الجابون ..4 قوي عالمية تترقب الوضع في ليبرفيل عقب الانقلاب علي حكم علي بونجو
تعليق عمل الشركات الفرنسية مثل "إيراميت"و "كوميلوج" و"سيتراج" في الجابون عقب الانقلاب
تترقب القوي العالمية الاحداث المتلاحقة التي وقعت في الجابون تلك الدولة الغنية،عضو في منظمة الدول المنتجة للنفط “الاوبك” الواقعة في وسط غرب إفريقيا، بعد انقلاب الجيش علي الرئيس علي بونجو عقب اعلان النتائح التي جرت في 26 اغسطس الجاري وفاز بها بونحو وبنسبة 60% وترجع أهمية الجابون نظرا لانها دولة وتعتبر من أهم البلدان التي تستفيد منها فرنسا باعتبارها مستعمرة فرنسية سابقة.
القوي العظمي تترقب الوضع في الجابون
دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين
ففي روسيا قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن روسيا تراقب عن كثب الوضع في الجابون، الذي يثير قلقا كبيرا بعد محاولة الانقلاب في البلاد، أما الخارجية الروسية فقد وأوصت مواطنيها بالامتناع مؤقتا عن السفر إلى الجابون دون حاجة ملحة، كما أعربت الوزارة عن أملها في أن يستقر الوضع في الدولة الإفريقية قريبا.
ومن جانبها دعت الصين أطراف الصراع في الجابون إلى حل الخلافات عبر الحوار. علاوة على ذلك، كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وين بين أن “الصين تتابع عن كثب تطور الوضع في الجابون، وتدعو الأطراف المقابلة إلى حل الخلافات من خلال الحوار السلمي على أساس المصالح الأساسية للبلاد والشعب”. كما حث على استعادة النظام في البلاد في أسرع وقت ممكن وضمان السلامة الشخصية للرئيس علي بونجو أونديمبا ودعم السلام والتنمية والاستقرار في البلاد.
أما بالنسبة للدول الأوروبية، فإن فرنسا تراقب الوضع في الجابون عن كثب، حسبما أعلنت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، التي قالت خلال المؤتمر السنوي للسفراء في باريس “واجهت دبلوماسيتنا عدة أزمات هذا العام، والآن أضيف الوضع في الجابون الذي نتابعه عن كثب، وتحتاج فرنسا إلى دبلوماسييها اليوم أكثر من أي وقت مضى”.
الشركات الفرنسية في الجابون توقف أعمالها عقب الانقلاب
تعتبر الجابون مستعمرة سابقة لفرنسا، وتعمل حاليا العديد من الشركات من تلك الدولة الأوروبية في البلاد ، وخاصة في قطاع التعدين. علاوة على ذلك، توجد في الجابون إحدى القواعد العسكرية الفرنسية الثلاث في غرب أفريقيا، ويبلغ عدد جنودها نحو 350 جنديا، وأوقفت شركة التعدين الفرنسية “إيراميت” عملياتها في الجابون بعد محاولة الانقلاب، بحسب صحيفة لوفيغارو، وتتواجد المجموعة الفرنسية في الجابون من خلال شركتي كوميلوج التي تستخرج المنغنيز، وشركة سيتراج التي تدير السكك الحديدية الجابونية.
وأكدت شركة التعدين الفرنسية لـ”سبوتنيك” أن شركتي “كوميلوج” و”سيتراج” علقتا عملياتهما في الدولة الإفريقية، وقال متحدث باسم شركة التعدين لـ”سبوتنيك” إنه “في ضوء الأحداث الجارية وفي انتظار توضيح الوضع، قامت شركة إيراميت بتفعيل البروتوكول لحماية سلامة موظفيها وسلامة منشآتها”.
وبالمثل، تدعو إيطاليا إلى حل دبلوماسي للوضعين في النيجر والجابون، حسبما أعلن وزير خارجية الدولة الأوروبية، نائب رئيس الوزراء، أنطونيو تاجاني، ونقلت وزارة الخارجية الإيطالية عن تاجاني قوله إن “إيطاليا تظل ملتزمة بالحل الدبلوماسي للأزمة في النيجر وأيضا الأزمة الأخيرة في الجابون، وتعمل بالتنسيق الوثيق مع شركائها.
ونشرت الخارجية الإيطالية على شبكة إكس (تويتر سابقا) أن البلاد تراقب الوضع في الجابون عن كثب، وأن السفارة الإيطالية في ليبرفيل – عاصمة الدولة الإفريقية – تواصل القيام بمهامها، كما دعت الدول الأوروبية إلى الحفاظ على “وحدة الهدف في البحث عن حل سلمي يضمن السلام والاستقرار لمنطقة الساحل بأكملها، والعمل وفقا للشركاء الإقليميين”.
وفي 30 أغسطس الجاري أبطلت مجموعة من الجنود نتائج انتخابات 26 أغسطس التي فاز فيها الرئيس الحالي علي بونجو أونديمبا (64 عاما) للمرة الثالثة بأكثر من 60% من الأصوات، كما قام الجيش الجابوني بحل مؤسسات الدولة وأغلق حدود البلاد حتى إشعار آخر، ودعا قادة الانقلاب السكان إلى التزام الهدوء وأكدوا أن الجابون ستواصل الوفاء بالتزاماتها تجاه المجتمع الدولي.
والجابون هي دولة تقع في غرب وسط أفريقيا يحدها خليج غينيا إلى الغرب وغينيا الاستوائية إلى الشمال الغربي والكاميرون إلى الشمال وجمهورية الكونغو نحو الشرق والجنوب، وتبلغ مساحتها 270 ألف كم2 تقريباً، كما يقدر عدد سكانها بـ 2مليون و700 ألف نسمة، وعاصمتها وأكبر مدنها هي مدينة ليبرفيل.
رؤساء الجابون السابقين
عمر بونجو علي بونجو
منذ استقلالها عن فرنسا يوم 17 أغسطس 1960 حكم الجابون ثلاثة رؤساء، هم ليون إمبا الذي انتخب أول رئيس للجابون في عام 1961 بينما كان عمر بونجو أونديمبا نائباً للرئيس، وكانت المصالح الفرنسية عنصراً حاسماً في تحديد مستقبل الزعامة في الجابون بعد الاستقلال، تدفقت الأموال الفرنسية في الحملة الانتخابية الناجحة لـ إمبا.
بعد وصول إمبا إلى السلطة قمع الصحافة وحظر المظاهرات السياسية كما فرضت قيود على حرية التعبير واستبعدت الأحزاب السياسية الأخرى تدريجياً عن السلطة وتم تغيير الدستور ليتماشى مع الخطوط الفرنسية في تمركز السلطة في يد الرئاسة التي شغلها إمبا نفسه، حل إمبا الجمعية الوطنية في يناير عام 1964 وفرض نظام حكم الحزب الواحد، ثم حاول أنقلاب عسكري الإطاحة به من السلطة واستعادة الديمقراطية البرلمانية.
وأصبح نظام إمبا الدكتاتوري رديفاً لعبارة «المصالح الفرنسية» حيث جرى إنزال مظلي فرنسي في غضون 24 ساعة لاستعادة إمبا إلى السلطة، بعد بضعة أيام من القتال قضي على الانقلاب وسجن أغلب المعارضون، على الرغم من الاحتجاجات الواسعة وأعمال الشغب، لم تقلق الحكومة الفرنسية من الإدانة الدولية للتدخل وبقيت قوات المظليين في معسكر دوجول على مشارف عاصمة الجابون، وعندما توفي إمبا عام 1967 حلَّ مكانه عمر بونجو واستمر رئيساً للدولة حتى وفاته عام 2009.
وفي مارس 1991 وضع دستور جديد للبلاد. كان من بين أحكامه قانون للحقوق وإنشاء هيئة لضمان تلك الحقوق (المجلس الوطني للديمقراطية) ومجلس استشاري حكومي يتعامل مع القضايا الاقتصادية والاجتماعية، أجريت انتخابات تشريعية متعددة الأحزاب في 1990-1991 على الرغم من أن أحزاب المعارضة لم تكن قانونية.
استلم الرئيس الحاج عمر بونجو أونديمبا السلطة في الفترة من 1967 حتى وفاته في يونيو 2009 حيث أعيد انتخابه لثلاث فترات رئاسية متتالية مدة كل منها سبع سنوات آخرها في 27 نوفمبر 2005. وفقاً للأرقام التي قدمتها وزارة الداخلية في الجابون، حصل على 79.1% من الأصوات.
وبعد وفاته خلفه أبنه علي بونجو في يوم 3 سبتمبر 2009 رئيساً للبلاد. كما هو الحال في الانتخابات السابقة في الجابون طعنت أحزاب المعارضة بالنتائج، كما كانت هناك دعوات للمقاطعة واتهامات بتزوير الانتخابات والرشوة، أثار إعلان نتائج أعمال نهب وحرق للقنصلية الفرنسية في بورت جنتيل، مع ذلك فإن العديد من المراقبين الدوليين بما في ذلك الجماعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا ذكروا أن الانتخابات «تلبي المعايير الدولية» لديمقراطية التصويت، وحثت شعب الجابون على قبول النتيجة.
تمتلك الجابون جيشاً صغيراً مهنياً من حوالي 5,000 عسكري يقسم إلى الجيش والبحرية والقوات الجوية وقوات الدرك والشرطة الوطنية، مهمة القوات الجابونية الدفاع عن البلاد ولم يدرب للقيام بدور هجومي، كما توجد قوة قوامها 1800 رجل لحماية الرئيس.
في 7 يناير 2019 أعلن مجموعة من الضباط انقلابهم على الرئيس، عندما نجحت مجموعة من ضباط الجيش في السيطرة على مبنى الإذاعة الوطنية ومنعوا إذاعة كلمة الرئيس بمناسبة العام الجديد، وأعلنوا تشكيل مجلس وطني للإصلاح وسط إطلاق نار في العاصمة ليبرفيل، بعد بضع ساعات، أُلقي القبض على الضباط المتورطين، وأعلنت الحكومة في دولة الجابون فشل محاولة الانقلاب بمساعدة فرنسا أيضا التي تستحوذ علي غالبية خيرات البلاد.
وصنفت الجابون رقم 21 من أصل 53 دولة أفريقية في مؤشر إبراهيم للحكم الأفريقي في عام 2009، مؤشر إبراهيم هو مقياس شامل للإدارة الأفريقية مبني على المتغيرات المختلفة التي تعكس نجاح الحكومات في توفير السلع السياسية الأساسية لمواطنيها، هاصة وأن الجابون منتج رئيسي للنفط وعضو في منظمة أوبك.
إقرأ أيضا:-
أول تعليق من مصر علي تطورات الوضع في الجابون
شاهد بالفيديو .. أول ظهور لرئيس الجابون عقب الانقلاب العسكري
إيطاليا: نعمل على إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة في الجابون والنيجر
أول رد فعل من جانب فرنسا علي الإنقلاب العسكري في الجابون
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.