ليبيا .. تواصل الغضب الشعبي والرسمي الليبي من لقاء « المنقوش » بوزير خارجية إسرائيل
لا تزال تداعيات التسريبات الإسرائيلية بالكشف عن لقاء تم بين وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا نجلاء المنقوش مستمرة ، حيث تسبب هذا اللقاء في حالة من الغضب الشعبي والرسمي في ليبيا ، حيث شهدت بعض المدن الليبية خروج مظاهرات ليلية تنديدا بلقاء وزيرة خارجية حكومة الوحدة مع وزير خارجية إسرائيل .
كما ذكرت تقارير إعلامية ليبية أن عدد من المتضاهرين اقتحموا مساء الأحد مبنى وزارة الخارجية الليبية بطرابلس احتجاجًا على لقاء وزيرة الخارجية بوزير خارجية إسرائيل.
إيقاف المنقوش عن العمل
وأصدر رئيس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، قرارا مساء أمس الأحد، يتضمن إيقاف وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، عن العمل احتياطيا وإحالتها للتحقيق ، وجاءت تلك الخطوة وفقا للقرار رقم 368 لعام 2023، وذلك بناءً على لقاء المنقوش الذي جرى في روما قبل أسبوع مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين.
وقالت وكالة “سبوتنيك الروسية ” أنها حصلت على نسخة من القرار، الذي ينص على تعليق عمل الوزيرة نجلاء محمد المنقوش، وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الليبية وإحالتها للتحقيق، وتنص المادة الثانية من القرار على تشكيل لجنة تحقيق تتألف من وزيرة العدل وعضوية وزير الحكم المحلي ومدير إدارة الشؤون القانونية والشكاوى في مجلس الوزراء.
ومن المنتظر أن تكون مهمة اللجنة التحقيق الإداري مع وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بشأن الموضوع المذكور في التقرير، الذي تم تقديمه إلى رئيس مجلس الوزراء الليبي بخصوص الإجراءات التي اتخذتها، على أن تقدم اللجنة تقريرًا يحتوي على نتائج أعمالها لرئيس مجلس الوزراء، في غضون ثلاثة أيام كحد أقصى.
وفقًا للمادة الثالثة، تم تكليف وزير الشباب، فتح الله عبد اللطيف الزني، بتسيير أعمال وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية مؤقتًا .
طلب توضيح
وطالب المجلس الرئاسي الليبي رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، بتوضيح بشأن لقاء وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش مع نظيرها الإسرائيلي، وأوضح المجلس أن التعاون والتنسيق الثنائي المذكور لا يعبر عن سياسة الدولة الليبية في الشؤون الخارجية ولا يمثل القواعد الوطنية الليبية.
ثابته علي الموقف
وأعلنت «الخارجية الليبية» في بيان، مساء أمس، أن المنقوش رفضت عقد أي لقاءات مع أي طرفٍ ممثلٍ لإسرائيل وما زالت ثابتة على ذلك الموقف بشكل قاطع. وأفاد البيان أن ما حدث في روما هو «لقاء عارض غير رسمي وغير مُعَدْ مسبقاً، أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي، ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات، بل أكدت فيه الوزيرة ثوابت ليبيا تجاه القضية الفلسطينية بشكلٍ جَليْ وغير قابل للتأويل واللبس».
واتهمت الوزارة الصحافة العبرية باستغلال الحدث ومحاولة إعطاءه طابع اللقاء أو المحادثات أو حتى الترتيب أو مجرد التفكير في عقد مثل هذه اللقاءات، وفقاً للبيان. وجددت الخارجية الليبية رفضها التام والمطلق للتطبيع مع إسرائيل، وأكدت التزامها الكامل بالثوابت الوطنية تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وشددت على تمسكها بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، معلقة أن هذا «موقف راسخ لا تراجع عنه».
وأضاف البيان: «بيانات الإدانة والرفض المتكررة، الصادرة عن وزارة الخارجية، الرافضة للاستيطان الإسرائيلي والاعتداءات المتكررة على المخيمات الفلسطينية والمسجد الأقصى هي تعبير واضح عن موقف دولة ليبيا والوزيرة الثابت من هذه القضايا وعبرت عنه الخارجية الليبية بشكل دائم».
جلسة طارئة
ومن جهتها، دعت هيئة رئاسة مجلس النواب الليبي إلى عقد جلسة طارئة، وذلك لمناقشة ما وصفته بالجريمة القانونية والأخلاقية المرتكبة في حق الشعب الليبي وثوابته الوطنية من خلال لقاء المنقوش مع الوزير الإسرائيلي.
كان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، أعلن عن اجتماعه مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، في إيطاليا، وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، وصف كوهين الاجتماع بينه وبين وزيرة الخارجية الليبية بأنه “خطوة أولى في العلاقات بين إسرائيل وليبيا”، وهو أول اجتماع يجمع بين وزير خارجية إسرائيلي ونظيره الليبي.
إقرأ المزيد
ليبيا: إطلاق سراح زعيم اللواء 444 بعد أن خلفت المعارك 55 قتيلاً