أخبار عاجلةاقتصاد افريقي

” فوكاك ” ينطلق اليوم .. والرئيس الصيني: نتبع مبدأ “التقارب” لتعزيز الصداقة الدائمة مع أفريقيا

 

 

أكد الرئيس الصيني، “شي جين بينج”، أن بلاده تتبع مبدأ التقارب لتعزيز الصداقة الدائمة مع أفريقيا، وقال إن “العلاقة بين الصين وأفريقيا لم تُبنَ بين عشية وضحاها”.

وأضاف الرئيس “شي بينج”، بحسب وكالة أنباء (شينخوا) الصينية اليوم، أن الصين وأفريقيا “قريبتان من بعضهما كالعائلة الواحدة”، مستشهدا بمشاريع التعاون بين الجانبين، وذكر منها بناء سكة حديد تنزانيا- زامبيا (تازارا) في السبعينيات، والتي رأى أنها تعد “رمزا قويا للعلاقة الوثيقة” بين الصين وأفريقيا.

وتطرق الرئيس الصيني إلى جهود الصين في تقديم المساعدة لأفريقيا، مثل استجابتها السريعة لتفشي فيروس /إيبولا/ غرب أفريقيا عام 2014، حيث قدمت بكين المواد الضرورية لمكافحة الوباء وبنت مراكز لعلاج الأمراض المعدية للمساعدة في إنقاذ حياة الناس.

وتنطلق   اليوم، أعمال قمة “التكاتف لتعزيز التحديث وبناء مجتمع صيني-أفريقي رفيع المستوي بمستقبل مشترك” والتي تستضيفها الصين بمشاركة زعماء وقادة الدول الأفريقية والصين وقد وضعت الصين والدول الأفريقية في هذا الإطار رؤية حتى عام 2035 بهدف تحديد اتجاهات وأهداف التعاون على المدى المتوسط والطويل وتعزيز مجتمع أفضل من خلال مستقبل مشترك للصين وأفريقيا.

وتعد الصين ثاني اقتصاد في العالم وأكبر شريك تجاري لأفريقيا، وقد بلغت التجارة الثنائية 167.8 مليار دولار في النصف الأول من هذا العام، وفق الإعلام الرسمي الصيني.

ووضعت الصين والدول الأفريقية في هذا الاطار رؤية حتى عام 2035 بهدف تحديد اتجاهات وأهداف التعاون على المدى المتوسط والطويل وتعزيز مجتمع أوثق بمستقبل مشترك للصين وأفريقيا.

وأكدت الرؤية على أن الصين تعد شريكا مهما لأجندة التنمية الأفريقية وتدعم مشروعات الاتحاد الأفريقي حتي عام 2063 وتولي اهتماما بتعزيز الشراكة بين الصين وأفريقيا في إطار مبادرة الحزام والطريق وتتبنى مبدأ التشاور الشامل والمساهمة المشتركة والمنفعة المشتركة وفلسفة التعاون الأخضر والمنفتح والنظيف في تعاونها مع أفريقيا .

وأوضحت أن الصين وأفريقيا ستعملان على ضمان التآزر بين مبادرة الحزام والطريق وأجندة التنمية الأفريقية والاستفادة من الدور القيادي لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي لتعزيز التعاون التقليدي واستكشاف مجالات التعاون الناشئة وترقية التعاون الثنائي بشكل أسرع وبجودة وكفاءة أكبر لصالح شعوب الأفريقية والصينية فضلا عن العمل علي الاتقاء بالتعاون العملي إلى مستوى جديد من أجل المصالح المشتركة للصين وأفريقيا .

وأفادت الرؤية الصينية – الأفريقية بأنها ترتكز على أن تصل التجارة بين الصين وأفريقيا إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2035، وأن تعمل بكين على زيادة القدرة التصديرية للدول الأفريقية وتعزيز التعاون معها في فحص المنتجات الزراعية والأغذية، وتسريع عملية الحجر الصحي، وزيادة الواردات الصينية من المنتجات الأفريقية.

وأضافت أن بكين تعتزم مساعدة الدول الأفريقية على تطوير العلامات التجارية “صنع في أفريقيا” والاندماج في سلاسل الصناعة والتوريد العالمية من خلال دعمها لإقامة وتحسين نظام المعايير الفنية للجودة وتقديم خبرتها لمساعدة الدول الأفريقية على تعزيز القدرة التنافسية لقطاع الصناعة، وتنشيط القطاع الخاص وخلق المزيد من فرص العمل.

كما أن الصين ستشارك بنشاط في تطوير منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وتعزيز التعاون في مجال البنية التحتية خاصة تطوير السكك الحديدية الأفريقية والطرق السريعة والشحن والموانئ والخطوط الجوية وشبكة الاتصالات، فضلا عن سعي بكين لتطوير مجال الزراعة الحديثة الذي يتضمن إقامة نظام متكامل للزراعة والمعالجة والتخزين والخدمات اللوجستية، وتعزيز قدرات الأمن الغذائي وتحسين السلامة والقيمة المضافة للمنتجات الزراعية والغذائية الأفريقية.

وأشارت الرؤية إلى دعم التوسع في الاستثمار بين الجانبين حيث تعتزم الصين أن تصل استثماراتها إلى 60 مليار دولار بحلول عام 2035 والتي يتم استثمارها في مجالات الزراعة والتصنيع والبنية التحتية وحماية البيئة والاقتصاد الأزرق والرقمي، مؤكدة اهتمام بكين بدعم تطوير مناطق التعاون الاقتصادي والتجاري ودعم جهود تحسين بيئة الأعمال وزيادة توطين الشركات الصينية في أفريقيا.

وأفادت بأن الجانبين الصيني والأفريقي يوليان اهتماما بالتوسع في التعاون بمجالات تكنولوجيا الجيل الخامس، والإنترنت عبر الأقمار الصناعية، والبيانات الضخمة، والتجارة الإلكترونية، والمدينة الذكية، والطيران والملاحة الفضائية، وتطبيق الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية فضلا عن العمل علي تطوير نموذج جديد للنمو الأخضر بشكل مشترك من أجل التنمية البيئية المشتركة بين الصين وأفريقيا.

وأكدت الرؤية اهتمام بكين بزيادة نسبة الطاقة الكهرومائية والنووية والطاقات النظيفة مثل الطاقة الشمسية والرياح والغاز وغيرها على أساس مستوى التنمية واحتياجات الطاقة في الدول، وتوفير إمدادات طاقة مستقرة وبأسعار معقولة ودعم تطوير صناعة الطاقة الكهروضوئية.

وعلاوة على ذلك، تدعم الصين أفريقيا في تطوير الاقتصاد الدائري والتمويل الأخضر، وتعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة وتحسين قدرات التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون والدائرية، وإقامة نظام اقتصادي يتميز بالتنمية الخضراء ومنخفض الكربون.

وأكدت الرؤية الصينية – الأفريقية أهمية إقامة علاقات تعاون ثنائية ومتعددة الأطراف بشكل أوثق على جميع المستويات من خلال تعميق الصداقة التقليدية وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتنسيق السياسات بشكل أفضل في مجالات مثل التجارة والاستثمار والتنمية الصناعية والاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون ورفاهية الناس وصحتهم والتبادلات الثقافية والشعبية والسلام والأمن والشؤون الدولية.

كما أكدت الرؤية أن الصين وأفريقيا ستصبحان قوتين رئيسيتين لتحسين الحوكمة العالمية وحماية العدالة والإنصاف الدوليين، وتعزيز الاتصالات والتنسيق في ساحات مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والعمل بشكل مشترك على زيادة اهتمام المجتمع الدولي بأفريقيا ودعمها في أن تلعب دورا أكثر نشاطا في الحوكمة العالمية والمشاركة بشكل أكبر في إدارة الشؤون الدولية.

وفي اطار التحضير للمنتدي عقد المؤتمر الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) اليوم (الثلاثاء) في بكين، ما وضع الأساس لقمة فوكاك المقبلة في بكين.

وشارك في الاجتماع أكثر من 300 شخص، من بينهم وزراء خارجية ووزراء اقتصاد من 53 دولة إفريقية عضو في فوكاك، وممثلون من الاتحاد الإفريقي ومنظمات إقليمية ودولية أخرى.

وتناول المؤتمر تنفيذ نتائج المؤتمر الوزاري الثامن لـ فوكاك في 2021، ونتائج التعاون الإنمائي بين الصين وإفريقيا، والمساعدات التي قدمتها الصين إلى إفريقيا، كما استعرض واعتمد أيضا جدول أعمال ومسودة وثيقة نتائج للقمة المقبلة.

وقال وزير الخارجية الصيني وانج يي في المؤتمر إن نهضة الجنوب العالمي متمثلة في الصين وإفريقيا تؤثر بعمق على تنمية المجتمع البشري.

وأضاف وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أن هذه القمة ستشكل بالتأكيد معلما جديدا للجنوب العالمي للمضي قدما نحو التحديث بشكل مشترك.

وفي معرض إشارته إلى أنه منذ انعقاد المؤتمر الوزاري الثامن لـ فوكاك قبل ثلاثة أعوام، تم الارتقاء ببناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وإفريقيا إلى مستوى جديد، مضيفا أن الجانبين عملا معا على تعزيز الارتباطية، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا لمدة 15 عاما متتالية.

وأضاف أن الصين وإفريقيا حشدتا جهودهما لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الحضارة العالمية ومبادرة الأمن العالمي.

وأشار وانغ إلى أن التضامن والتنسيق على نحو أقوى بين الـ2.8 مليار صيني وإفريقي من شأنه بالتأكيد أن يضخ زخما جديدا في تعاون الجنوب العالمي.

وخلال المؤتمر، قال ممثلو الدول الإفريقية إن الجانب الإفريقي سيعمل بشكل وثيق مع الصين من أجل إنجاح هذه القمة.

وأعربوا عن استعدادهم لتعميق التعاون الشامل مع الصين من أجل تحقيق تنمية ورخاء مشتركين.

وعلم موقع ” افرو نيوز 24 ” أنه من المقرر أن يصدر عن منتدى التعاون الصيني الأفريقي , خطة عمل بكين (2025-2027) تحت عنوان (المشروع المشترك بين الصين وأفريقيا) .

وترتكز خطة عمل بكين علي عدد من محاور التعاون بين الصين والدول الأفريقي علي رأسها  التعاون السياسي والسلامي والأمني , والزيارات والحوار رفيع المستوى , التعاون بين الأحزاب السياسية والهيئات التشريعية والهيئات الاستشارية والحكومات المحلية , إضافة الي التعاون في مجال السلام والأمن , و التعاون في الشؤون الدولية.

ومن ضمن المبادئ التي ترتكز عليها خطة بكين , التعاون في مجال مكافحة الفساد , والتعاون بين الحزام والطريق و اجندة  2063 للاتحاد الأفريقي.

وإعطاء الأولوية للبنى التحتية والاتصال , والاستثمار والتعاون الصناعي وسلسلة التوريد , والتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا وتبادل المعرفة , وتسريع التحديث الزراعي في أفريقيا , والتعاون الزراعي ونقل التكنولوجيا , والحد من الفقر والتنمية الريفية  ,والأمن الغذائي , ودعم التصنيع في أفريقيا، الطاقة والتجارة كأولوية , التعاون في مجال الطاقة , تسهيل التجارة البينية , وتطوير البنية التحتية

 

إقرأ المزيد :

نيابة عن الرئيس السيسي .. « مدبولي »  يتوجه إلى بكين للمشاركة في منتدى التعاون الصيني-الأفريقي “فوكاك” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »