وكالة الأنباء الفرنسية : ترقّب مصير الجابون بعد إنهاء حكم عائلة بونجو
ليبرفيل (أ ف ب) – تسود حالة ترقب في الجابون بانتظار أي معلومات عن مستقبل الدولة الواقعة في وسط إفريقيا الخميس بعدما أسدل ضباط متمرّدون في الجيش الستار على حكم عائلة بونجو الذي دام 55 عاما.
وأطاح العسكريون الأربعاء بالرئيس علي بونجو أونديمبا الذي حكم والده عُمر البلاد لأكثر من أربعة عقود، بعد لحظات على الإعلان عن فوزه في انتخابات متنازع عليها.
ووسط أجواء احتفالية في الدولة الغنية بالنفط، عيّن قادة الانقلاب قائد الحرس الجمهوري الجنرال بريس أوليجي نجيما “رئيسا للمرحلة الانتقالية” في الجابون , وأعادوا خدمة الإنترنت وبث ثلاث وسائل إعلام فرنسية بعدما قطعته حكومة بونجو مساء السبت , لكنهم أبقوا حظر التجوّل المفروض من السادسة مساء حتى السادسة صباحا “للمحافظة على الهدوء والسلام” فيما ما زالت حدود الغابون مغلقة.
وينتظر سكان الجابون والمجتمع الدولي معرفة المدة التي ستبقى فيها البلاد تحت حكم المجلس الإنتقالي .
وفي هذا السياق، أعلن مجلس الأمن والسلام التابع للاتحاد الإفريقي أنه يعقد اجتماعا الخميس بشأن الوضع في الجابون. وقال على منصة “إكس” “يجتمع مجلس الأمن والسلام التابع للاتحاد الإفريقي الآن لبحث الوضع في الجابون”.
شهدت خمس بلدان إفريقية أخرى هي مالي وغينيا وبوركينا فاسو والنيجر انقلابات عسكرية في السنوات الثلاث الماضية، فيما قاوم قادتها الجدد المطالب بوضع جدول زمني قصير الأمد للعودة إلى ثكناتهم.
مصير بونجو
يطرح مستقبل بونجو تساؤلات أيضا، علما بأن الأمم المتحدة والصين كانتا من بين الأطراف التي طالبت بضمانات من أجل سلامته.
وأعلن قادة الانقلاب الأربعاء بأن بونجو وضع قيد الإقامة الجبرية و”أحيل على التقاعد” , لكن خلال تلك الساعات الأولى تمكّن بونجو من نشر تسجيل مصوّر ناشد فيه “جميع الأصدقاء حول العالم.. رفع أصواتهم” من أجله.
وأفاد قائد عسكري بأنه “تم توقيف” نجله ومستشاره المقرّب نور الدين بونجو فالنتان ورئيس مكتبه إيان غيزلان نغولو ونائب رئيس مكتبه ومستشارين اثنين آخرين للرئاسة وأكبر مسؤولَين في الحزب الديموقراطي الجابوني.
وأضاف أنهم اتُّهموا بالخيانة والاختلاس والفساد وتزوير توقيع الرئيس إلى جانب اتهامات أخرى.
شكوك حيال الانتخابات
جاء الإعلان عن الانقلاب بعد لحظات على إعلان هيئة الانتخابات الوطنية فوز بونغو بولاية ثالثة في انتخابات السبت مع حصوله على 64,27 في المئة من الأصوات.
وأعلن القادة الجدد الذي أطلقوا على أنفسهم “لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات” إلغاء نتائج الاقتراع التي قالت المعارضة إنها مزوّرة.
وأفادوا في بيان أن الانتخابات “لم تفِ بشروط الاقتراع الشفاف والموثوق والشامل الذي كان يأمل به سكان الجابون”.
وأوضحوا “يضاف إلى ذلك حكم غير مسؤول ولا يمكن التنبؤ به، والذي نجم عنه تدهور التماسك الاجتماعي، مع خطر أن يقود ذلك إلى فوضى في البلاد”.
وأثار الانقلاب إدانة من الاتحاد الإفريقي بينما أعربت نيجيريا عن قلقها محذّرة من “عدوى الاستبداد” في إفريقيا.
وأما في فرنسا، حيث سيوجّه سقوط بونجو ضربة جديدة لنفوذ باريس في إفريقيا، فأعربت الحكومة عن “إدانتها للانقلاب” وشددت على رغبتها في “أن ترى نتائج الانتخابات تُحترم، فور إعلانها”.
لكن صدرت ردود فعل مختلفة بعض الشيء ركّزت خصوصا على مصداقية عملية التصويت.
وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “بطبيعة الحال، فإن الانقلابات العسكرية ليست الحل، لكن علينا ألا ننسى بأن الجابون أجرت انتخابات مليئة بالمخالفات” , مضيفا ” أن التلاعب بنتائج التصويت يمكن ان يرقى إلى “انقلاب مؤسساتي” مدني.
في بلدان الساحل الثلاثة مالي وبوركينا فاسو والنيجر، أطاح جنود شعروا بالغضب حيال الفشل في مواجهة تمرّد جهادي دام برؤساء منتخبين بشكل ديموقراطي.
وبينما أكدت الخارجية الأميركية “معارضتها الشديدة للانقلابات العسكرية”، إلا أنها أعربت عن مخاوف حيال “غياب الشفافية والتقارير عن مخالفات مرتبطة بالانتخابات”.
أجريت الانتخابات في غياب مراقبين دوليين بينما تم منع الصحفيين الأجانب إلى حد كبير من تغطية الحدث، وفق ما أكدت “مراسلون بلا حدود”.
إقرأ المزيد :
المغرب: من المهم الحفاظ على الاستقرار في الجابون بعد إنقلاب 30 أغسطس