كينيا .. الكينيون يحبسون أنفاسهم غدا ترقبا لحكم المحكمة العليا بشأن الانتخابات الرئاسية
يترقب الشعب الكيني غدا الاثنين حكم المحكمة الكينية العليا بشأن الطعن الذي قدمة المرشح الرئاسي رايلا أودينجا ، اعتراضا علي نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت في ٩ أغسطس الماضي .
وينظر الكثيرين إلى الحكم القضائي المرتقب من المحكمة الكينية العليا على أنه اختبار للديمقراطية في البلد صاحبة الاقتصاد الأكبر في شرق أفريقيا.
كان أودينجا أكد أنه سيطعن في نتيجة الانتخابات الرئاسية “بجميع الخيارات القانونية”، وذلك في أعقاب إعلان فوز نائب الرئيس الكيني ويليام روتو بالرئاسة .
ووصف أودينجا في مؤتمر صحفي عقده عقب إعلان نتائج عمليات فرز الأصوات ، ما حدث بأنه “تجاهل صارخ للدستور.”
وكان رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات، وافولا تشيبوكاتي، قد أعلن أمس فوز روتو بحصوله تقريبا على 50.5% من الأصوات، متغلبا على منافسه أودينجا الذي حصل على حوالي 49%.
ومعسكر أودينجا ليس الجهة الوحيدة التي اعترضت على النتائج، إذ احتج عليها، في تطوّر يثير الاستغراب، أربعة من المفوضين السبعة في الهيئة الانتخابية التي أشرفت على الاستحقاق.
وقال أودينجا البالغ 77 عاما في مقر إقامته في نيروبي بعد لقائه مسؤولين دينيين “نريد إحقاق العدالة لكي يعم السلام”.
واضاف ” قرّرنا اتّباع القانون واللجوء إلى المحكمة العليا لطرح ما لدينا من أدلة لكي نبيّن أن ما جرى لم يكن انتخابا بل مهزلة”.
وتابع أودينجا “نحن نفعل ذلك للدفاع عن ديموقراطية بلادنا التي ناضل كثر من أجلها”.
ويأتي الإعلان بعد أن انسحب أربعة من مفوضي لجنة الانتخابات السبعة من مركز الفرز الوطني، وعقدوا مؤتمرًا صحفيًا قصيرًا في أحد فنادق نيروبي معلنين فيه تبرؤهم من النتائج.
وبهزيمته في انتخابات التاسع من أغسطس يكون السياسي الكيني المخضرم قد خسر الاستحقاقات الرئاسية الخمسة التي خاضها ، على الرغم من أنه حظي في الاستحقاق الأخير بتأييد الرئيس المنتهية ولايته أوهورو كينياتا ودعم حزبه الحاكم.
يذكر أن كل الاستحقاقات الرئاسية في كينيا منذ العام 2002 شهدت احتجاجات على النتائج، وقد أدت النزاعات التي نجمت عن ذلك إلى أعمال عنف دامية.
ففي أغسطس 2017 ألغت المحكمة العليا الانتخابات بعدما رفض أودينجا الاعتراف بفوز كينياتا.
وشهدت كينيا على الأثر احتجاجات مقتل عشرات الكينيين.
كما شهدت كينيا في العام 2007 أسوأ أعمال عنف اندلعت على خلفية استحقاق انتخابي، إذ قضى حينها أكثر من 1100 شخص في أعمال عنف بين قبائل متنافسة.
وفي الانتخابات الأخيرة كان من حق ٢٢ مليون كيني التصويت فيها .
ونافس في الانتخابات ٤ مرشحين علي منصب رئيس الجمهورية ، ونشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرا عن المرشحين الرئاسيين في كينيا ، وهم : ويليام روتو ، 55 عامًا ، نائب الرئيس الحالي ، ورايلا أودينجا ، 77 عامًا ، هو زعيم المعارضة المخضرم المدعوم الآن من الرئيس الحالي كينياتا وخاض الانتخابات تحت تحالف Azimio la Umoja-One Kenya.
وسبق أن خسر أودينجا في سباق الر ئاسة في الانتخابات التي جرت في أعوام 1997 و 2007 و 2013 و 2017 ، والمرشح الثالث في السباق الرئاسي ، كان المحامي جورج واجاكوياه ، 63 عامًا .
أما المرشح الرابع في السباق الرئاسي فق كان ديفيد موور ، 65 عامًا ، محامٍ كبير .
وجرت الإنتخاب 46229 مركز اقتراع تمو الإدلاء بالأصوات بها في جميع أنحاء كينيا .
و٥ سنوات هي مدة ولاية الرئيس .
واختار الكينيون في الانتخابات الأخيرة 47 حاكم مقاطعة و 47 عضوًا في مجلس الشيوخ و 47 امرأة نائبة و 290 عضوًا في البرلمان و 1450 عضوًا في مجلس المحافظة ، من بين 16100 مرشح .
وتولي ١٥٠ ألف رجل شرطة كيني مسؤولية تأمين عملية التصويت .
وحظيت الانتخابات الكينية برقابة افريقية ودولية ، خاصة من الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي .