رغم مرور 10 سنوات علي رحيله: “رشيدي يقيني” لايزال في قلوب جماهير كرة القدم العالمية
>> هو الهداف التاريخي لنيجيريا وضمن أفضل 30 لاعباً في تاريخ أفريقيا
21 يونية عام 1994، تاريخ مشهود للقارة الافريقية في كرة القدم، في ذلك اليوم وقفت الجماهير العاشقة لكرة القدم عن بكرة أبيها رافعة الرأس بكل شموخ وعزة، وهي تشاهد الابداع والأبهار الذي قدمه ” النسور الخضر” منتخب نيجيريا في أولي مباراة لهم في كأس العالم بأمريكا عام 1994 أمام المنتخب البلغاري، الذي ظن أن منتخب نيجيريا لقمة سائغة سهلة، لكن وجد أمامه نسور مفترسة جسورة يتقدمهم قائد فذ أسمه” رشيدي يقيني” رأس الحربة الذي لم يستطع أحد إيقافه، فأوقف العالم كله إحتراماً وتقديراً ليس لنيجيريا فقط بل للقارة الافريقية بأكملها، عندما سجل أول أهداف نيجيريا في تاريخ نهائيات كأس العالم في مرمي البلغار، والي الآن يتذكر الكثيرون من ابناء القارة والعالم ممن عاشوا هذه اللحظات صرخات يقيني وهو ممسك بشباك المرمي البلغاري بعد تسجيله الهدف الاول.
لكن من هو ” رشيدي ياكيني” هو الهداف التاريخي لمنتخب نيجيريا، سجل 37 هدفا في 58 مباراة دولية خاضها مع “النسور الخضر، وأفضل لاعب في القارة السمراء، بدأ حياته الكروية جامع للكرات” في نادى يونايتد نيجيريان تكسلينز ، لكن في وقت قصير أصبح أهم لاعب بالفريق، وتنقل في عدد من الاندية الكبري في نيجيريا، ثم بدأ رحلة الاحتراف وكانت فى صفوف أفريكا سبور الإيفوارى، وثم انطلق إلى أندية القارة العجوز ليعيش أفضل فتراته الكروية، فلعب ضمن صفوف فيتوريا سيتوبال البرتغالى لمدة 4 مواسم، سجل خلالها 90 هدفاً فى 108 مباريات، وفاز بجائزة أفضل لاعب أفريقى فى موسمه الثالث عام 1993، ثم انتقل إلى أولمبياكوس اليونانى، ولعب معه أربع مباريات فقط، لأنه كان يتطلع للعب في الدورى الإسبانى وبالفعل ومن خلال بوابة نادي خيخون انتقل الي هناك ولعب فى صفوفه لمدة موسمين، ليعود إلى نادى فيتوريا سيوتال، قبل الانتقال إلى زيوريخ السويسرى الذى أحرز معه 14 هدفا فى 28 مباراة فى محطته الأوروبية الأخيرة، قبل العودة إلى القارة السمراء من بوابة البنزرتى التونسى موسم 1998/1999 ثم الانتقال إلى آسيا وخوض تجربة فى الشباب السعودي، ثم العودة إلى أفريكا سبور الإيفوارى وجوليوس بيرجر قبل أن يختتم مشواره فى ناد نيجيرى هو جيتواى إبيكوتا وهو فى عمر الـ43 عاما.
حتى إعلانه اعتزال كرة القدم، مر بالعديد من النجاحات والإنجازات وسطر خلالها التاريخ وصنع المجد لمنتخب بلاده، توج بالكرة الذهبية كأفضل لاعب فى القارة، واختارته مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية ضمن قائمة أفضل 30 لاعباً فى أفريقيا، فاستحق أن يكون أسطورة أفريقية، توج مع نيجيريا ببطولة أمم أفريقيا التى أقيمت فى تونس عام 1994، وحصل على لقب أفضل لاعب، وهداف البطولة برصيد خمسة أهداف.
ورغم هذه النجومية كان رشيدي يقيني رحمه الله رجلاً متديناً وملتزماً بتعاليم الإسلام، يداوم على الفرائض بعد التدريبات طيلة مسيرته الكروية، كما عرف عنه التواضع وعدم الظهور فى وسائل الإعلام، لكنه أصيب بمرض نفسي تم تشخيصه بثنائى القطب، فدخل فى حالات من الكآبة والتى فسرها البعض بأنها كانت سبباً فى وفاته، لذا فإننا لا نملك سوى احترام تلك الموهبة الكروية التى كتبت تاريخ نيجيريا فى المحافل الدولية، وتحولت إلى أسطورة كروية تستحق التكريم، و توفي رحمه الله يوم الجمعة الموافق 4 مايو من عام 2012 عن عمر ناهز 48 عاما، في مدينة إيبادان جنوب غربي نيجيريا.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.