دموع وزير زراعة بنين وصناعة الغزل والنسيج في مصر وأفريقيا
لازلت متأثراً بمشهد بكاء ودموع وزير الزراعة في دولة بنين، الدكتور جاستون دوسوهوي، عقب إعلان رئيس الدولة، أن بلاده أصبحت المصدر الاول لإنتاج القطن علي مستوي القارة الافريقية في عام 2019، فهذا مثال علي حب الاوطان والعمل علي رفعتها وتقدمها، أقول هذا وفي هذا التوقيت بالذات لأن مصر تستطيع أن تضرب عدة هصافير بحجر واحد ، فهي علي مقربة من إفتتاح مصنعاً للغزل والنسيج هو الأكبر في العالم، وهنا يطرح تساؤل مهم نفسه، من أين ستوفي مصر المواد الخام “القطن” لتشغيل هذه القلعة المهيبة؟ بالتأكيد ستكون الاجابة أننا سنتوسع في زراعة القطن وسنشجع المزراعين وندعمهم لزيادة الرقعة الزراعية بذلك المحصول الاستراتيجي المهم، وقد نوقف تصدير القطن في صورته الخام، لكن هذا الطرح غير كافٍ لأن المصانع المصرية القائمة حالياً تبلغ طاقتها الانتاجية اليومية قرابة الـ 200 طن يومياً من الغزل والنسيح، أضف إليها المصانع الجديدة التي من المفترض أن تنتج يومياً 30 طن يومياً لكل مصنع من المصنعين.
وستلجأ مصر حتماً الي إستيراد كميات كبيرة من القطن الخام، ثم تقوم بتصنيعها في صورة غزل ونسيج وإعادة تصديرها للعالم سواء في صورة منسوجات وغزل، أو في صورة ملابس جاهزة ومفروشات، لأنه من الصعب بل من رابع المستحيلات أن تقوم الدولة بتوجيه المزارعين لزراعة نحو 4 ملايين فدان لهذا المحصول الاستراتيجي، ولتشغيل هذه القلاع فإننا بحاجة الي كميات إضافية لتلبية حركه الانتاج .
هنا يجب علي متخذ القرار ضرورة التوجيه للإستيراد في الدول الافريقية، لخلق تبادل تجاري قوي يشعر به المواطن الافريقي، فلا يصح أن تتجه مصر الي البلدان الأخري وتترك الدول الافريقية، وبخاصة أن هناك نحو 35 دولة إفريقية منتجه للقطن ابتداء من بنين و بوركينا فاسو رقم 12 علي العالم التي تنتج 266 ألف طن من اجود انواع القطن طويل و متوسط التيله في العام انتهاءً بدولة موزمبيق التي تنتج قرابة 33 ألف طم سنوياً ، فعلي مصر التوجه إلي الأشقاء في افريقيا لعمل التكامل المنتظر
ويستطيع الجانب المصري بالتكامل مع الأشقاء الافارقة استيراد القطن وتصديره ملابس ومفروشات ، وبحسب تقرير حديث صادر عن الهيئة العامة للتحكيم واختبارات القطن، ارتفع حجم واردات مصر من القطن خلال موسم 2020/ 2021 لتسجل 92.7 ألف طن (ما يعادل 1.85 مليون قنطار قطن)، صحيح أن مصر تستورد حالياً كميات كبيرة من بعض البلدان الافريقية لكن نحتاج المزيد لأن سكان القارة يؤمنون بمبدأ تبادل المنفعة ولا يحترمون الدول والشعوب التي تنظر البهم علي أعتبارهم سوق لتصريف بضاعتهم فقط، ومن المهم أن يعي المصنع والمستورد المصري أن القطن الإفريقي من أهم وأشهر أنواع الأقطان في العالم حيث تتميز القارة بزراعة القطن طويل التيلة وبكميات تقدر ب 700 ألف طن سنويا بما نسبته 7% من إجمالي الإنتاج العالمي.
ووفقا لتقارير لوزارة الزراعة الأمريكية فإن هناك عشر دول إفريقية تتصدر الدول المنتجة للقطن الإفريقي وهي بنين ومالي وبوركينا فاسو وساحل العاج والكاميرون وتوجو وتشاد والسنغال وإفريقيا الوسطى والنيجر.
محمد مصطفي
جمعية شباب المصدرين والمستوردين الافارقة – تحت التأسيس
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.