إثيوبيا .. هل تنجح الوساطة الأمريكية في وقف الحرب الأهلية الإثيوبية؟
يصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الأفريقي مايك هامر غدا للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في زيارة تستغرق أكثر من ١١ يوما في الفترة من 4 إلى 15 سبتمبر .
وتهدف زيارة هامر وفقا لبيان وزعته الخارجية الأمريكية إلى وقف فوري للأعمال العدائية والبدء بمحادثات السلام.
واضاف البيان ” وبالإضافة إلى اجتماعاته بمسؤولين من الحكومة الإثيوبية والاتحاد الأفريقي، يجتمع المبعوث الخاص هامر أيضا بفاعلين في المجال السياسي ومن المجتمع المدني يمثلون مختلف مناطق البلاد لمناقشة سبل تعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق السلام المستدام والأمن والازدهار لكامل الشعب الأثيوبي.
وأكد البيان التزام الولايات المتحدة الأمريكية بوحدة إثيوبيا وسيادتها وسلامة أراضيها.
وتأتي زيارة المبعوث الأمريكي لأديس أبابا في الوقت الذي تزداد فيه الأوضاع في إثيوبيا تعقيدا ، وذلك بالنظر لاشتداد الحرب في إقليم تيجراي وشن الجيش الاثيوبي هجوما مكثفا شمال غرب الاقليم وذلك وفقا لما أعلنته الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي ، إضافة إلي وقوع عدد من الأحداث العرقية في أقاليم إثيوبية أخري راح ضحيتها أكثر من ٥٥ مواطنا إثيوبيا في إقليم أوروميا علي يد عصابات من إقليم أمهرة .
ووسط كل هذه الأحداث تثار التساؤلات حول مدي قدرة الولايات المتحدة الأمريكية الضغط علي رءيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد ، لوقف العمليات العسكرية والدخول في مفاوضات سلام مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي .
»» مقتل ٥٥ إثيوبيا في إقليم أورومو علي يد ميليشيا تابعة للأمهرة
وفي هجوم دموي قتل أكثر من ٥٥ شخصا في إقليم أورومو علي يد ميليشيات الفانو التابعة لعرقية الامهرة .
حيث شن مسلحون هجوما الإثنين على بلدة في منطقة أوروميا في غرب إثيوبيا، اسفرت عن سقوط عشرات القتلى، على ما أفاد ناجون وكالة فرانس برس موضحين أن المهاجين عناصر ميليشيا من إثنية الأمهرة.
وتتهم السلطات الإقليمية متمرّدي جيش تحرير أورومو بالوقوف وراء هذا الهجوم الذي “لم يتم تأكيد حصيلته”.
وأوضح سكان لوكالة فرانس برس مساء الجمعة طالبين عدم كشف أسمائهم أن الهجوم استهدف بلدة أغامسا فجر الإثنين بين الساعة 6,30 والساعة 7,00 (3,30 – 4,00 ت غ).
وقال رجل فرّ في اليوم السابق من المدينة بعدما “شاهد الهجوم بعينيه”، إن المسلحين “هاجموا المدينة من ثلاثة اتجاهات بالاسلحة النارية وواصلوا هجماتهم حتى حوالى الساعة 14,00 (11,00 ت غ)”.
وتابع “قتلوا نحو مئة شخص من السكان، وأحرقوا العديد من المنازل والمتاجر ونهبوا مستودعات المواد الغذائية” ونقلوا غنائمهم “بواسطة عربات وسيارات ودراجات نارية”.
وقال رجل آخر إن الهجوم أوقع “أكثر من مئة قتيل” مشيرا إلى أن المهاجمين سرقوا أيضا رؤوس ماشية.
وبحسب الرجلين، فإن منفذي الهجوم من عناصر ميليشيا في منطقة أمهرة المجاورة.
واتهمت مجموعة مسلحة ناشطة في المنطقة هي “جيش تحرير أورومو” في بيان ميليشيا فانو من الأمهرة بقتل “ما لا يقل عن 62 شخصا” الثلاثاء في أغامسا.
من جهتها، دانت السلطات الإقليمية في أوروميا “جيش تحرير أورومو، الذي تشير إليه باسم “شاين”.
وقال هايلو ادوغنا مسؤول الاتصالات في حكومة الإقليم في رسالة إلى وكالة فرانس برس “ما حدث في أغامسا، هو أن مجموعة شاين الإرهابية ومتطرّفين هاجموا مدنيين. لم يتأكد بعد عدد الضحايا”.
ولم ترد السلطات المحلية في أوروميا ولا الحكومة الاتحادية على أسئلة وجهتها وكالة فرانس برس حتى صباح السبت.
وذكر بعض السكان أن القوات الخاصة المحلية في أوروميا غادرت المنطقة الأحد “بسبب مناوبة أمنية لكن لم يكن هناك قوات أمن للحلول محلها”، بحسب أحدهم .
كانت قيادة قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في بيان أنه «بعدما أعادت (إثيوبيا) نشر قوة عسكرية ضخمة في إريتريا، شنّت هجوماً على شمال تيغراي المحاذي لإريتريا.
وأوضح المتحدث باسم السلطات المتمردة كينديا جيبريهيوت، لوكالة «فرانس برس» أن الجيش الإثيوبي «يهاجم انطلاقاً من إريتريا» المجاورة، في وقت مازالت شبكة الاتصالات في الإقليم لا تعمل بشكل منتظم.
واكتفت الحكومة الإثيوبية بالتأكيد في بيان أن الجيش يبقى في «موقع دفاعي» من أجل «صد الهجمات التي يشنها جيش الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في كل الاتجاهات».
وتعقيباً على الدعوات إلى وقف الأعمال العسكرية وإلى الحوار، اعتبرت أديس أبابا من غير المقبول «خطاب المعسكرين» الذي تعتمده الأسرة الدولية، واضعة على قدم المساواة «الحكومة وزمرة محاربة».
من جانبه قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الاثيوبي ديميقي ميكونين إن الحكومة الفيدرالية ملتزمة باتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمنع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي من إيذاء شعب منطقتي أمهرا وعفر والوفاء بمسؤولياتها الدستورية.
وشدد وزير الخارجية الاثيوبي في إحاطة ادلى بها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ديميقي ميكونين لدبلوماسيين وممثلي المنظمات الدولية في أديس أبابا عن التطورات الحالية في إثيوبيا ، على أن الموجة الأخيرة من الهجمات التي شنتها الجبهة الشعبية لتحرير تغيراي، في الـ 23 أغسطس 2022 ضد منطقتي أمهرا وعفر غير مقبولة.
وقال ” أن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وضعت شروط لعملية السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي وتصعيد الأعمال العدائية، وأضاف ديميكي ” أن الحكومة الإثيوبية ملتزمة بتحقيق السلام في المنطقة.
وأوضح أن حكومة إثيوبيا تتخذ تدابير ضد الجبهة بأقصى درجات الحذر لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين وتنبههم بالابتعاد عن المنشآت العسكرية، حيث عادت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بأعمالها العدائية وشنت هجوم مرة اخرى لتهاجم نفس البلدات المجاورة في منطقتي أمهرا وعفر، ونزح وقُتل مدنيين ودمرت البنية التحتية في تلك المنطقة.
وقال نائب رئيس الوزراء أن جماعة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي تتبع تكتيكات الضحية، بما في ذلك إلقاء اللوم على الحكومة وشيطنتها، على الرغم من ذلك ستواصل الحكومة الإثيوبية على الوفاء بالتزاماتها الدستورية لحماية حياة جميع الإثيوبيين وسبل عيشهم.
»» مئات الجنود الاثيوبيين في قوات حفظ السلام الدولية يطلبون اللجوء
قدم المئات من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المنحدرين من إقليم تيجراي الإثيوبية، طلبات لجوء ، رافضين العودة إلى إثيوبيا بسبب مخاوف على سلامتهم.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن الاشارة اليومية لمكتب إسكان اللاجئين بولاية القضارف كشفت عن ارتفاع عدد طالبي اللجوء من قوات حفظ السلام الي (٦٤٩) فرد من عرقية التيجراي بمعسكر ام قرقور .
وبحسب الإشارة اليومية لمكتب إسكان ولاية القضارف للاجئين اليوم انه تم الفحص القانوني لعدد (٢٤٧) من العدد الكلي بأم قرقور وتم منحهم صفة اللجوء .
كما كشفت الإشارة عن وجود عدد (٣٣٣) من اللاجئين التيجراي متواجدين بمعسكر المدينة (٦) بالدمازين في انتظار الترحيل الي المعسكرات الدائمة بشرق السودان بجانب وجود عدد (٣١) فرد من قبيلة الكمنت بمعسكر ام راكوبة في الانتظار للترحيل الي معسكر بابكري فضلا عن وجود (٢٥) ارتري بأم راكوبة ايضا في الانتظار للترحيل الي الشجراب .
وبينت الإشارة خلو كافة مراكز الاستقبال الحدودية مع اثيوبيا بكل من المدينة (٨) وحمدايت والقلابات وتايا من تسجيل اي دخول جديد للاجئين .
جدير بالذكر أن السودان سبق أن طلب استبدال قوات حفظ السلام الإثيوبية بقوات متعددة الجنسيات .
وأكد متحدث باسم الأمم المتحدة أن بعض القوات الإثيوبية طلبت الحصول على حماية دولية في السودان .