلك نناشد أبناء شعبنا الذين يعيشون في اقليم تيغراي الابتعاد عن المناطق التي تتواجد فيها المعدات العسكرية ومنشآت التدريب التابعة للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
ويقول عبدالقادر على الحيمي الخبير في شؤون منطقة القرن الأفريقي ” أن هناك أنباء عن انهيار سريع للجيش الاثيوبى ، وأنه ينسحب ويتقهقر الى ” والديا” و ” ديسي”.
واضاف ” كما هناك تضارب حول مدينة ” قوبو” اقصى شمال اقليم امهرا وتبعد حوالى 32 كيلو متر من حدود التيجراى ، و تتحدث انباء عن سقوطها بيد قوات التيجراى TF واخرى تتحدث عن حصارها ، لكن لا يوجد تاكيد حتى الان عن وضعها.
وأوضح أن القتال لا يزال القتال مستمرا فى غرب التيجراى وفى شرق الاقليم فى محور العفر .
وأشار إلي أن هناك حركة نزوح كثيفه للمدنيين الامهرة من مدينتى ” قوبو” ومن ” والديا” الى ” ديسى” عاصمة الولاية .