أفريقيا..تسعى لخفض الفائدة على الديون التي تصل لـ14% كجزء من مبادرة “بريدجتاون”
جوتيريش: أفريقيا تدفع فائدة 4 أضعاف ما تدفعه امريكا و8 أضعاف ما تدفعه أغنى دول أوروبا
دعت دول قارة أفريقيا في قمة المناخ الإفريقية المنعقدة في نيروبي، كينيا، اليوم الثلاثاء 5 سبتمبر إلى خفض أسعار الفائدة على الديون للتكيف مع أزمة المناخ، تأتي هذه الدعوة كجزءاً من مبادرة “بريدجتاون”، وهي مقترح لإصلاح عالم تمويل التنمية، وخاصة فيما يتعلق بكيفية مساعدة الدول الغنية للدول الفقيرة على التعامل مع تغير المناخ والتكيف معه.
وتعتبر مبادرة “بريدجتاون”، التي تقودها رئيسة بربادوس ميا موتلي، مقترح من ثلاث خطوات يسعى إلى تحويل النظام المالي العالمي الحالي، فالدول الغنية قادرة على الاقتراض بمعدلات فائدة تتراوح بين 1% و4%، لكنها تصل إلى 14% للدول الفقيرة، تقترح مبادرة “بريدجتاون” إنشاء أدوات جديدة وإصلاح المؤسسات القائمة لتمويل القدرة على التكيف مع تغير المناخ وأهداف التنمية المستدامة.
ويحدد التقرير ثلاث طرق لتغيير كيفية عمل تمويل التنمية، من خلال تشجيع الاستثمار من القطاع الخاص لإطلاق العنان للأموال المناخية للدول النامية.
الأول: يتضمن تغيير بعض الشروط المتعلقة بكيفية إقراض التمويل وسداده، فعلى سبيل المثال، فإن تعليق مدفوعات الفائدة على التمويل أثناء قيام دولة ما بمعالجة جائحة أو كارثة طبيعية من شأنه أن يمنح تلك الدولة مساحة لالتقاط الأنفاس للاستثمار في إعادة البناء.
ثانيا: تتطلب المبادرة من بنوك التنمية تقديم قروض إضافية بقيمة تريليون دولار للدول النامية من أجل القدرة على التكيف مع تغير المناخ. وينبغي أن يشمل ذلك الإقراض المخفض،
ثالثا : في إنشاء آلية جديدة ــ بدعم من القطاع الخاص ــ لتمويل جهود التخفيف من آثار تغير المناخ وإعادة البناء بعد وقوع كارثة مناخية.
وفي كلمته أمام القمة، قال الرئيس بول كاجامي إن مبادرة “بريدجتاون” التي يقودها رئيس وزراء بربادوس تستحق الدراسة والاهتمام الجاد.
وقال: “على الرغم من وجود علامة جيدة على أن المجتمع الدولي يأخذ على محمل الجد جوهر إصلاح هيكلنا المالي العالمي، إلا أنه لا يزال هناك مجال للتحسين”
وقال كاجامي إن أي تغيير هيكلي ذي معنى يجب أن يفضل إعادة هيكلة الديون وخفض أسعار الفائدة، مشيراً الي إنه لتعبئة التمويل المناخي، أطلقت رواندا Ireme Invest، وهو مرفق للاستثمار الأخضر.
وحتى الآن، تم حشد أكثر من 200 مليون دولار من الشركاء المحليين والدوليين بما في ذلك بنك الاستثمار الأوروبي وصندوق المناخ الأخضر.
النظام المالي العالمي غير العادل
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الوقت قد حان لجمع الدول الأفريقية مع الدول المتقدمة والمؤسسات المالية والشركات التكنولوجية لإنشاء تحالف أفريقي حقيقي للطاقة المتجددة، قائلاً إن أفريقيا لم تتلق سوى 2٪ من الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة، على مدى العقدين الماضيين.
وقال: “وكل ذلك يتطلب معالجة ظلم آخر: النظام المالي العالمي الذي عفا عليه الزمن وغير العادل والمختل” وفي المتوسط، تدفع الدول الإفريقية مقابل الاقتراض أربعة أضعاف ما تدفعه الولايات المتحدة – وثمانية أضعاف ما تدفعه أغنى الدول الأوروبية”.
وقال أسياس أفورقي، رئيس إريتريا: “يجب على أفريقيا أن تحشد مواردها الخاصة بدلاً من مد الأيدي للمنح التي قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الحالي. إن تعبئة مواردنا ستمكننا وتحفزنا على الإبداع على مستوى القارة. وإنني أحث الجميع على عدم الانجذاب إلى المليارات التي وعد بها من يسمون بالمانحين. يجب علينا حشد مواردنا الخاصة والابتعاد عن هذه التبعية التي ستضر بالتأكيد بكل شيء في القارة.
وقال الرئيس الكيني ويليام روتو إن القمة مخصصة حصريا لتحويل الإمكانات إلى فرص، وأضاف قائلاً: “إننا نخسر بالفعل ما بين 5 إلى 15% من نمو الناتج المحلي الإجمالي لدينا كل عام بسبب الآثار السلبية لتغير المناخ“.
وقال موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، إن تمويل التكيف في أفريقيا ضروري بالنظر إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية بنسبة 34% منذ عام 1961 بسبب تغير المناخ، مما يضغط على النظم الغذائية في أفريقيا، وأضاف: “على سبيل المثال، في موسم 2022/2023، تضرر نحو 18 مليون شخص من الجفاف في منطقة القرن الأفريقي وحدها”.
من جانبه قال رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفي مدبولي، أن القمة تأتي في الوقت الذي يشهدُ فيه عالمُنا، وبصفة خاصة قارتُنا الأفريقية زيادة في وتيرة التبعات السلبية المُقترنة بالتغيرات المُناخية من موجات جفاف بالقرن الإفريقي ومنطقة الساحل، إلى حرائق غابات بالمغرب العربي، ومن أعاصير قاتلة بالجنوب الأفريقي، إلى زيادة في درجة حرارة المحيطات وارتفاع سطح البحر بشواطئ مصر والدول الأفريقية المُتوسطية، وكلها تُؤَثِّر بصورة مُباشرة في استدامة المعيشة وتُمثل ضُغوطاً جديدة ومُتزايدة على مجتمعاتنا وعلى بلداننا الإفريقية.
وأكد إن مصرَ ومن مُنطلق التزامها بالمساهمة الفعّالة في الجهد الدولي لمواجهة والتعامل مع التغيرات المناخية، عملت بشكل حثيث على الخروج بنتائج ملموسة في مؤتمر شرم الشيخ cop 27 تُسهم في الانتقال إلى مرحلة التنفيذ الفعلية عبر تسريع وتيرة تنفيذ الإجراءات والمشروعات على أرض الواقع، وتتعامل مع مطالب الدول النامية بتحقيق العدالة المناخية وتعزيز الجهد الدولي للتحول العادل والسريع للاقتصاد مُنخفض الانبعاثات والقادر على التعامل مع آثار تغير المناخ.
وأضاف رئيس الوزراء المصري : أن مصر كرئيس للمُؤتمر حرضت على أن تكون شرم الشيخ محطة مهمة لتسليط الضوء على خُصوصية الاحتياجات والظروف الأفريقية في سياق الاستجابة للخطر الوجودي لتغير المُناخ.
وقال: في ذات السياق، يأتي مؤتمرنا اليوم ليؤكد التزام قارتنا الأفريقية بتحقيق التحول العادل للاقتصاد الأخضر، ويدعم المطالب المشروعة بالحصول على نصيب عادل من الدعم المالي والتقني، ومن تدفقات الاستثمارات الدولية بما يسمح بالاستفادة من الإمكانات الهائلة والموارد المتميزة في قارتنا الأفريقية، ليس فقط لتمويل مشروعات خفض الانبعاثات ولكن أيضاً لمشروعات التكيف وبناء القدرة على الصمود، بالإضافة إلى توفير دعم الدول النامية لمواجهة الخسائر والأضرار المرتبطة بالمناخ، وأؤكد في هذا الصدد على الدور الهام والمحوري الذي تقوم به لجنة رؤساء الدول والحُكومات الأفارقة، ومجلس وزراء البيئة الأفارقة، ومجموعة المُفاوضين الأفارقة في تسليط الضوء على أولوياتنا الأفريقية في مُواجهة تغير المُناخ وتبعاته.
وأشار إلى أن محور التوسع في الطاقة النظيفة ومصادر الطاقة الجديدة والمُتجددة يقع في قلب النموذج التنموي الجديد، وهو ما رحّبَتْ به دول القارة وتَرْجَمَتْهُ في تعهداتها الوطنية بالتوسع في الطاقة المتجددة، وتحفلُ قارتُنا بالأمثلة المُبِشِّرة والمُلهِمة، بما في ذلك في مصر التي وصلت لنحو ٢٠ بالمائة من إنتاج الطاقة من المصادر المُتجددة ساعية للوصول إلي ٤٢٪ بحلول عام ٢٠٣٠.
رؤية الإمارات لمؤتمر COP28
وأشار رئيس الوزراء المصري الي الرؤية التي طرحتَها الرئاسة الإماراتية لمؤتمر COP28 من خلال الدكتور سلطان الجابر حول مستقبل الانتقال للطاقة المتجددة، وهي رؤية تعكس بوضوح الطموح المطلوب وسيكون لها دور بالتأكيد في إنجاح مخرجات مؤتمر COP28 وتلبيته توقعات أفريقيا والعالم النامي، مؤكداً علي أن النفاذُ للتمويل يظل هو عُنق الزجاجة الذي يُواجه أفريقيا والدول النامية من أجل تحويل خططها وأحلامها إلى واقع مُعاش يُسهم في مُعالجة الأزمة المُناخية وفي نفس الوقت لا يَمَسُّ بمسيرتها التنموية أو يُثقِل من ديونها.
وقال إن اجتماعنا اليوم يمثل فرصة ممتازة لتناول موضوعات تمويل المناخ، وتتمحور رؤية مصر في هذا الصدد حول عدد من النقاط تتمثل في ضرورة إعادة النظر في أدوات التمويل المُتاحة حالياً والتحول إلى التمويل المُيَسَّر والمِنح لتسريع وتيرة التحول المطلوب وأهمية مراجعة معايير تدفُق الاستثمارات لضمان حصول القارة الأفريقية على نصيبها العادل من التمويل والتأكيد على أن تمويل المناخ وهو تمويل جديد وإضافي وليس سحباً من مُخصصات الدعم التنموي، وضرورة العمل على تفعيل آلية واحدة وفعّالة ومناسبة لإعادة استخدام الديون الحالية من خلال آلية فعّالة لتحويل الديون إلى تمويل المناخ.
وأضاف: فى هذا السياق، نتطلعُ لأن يُمثل مؤتمر دُبي المُقبل اختراقاً في تنفيذ تعهد الدول المتقدمة بتوفير 100 مليار دولار سنوياً لتمويل المناخ الذي لم يتم إدراكه رغم كونه ليس أكثر من التزام رمزي بالمسئولية التاريخية والمُشتركة ومُتباينة الآعباء.
إقرأ أيضا:-
غداً بدء فعاليات القمة الأمريكية الأفريقية السنوية بواشنطن ولمدة 3 أيام
آسيا العتروس تكتب .. ونصيبنا من القمة الصينية العربية؟ !..
دبلوماسيون ل(أ ش أ): مشاركة الرئيس السيسي بقمة نيروبي لدفع التنمية بأفريقيا وتعزيز سبل الاستقرار
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.