” فاينانشيال تايمز”: عدوى الانقلابات العسكرية عادت بقوة إلي غرب أفريقيا
ليبرفيل /أ ش أ/ اعتبرت صحيفة (الفاينانشيال تايمز) البريطانية أن انقلاب الجابون العسكري، التي كانت في السابق مستعمرة فرنسية ؛ يؤشر بقوة على أن عدوى الانقلابات العسكرية عادت إلى غرب أفريقيا، لا سيما بعد أن ظهر الرئيس الجابوني (62 عاما) أمام عدسات التلفزة “مهترىء القوى”؛ ليؤكد أنه “بات تحت الإقامة الجبرية هو وعائلته”.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير لها ” إن الجابون شهدت محاولة انقلابية فاشلة في عام 2019، بزعم استعادة الديمقراطية في البلاد، لكن سرعان ما تم وأد تلك المحاولة الانقلابية بعد كشف عناصرها وتصفيتهم.
وفى اجتماع ضم وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي اليوم /الأربعاء/ في بروكسل، وصف جوزيب بوريل مفوض الشؤون الخارجية وعميد الدبلوماسية في الاتحاد إن الجابون باتت على صفيح ساخن قد لا يحمل خيرا للمنطقة الإفريقية، “ودليلنا على ذلك ما جرى في النيجر وبوركينا فاسو ومالي وإفريقيا الوسطى، بالامس القريب وما جرى اليوم في الجابون”.
واعتبرت “الفاينانشيال تايمز” أن الإطاحة بعلي بونجو تضع نهاية لحكم عائلة بونجو، الذي امتد في الجابون لمدة 56 عاما، حيث انتقلت السلطة في هذا البلد إلى علي بونجو في عام 2009، بعد وفاة والده عمر بونجو في عام 2009، الذي حكم الجابون لمدة أربعة عقود متواصلة.
وتمتلك الجابون علاقات اقتصادية ودبلوماسية قوية مع فرنسا. وقال الناطق باسم الحكومة الفرنسية – في بيان – إن فرنسا تدين بشدة الانقلاب العسكري، الذي وقع في الجابون، داعيا إلى احترام نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي تم الإعلان عنها السبت الماضي”.
وتعد الجابون عضوا في منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبيك)، وتنتج الجابون 200 الف برميل من النفط يوميا تشكل 2ر% من حجم المعروض العالمى من النفط، وبسبب قلة كثافتها السكانية تعد الجابون أحد أعلى بلدان إفريقيا في متوسط الدخل الفردي، لمواطنيها من الناحية النظرية.
لكن من الناحية العملية، يقول الخبراء إن سوء توزيع الثروة الوطنية النفطية في الجابون قد دفع بما لا يقل عن ثلث سكانها البالغ عددهم 3ر2 مليون نسمة إلى ما تحت خط الفقر، وخلق أزمات على صعيد تأمين احتياجات الجابونيين من الخدمات و البنية التحتية.
وعلى أصداء انقلاب الجابون، ارتفعت اسعار خام برينت في الأسواق الدولية بنسبة 4ر% مسجلة 82ر85 دولار أمريكي للبرميل، كما هبط سعر سهم مؤسسة موريل بروم الفرنسية للتعدين والحفر النفطي بنسبة 19% في تعاملات بورصتي لندن وباريس اليوم عند الإقفال، وهي المؤسسة التي استثمرت – في يوليو الماضي – 730 مليون دولار في شراء حصة من حقول نفط برية جابونية.
وطلبت مؤسسة فرنسية أخرى عملاقة، تعمل في مجال التعدين والمناجم في الجابون “آيراميت دو فرانس” موظفيها البالغ عددهم 8 آلاف بالبقاء في منازلهم، وعلقت أنشطتها في الجابون؛ بما في ذلك قطار نقل خامات التعدين الرابط بين مناجمها و مختبراتها لا سيما خام المنجنيز الذى تعد الجابون احد اهم منتجية على مستوى العالم .
وانطلقت في شوارع العاصمة ليبرفيل مساء اليوم تظاهرات حاشدة لجابونيين رددوا هتافات معادية لرئيس البلاد المطاح به، ومؤيدة للتحرك الذي أقدمت عليه القوات المسلحة الجابونية، كما قام بعض من المتظاهرين بإحراق اللافتات الانتخابية، التي تحمل صور رئيس البلاد المطاح به، والتي أعلن فوزة فيها.
وترى “الفاينانشيال تايمز” أن عائلة الرئيس الجابوني المطاح به علي بونجو ضالعة، في وقائع فساد أدت إلى إفقار شعبها وكان آخرها اتهامات وجهتها السلطات الفرنسية العام الماضي، لخمسة من أبنائه بالاحتيال المالي لما قيمته 85 مليون يورو.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الانتخابات الرئاسية التي شهدتها الجابون، وأعلنت نتائجها /السبت/ الماضي، وفاز فيها الرئيس المطاح به على بونجو قد جرت في ظل إجراءات “قمع تكتمية بالغة القسوة” اعلن – في نهايتها – فوز علي بونجو الذي تحت الإطاحه به بنسبة 65 % من اصوات الناخبين .
يأتي هذا الوضع في الجابون اليوم؛ ليكون ثامن انقلاب أومحاولة انقلاب، تجرى في منطقة غرب إفريقيا منذ عام 2020، حيث أعقب انقلاب الجابون ثلاثة انقلابات كتب لها النجاح في مالي وبوركينا فاسو وغينيا، وانقلاب رابع لم يلح مصيره في الأفق بعد في جمهورية النيجر.
إقرأ المزيد :
الجابون ..4 قوي عالمية تترقب الوضع في ليبرفيل عقب الانقلاب علي حكم علي بونجو