وفاة أسطورة كرة القدم المالية والأفريقية ساليف كيتا
توفي أسطورة كرة القدم الأفريقية، المالي ساليف كيتا، اليوم السبت، عن عمر يناهز 76 عامًا، وهو الحائز على أول نسخة من جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب أفريقي عام 1970.
وعرف كيتا، الملقب “بالنمر الأسود”، توهجًا خلال المواسم الخمسة التي لعبها بألوان فريق سانت إيتيان الفرنسي بين عامي 1967 و1972؛ إذ تمكن خلالها من توقيع 185 هدفًا في 140 مباراة فقط خاضها مع الفريق الأخضر.
وأسهم الأسطورة المالية في الإنجازات الكبيرة التي حققها فريق سانت إيتيان في حقبة نهاية الستينيات وبداية السبعينيات؛ حيث قاده لبسط سيطرته وتحقيق ثلاثة ألقاب للبطولة الفرنسية أعوام (1968، 1969، 1970).
وعلى الصعيد الشخصي، حصل كيتا على الحذاء الفضي لثاني هداف في البطولات الأوروبية برصيد 42 هدفًا خلال موسم 1972. كما كان محبوبًا في موطنه بمالي؛ بسبب موهبته الكبيرة، فقد صار أصغر لاعب دولي في تاريخ نسور مالي؛ إذ تم استدعاؤه للمرة الأولى في عام 1963 عندما كان عمره 16 عامًا فقط.
وقد عرف التألق في بداياته مع ناديي ريال باماكو وستاد مالي، لكنه لم يكن محظوظًا مرتين على التوالي حيث خسر نهائي كأس أفريقيا للأندية البطلة عام 1965 مع ستاد مالي وعام 1966 مع ريال باماكو. كما خسر أيضًا نهائي كأس الأمم الأفريقية 1972 مع منتخب مالي أمام الكونغو برازافيل.
قصة احتراف كيتا خارج مالي كانت مثيرة؛ إذ قال عن ذلك في حديث لصحيفة “ليكيب” الفرنسية عام 2014: “أصبح رحيلي إلى فرنسا معروفًا. ولأنني كنت أخشى ألا يسمحوا لي بمغادرة مالي، قررت أن أستقل طائرة إلى مونروفيا عاصمة ليبيريا، وقبل وصولي إلى هناك، عبرت كوت ديفوار في صندوق سيارة”.
وبعد اعتزاله الكرة عاد كيتا إلى بلده مالي واستثمر في قطاع الفنادق وعمل في أحد البنوك المحلية، كما عمل مديرًا فنيًا في الاتحاد المالي لكرة القدم قبل أن يتم انتخابه رئيسًا له لفترة أربع سنوات. ولأنه لم يجد دعمًا لخطته في تطوير كرة القدم المالية من خلال إنشاء مراكز تدريب مستوحاة من النماذج الأوروبية، قرر الانسحاب وكرس نفسه لإنشاء مركز تدريب ساليف كيتا عام 1994. وهي المدرسة التي باتت مشهورة بعد ذلك وتخرج منها العديد من المواهب، لعل أشهرهم لاعب برشلونة السابق ابن أخيه سيدو كيتا.