الدكتورة أماني أبو زيد مفوضة الطاقة في الاتحاد الأفريقي في حوار مع « أفرو نيوز 24 » : أفريقيا في قلب الحل لقضايا المناخ في العالم
>> لا يعقل أنه في ظل هذه الظروف الاستثنائية أن تظل افريقيا ترزح تحت أعباء ووطأة الديون
>> الطاقة النظيفة بالنسبة لأفريقيا ليست خيارا وإنما حاجة أساسية
>> عدد من الدول الأفريقية تجاوزت فيها نسبة الطاقة المتجددة في الخليط الطاقي 90%
>> موضوع شبكات نقل الطاقة في غاية في الأهمية والحيوية لأن معظم شبكات الطاقة في القارة متآكله و متهالكة
>> الطاقة المفقودة في عملية نقل الطاقة تصل 30% و 40 %
>> مصر الدولة الوحيدة في القارة التي لديها أكفأ وأحدث شبكة نقل ذكية حديثة
>> الاتحاد الأفريقي يقوم بإعداد وتنفيذ أضخم سوق للطاقة في العالم وهو السوق الافريقي الموحد للطاقة
>> 90 % من سكان القارة يعتمدون علي الوسائل غير النظيفة في الطهي مثل الحطب أو الفحم
>> هناك نظرة مختلفة من الجانب الأفريقي نحو مواردنا المختلفة ومن حقنا استخدامها في تحقيق رفاهية الشعوب الأفريقية
>> نسعي لأن يكون للقطاع الخاص الأفريقي تواجداً كبيراً وأن يوسع نشاطاته داخل القارة
>> مصر تشهد صحوة كبيرة في مجال رقمنة الاجراءات
أكدت الدكتورة أماني أبو زيد مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي أن أفريقيا هي في قلب الحلول لقضايا المناخ في العالم .
وقالت الدكتورة أماني أبو زيد في حوار مع موقع « أفرو نيوز 24 » : إن الطاقة النظيفة بالنسبة لأفريقيا ليست خيارا وانما هي حاجة أساسية .
وأضافت ” أن مصر هي الدولة الوحيدة في القارة التي لديها أكفأ وأعلي شبكة نقل حديثة و ذكية للطاقة , مشيرة إلى أن مصر تشهد صحوة كبيرة في مجال رقمنة الاجراءات.
وفيما يلي نص الحوار :
>> من الواضح أن موضوع الطاقة النظيفة هيمن علي فعاليات قمة أفريقيا للمناخ .. وبرزت دعوات متكررة خاصة من جانب الأمين العام للأمم المتحدة لجعل أفريقيا قوة عظمي في مجال الطاقة النظيفة .. فكيف ترين هذه الدعوات ؟
- الحقيقة أن أهم الموضوعات التي كانت مطروحة من الجانب الافريقي في هذة القمة هي قضية « التمويل » الذي يسمح للقارة تنفيذ برامج التنمية وأيضا برامج المرتبطة بالمناخ علي المستوي القومي أو القاري ، فلا يعقل أنه في ظل هذه الظروف الاستثنائية أن تظل أفريقيا ترزح تحت أعباء ووطأة الديون الذي تتجاوز نسب فائدته أكثر من عشر أضعاف ما تتكبده مناطق أخري في العالم .
وبرزت أيضا خلال القمة دعوة أن القارة الأفريقية بها موارد طبيعة كثيرة وفي ذات الوقت قليلة انبعاثات الكربون ، وأيضا غابات استوائية تمتص الكربون بشكل كبير فيجب أخذ هذا الأمر في الاعتبار عند التقييم الإئتماني للقارة الافريقية لما تحظي به من مخزون لنا وللعالم يسمح بمواجهة التغيرات المناخية ، وكما ذكرت يلزم أيضا التمويل الكافي الذي لا ينتقص من التمويل الحالي بل يزيد عليه لمواجهة هذة الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم و تعيشها قارتنا تحديدا سواء كانت جراء الآثار السلبية للأزمات العالمية المتكررة التي نتعرض لها ، وأيضا ازمة المناخ التي زادت حدتها بشكل كبير جدا .
وخلال فعاليات القمة تحدث عدد كبير من المداخلات من جانب الاتحاد الأوروبي أو الشركاء الدوليين أو الأمم المتحدة عن أهمية الطاقة النظيفة ، والحقيقة أننا في القارة الأفريقية لنا رؤية أن القارة الافريقية تقوم بجهود كبيرة جدا لتنفيذ برامج الطاقة النظيفة في جميع أنحاء القارة بشكل يزيد عن ما يقوم به عدد من بلدان العالم المتقدم .
و الطاقة النظيفة بالنسبة لنا في أفريقيا ليست خيارا وانما هي حاجة أساسية لإستكمال بنية الطاقة التي تواكب الزيادة السكانية الكبيرة والاحتياجات التنموية للشعوب الافريقية . ولذلك أكد الموقف الافريقي الموحد علي استخدام كل ما لديها من موارد في سبيل تنفيذ برامج الطاقة وأن تكون هنالك طاقة تسع للجميع وتسمح بالتطور وتنفيذ برامج التنمية ، فنحن بصدد هذا الموضوع ونؤكد مرة أخري أن عدد من الدول الأفريقية تجاوزت فيها نسبة الطاقة المتجددة في الخليط الطاقي 90% مثل كينيا وكدول صناعيا كبيرة مثل مصر التي تجاوزت نسبة الطاقة المتجددة فيها 20% ، وهناك توجة لزيادة النسبة الي 40 % .
وهذه معدلات ضخمة جدا وأكد الموقف الأفريقي الموحد أيضا علي أن كل الدول الافريقية تحرص علي زيادة نسبة الطاقة المتجددة فلذلك اننا نرحب بالدعوة إلي الطاقة المتجددة ولكنها ليست بشئ جديد علينا ولا نحتاج التذكرة بها ولكننا بحاجة الي التوسع في تنفيذها.
ويستدعي تنفيذها: 1) تمويل قوي بشروط ميسرة ، 2) خبرات فنية متقدمة لأن كثير من مشاريع الطاقة مترتبة علي التكنولوجيا المتقدمة ولذلك نسعي إلي نقل هذه التكنولوجيا والتدريب ونقل الخبرات في هذا المجال
وهذا من ناحية توليد الطاقة ، ولكننا كاتحاد أفريقي وبالذات أنا موقفي المستمد من الموقف الأفريقي في كل الجلسات الخاصة بالطاقة أكدنا أن الموضوع لدينا ليس فقط توليد الطاقة ولكن أيضا أن الطاقة التي تولد تصل الي كل منزل وكل منشأة ولكل مصنع وبالتالي موضوع شبكات نقل الطاقة هو موضوع غاية في الأهمية والحيوية لأن معظم شبكات الطاقة في القارة متآكلة و متهالكة فتجد أن الطاقة المفقودة في عملية نقل الطاقة تصل 30% و 40 % من إجمالي الطاقة.
ربما مصر هي الدولة الوحيدة في القارة التي لديها أكفأ وأعلي شبكة نقل حديثة في القارة وهي شبكة ذكية بكل خطواتها وكل مراحلها وقد تم تنفيذها في السنوات الأخيرة وهي تحسب لمصر كنقلة عظيمة في مجال الطاقة فالموضوع ليس فقط توليد الطاقة ولكن الشبكات .. الشبكات التي تنقل الطاقة من مصادرها إلي المستخدم النهائي ، وهنا جدير بالذكر أن أذكر ان الاتحاد الأفريقي يقوم بإعداد وتنفيذ أضخم سوق للطاقة في العالم وهو السوق الافريقي الموحد للطاقة ويشتمل جزئية توليد الطاقة وأيضا نقل الطاقة وأيضا ال( last mile ) المصطلح الذي يدل علي الطاقة للمستخدم الأخير بما فيها أيضا الامور الخاصة بموائمة السياسات والضوابط الخاصة بالطاقة في القارة الأفريقية كلها ليصبح هناك عملية نقل وتبادل الطاقة بين المصدر والمستخدم بشكل سلس .
والجزئية الثالثة التي أكدنا عليها كاتحاد أفريقي و أفارقة بشكل عام هي جزئية « سلاسل القيمة » جزء منها كبير يتم تنفيذه في القارة بمعني أن لا نكتفي بتوليد الطاقة أو تصنيع الهيدروجين الأخضر بغرض التصدير ولكن أيضا بغرض الاستخدام المحلي وأن يكون هناك سلاسل القيمة ومصانع وصناعات قائمة علي هذة التكنولوجيات الجديدة مثل الهيدروجين الأخضر والسماد الأخضر وأيضا الصلب الأخضر المصنعين من خلاله ( الهيدروجين الأخضر ) فلابد أن تجد سلاسل القيمة هذه طريقها للقارة حتي يكون هناك قيمة مضافة حقيقة داخل بلادنا وتشغيل وعمالة ونقل خبرات وتكنولوجيا لنا ولا نكتفي بتصدير الخام .
مشروعات الاتحاد الإفريقي
>> وما الدور الذي تقوم به مفوضية الطاقة بالاتحاد الأفريقي لدعم وتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة في الدول الأفريقية ؟
- مشروعات الاتحاد الإفريقي في مجال الطاقة كبيرة جداً، وعلي رأس تلك المشروعات « البرنامج الإفريقي لتطوير البنية التحتية في القارة الإفريقية » ، وهو مشروع عشري بمعني أن يتم تنفيذه علي مدي عشر سنوات، وهو مشروع يشتمل علي 70 مشروع إقليمي في جميع أقاليم القاره سواء في شرق أو غرب أو شمال أو وسط أو جنوب إفريقيا، و أيضا عابر للقارة وهذه البرنامج يشتمل علي مشروعات الطاقة المتجددة، و أيضاً النقل والرقمنة و المياه.
لدينا أيضا « البرنامج الإفريقي للطاقة المتجددة » وهذه البرنامج تم نشأته من خلال لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة ، ومصر هي الحقيقة تمثل إقليم الشمال في هذه المبادرة الضخمة الخاصة بالطاقة المتجددة.
الاتحاد الإفريقي أيضا يقوم بتنفيذ مشروع ضخم جداً وهو في الحقيقة يضم عدة مشروعات ، منها في شرق قارة إفريقيا يعتمد علي توليد الطاقة من الطاقة الكامنة،في باطن الأرض التي يطلق عليها “GEOTHERMAL ENERGY ” في منطقة شرق إفريقيا ، في المناطق ذات الطبيعة البركانية أو ذات التربة البركانية ، وهذا يمثل تقريباً 40% من الطاقة المولدة في بلدان شرق إفريقيا التي تعتمد علي هذه الطاقة، والاتحاد الإفريقي يمولها من خلال منح.
لدينا أيضاً برنامج ضخم جداً لكفاءة الطاقة وحسن إستخدام الطاقة الموجودة حالياً لمنع الهدر وأيضاً إعادة إستخدام وتدوير الطاقة المستخدمة حالياً وهو يطلق عليه “ENERGY EFFICIENCY ” لأن هناك أيضاً وسائل حديثة لإعادة إستخدام الطاقة التي يتم إستخدامها . وحتي نشرح الأمر للقارئ الكريم ، فكرته تقوم ببساطة علي أنه عندما نستخدم جهاز مثلا هذا الجهاز يسخن والحرارة الخارجة منه يمكن جذبها وإعادة تدويرها وإستخدمها في أمور أخرى ، بالإضافة الي ترشيد إستخدام الطاقة الموجودة حالياً لتوفيرها أو لتوفير النفقات الخاصة بهذه المشروعات و أيضاً لتوفير تمويل يكفي ربما أو يمكن إستخدامه في مشروعات أخري للطاقة ، بالأضافة هذا بالطبع نقوم بعمل جمع و تحليل لبيانات الطاقة Energy Data ، فمن الطبيعي ألا نستطيع أن نأخد أي بيان أو أي قرار الا من خلال بيانات دقيقة وهذا يتم من خلال وسائل رقمية .
أيضاً البرنامج الخاص بالمشروعات الخاصة بـ الشبكات الصغيرة OFF GRIDللمناطق النائية أو ما يسمي بالمناطق البعيدة أو الريفية أو أيضاً برنامج ضخم جداً للطهي النظيف ، والحقيقة أذكر هنا أن مصر دولة رائدة في هذا الإطار من خلال تنفيذ “برنامج حياة كريمة” الذي يسعي لتوفير وسائل الطهي النظيف من خلال الغاز الطبيعي لكافة المنازل في المناطق الريفية و هذه أحد أهم الأمور بالنسبة لنا في القارة بالنسبة للطاقة لأن 90 % من سكان القارة يعتمدون علي وسائل أما سواء الحطب أو الفحم و غيرها من الوسائل غير النظيفة في الطهي.
نحن هنا نتحدث عن تسعمائة مليون مليون أفريقي لا يملكون وسائل طهي نظيفة ، وهذا يتسبب في أضرار صحية قد تؤدي الي الوفاة و أيضاً حرمان كثير من الفتيات من التعليم نتيجة الساعات الطويلة كل يوم لجمع الحطب وغيره والعواقب فقط ليست تنموية ولكن أيضا صحية و تعليمية .
وهذا الموضوع خطير جداً ومصر كما ذكرت أكدت علي استخدام الغاز الطبيعي في برنامج حياة كريمة حيث تسعي للوصول لوصول الغاز الطبيعي لكافة المواطنين المصريين في الريف المصري .
الطاقات هائلة جدا
>> بالرغم من امتلاك القارة الأفريقية موارد الطاقة المتجددة الهائلة هنا يثار التساؤل “لماذا لا يُستفاد منها بالقدر الكافي؟
- الطاقات هائلة جداً وأحد الموضوعات الضخمة التي سيتم بحثها في قمة قريبة جداً هذا الشهر ، هو موضوع المعادن الأساسية اللازمة لصناعة الإلكترونيات ولصناعة البطاريات وصناعة الحفاظ علي الطاقة النظيفة ، هذه الثروات كان لا يتم الاستفادة منها بسبب مشاكل التمويل، كما كان هناك توجه قديم لدي بعض الدول بتصدير كل ما تملك بشكله الخام مقابل الحصول علي العملات الاجنبية.
لكن ثبت لنا خلال العقود الماضية أن هذا ليس هو التصرف الأمثل ، لذا نسعي أن يكون لهذه الموارد سلاسل قيمة مضافة لها وتصنيعها محلياً ، لأنه لا يصح أن نقوم بتصدير البترول بصورته الخام ثم نستورده بأضعاف السعر في صور مواد مصنعة، وهذا يتطلب تمويل وخبرات، ففي مجال المنتجات البترولية مصر لديها من الخبرات والكفاءات الكثير وهناك مساعي ومبادرات مع مصر لإيجاد برامج مشتركة لتصنيع عدد من المواد البترولية والأدوية وحتي الموارد الطبيعية كالموارد الزراعية. فعلي سبيل المثال عندما ننظر إلي إنتاج بذور الكاكاو سنجد أن أكبر منتج لها هي ساحل العاج وغانا، لكن يتم تصدير المنتج خام وهناك فرق كبير بين سعر المنتج الخام والمصنع في صورة قطع من الشيكولاته، يصل مليارات الدولارات.
لذلك نسعي الآن في إفريقيا إلي توطين هذه الصناعات سواء بشكل كامل أو نصف كامل، خاصة وأن الآن هناك نظرة مختلفة من الجانب الأفريقي نحو مواردنا المختلفة، ومن حقنا استخدام هذه الموارد في تحقيق رفاهية الشعوب الافريقية.
تكالب من العالم تجاه أفريقيا
>> هل الأزمة في التمويل .. أم أن هناك عزوف من الشركات الكبري في الدخول لسوق الطاقة بأفريقيا ؟
- لا .. لا يوجد عزوف من الشركات الكبري العالمية بل هناك تكالب من العالم كله تجاه إفريقيا ومواردها واستغلالها والحصول عليها وبشكل حصري، لكننا نسعي لأن يكون القطاع الخاص الافريقي اليد الطولي وأن يوسع نشاطاته داخل القارة، وهناك أيضا صناديق التأمين التي تتعامل ببليونات الدولارات، لكن الفكرة أن التقييمات غير العادلة من بعض المؤسسات الدولية لاقتصاديات القارة من أنها غير آمنة وكذلك ارتفاع سعر الفائدة المبالغ فيها علي القروض والتي تصل الي أكثر من 13% ، في نفس الوقت وفي مكان آخر من العالم نجد نفس المشروع يقام وبنفس القرض لكن بفائدة لا تزيد عن 1% أو 2% ، لذلك هذه الممارسات تؤدي الي عزوف رأس المال عن المشاركة في المشروعات الافريقية.
كما أن التمويل بشروط مختلفة من مؤسسات التمويل الدولية يكون بمثابة ضامن أو بمثابة تخفيف المخاطر لتحقيق الفائدة علي المستثمريين وتخفيف أعباء الديون علي الدول الافريقية.
ونحن من جانبنا نعمل علي تحسين مناخ الاستثمار بإستخدام الوسائل الرقمية في كافة الاجراءات والتصاريح والموافقات الخاصة بهذه الاستثمارات، وهناك بلدان قطعت شوط كبير في هذا المجال مثل مصر التي تشهد صحوة كبيرة في مجال رقمنة الاجراءات ، كما هناك بعض الدول التي اصبحت متقدمة بصورة كبيرة مثل رواندا التي يمكن للمستثمر أن يحصل علي كافة التصاريح والموافقات للمشروع في غضون 6 ساعات فقط وليس يوم كامل ، وكذلك تشهد الموانئ الحديثة سواء كانت مطارات أو موانىء بحرية إستخدام هائل للوسائل الرقمية، فالمعدات والأجهزة التي كان يتم استخراجها من الموانىء في مدة لا تقل عن شهر الآن أصبح يتم استخراجها من الموانىء في غضون يومين أو ثلاث علي أقصي تقدير.
ومع ذلك هناك أمور كثير يلزم علي القواعد والسياسات المحلية تغييرها حتي يتم تقييم دولنا بشكل أفضل ويكون لدينا استثمارات من مؤسسات التمويل المختلفة، لكن يبقي علي الدوام الترحيب بالقطاع الخاص لانه يأتي بخبرات مختلفة وتكنولوجيا ناجعة، لذلك نحن حريصون علي أن ينجح القطاع الخاص في بلادنا حتي يستمر ويزيد من استثماراته وفي ربوع القارة وأن تكون السياسات “رابح -رابح” .
زيادة الطلب علي الطاقة
>> هناك من يري أن قطاع الطاقة يمثل صداعًا في رأس صانعي السياسات الأفارقة الذين وقعوا بين مطرقة الأهداف المناخية وسندان زيادة الطلب .. ما تعليقك علي هذا الأمر ؟
- الطاقة ليست صداعا لأننا نسعي لزيادة الطلب علي الطاقة لأنه يلزم أن تكون شركات الكهرباء الوطنية رابحة ، وبما أننا نسعي نحو التصنيع والصناعة بحاجة إلي طاقة، فشركات الطاقة الرابحة ستقوم بعمل توسعات واستثمارات أخري في مناطق وأخري.
فالطاقة محورية للعالم كله ولكل دول العالم سواء كانت دولاً صناعية أو نائية ، فهي أساس أي عمل وتنمية، والقارة تنادي منذ زمن بضرورة الاستثمار فيما تملك من موارد لكن العالم لا يريد أن يسمع أو يبدي اهتمام بالإستماع لهذه النداءات الا بعد ظهور الازمات .
وجدير بالذكر هنا أن القارة الافريقية لم تألوا جهدا في تنفيذ البنية التحتية عموماً والتي تستحوذ علي 3% من الدخل القومي للقارة و60% من التمويل لهذه المشروعات الخاصة بالبنية التحتية تمويل وطني، لذلك يلزم تسريع وتيرة هذه المشروعات.
ونحن بحاجة الي ثلاثة أشياء تحدث عنهم أيضا الرئيس الكيني ويليام روتو وهي : السرعة 2- علي نطاق واسع 3- أن تكون ميسرة ونكون قادرين علي التمويل الخاص بهذه المشروعات ، كل هذا ونحن ننتهج في قارة افريقيا أحدث التكنولوجيا وأحدث الوسائل، وهناك أكثر من 20 دولة في إفريقيا تعتمد علي الطاقة المتجددة وهناك ثلاث دول تعتمد علي الطاقة المتجددة بنسبة 90% ولدينا في القارة أكبر محطتين في العالم لانتاج الطاقة المتجددة الاولي في مصر وهي محطة بنبان بأسوان والثانية في المغرب، ولدينا في القارة ايضا أكبر برامج الطاقة الكامنة في شرق إفريقيا، فالقارة الافريقية قادرة علي توفير كل ما يحتاجه الافريقي والافريقية من الطاقة بل تستطيع أن تصدر أيضا للعالم وهي فرصة للعالم أيضا.
الحل لأزمة الطاقة
»» هل يمكن أن تكون إفريقيا هي الحل لأزمة الطاقة؟
”نعم افريقيا هي الحل لأزمة الطاقة في العالم .. وأفريقيا هي الحل لأزمة الغذاء في العالم، وأفريقيا هي المكان الوحيد القادر علي توفير المعادن لكل دول العالم .
فأفريقيا هي الحل عموماً وهذا ما أوضحته في الجلسة الخاصة بالتحضيرات لقمة المناخ كوب 28 التي ستعقد بالإمارات بحضور وزير البيئة الاماراتي وجون كيري مبعوث الرئيس الأمريكي للمناخ وعدد كبير من الوزراء الأفارقة و الأوروبيين.
فأفريقيا تمثل كل اجزاء الحل لازمة المناخ في العالم، لكن يجب أن نتعامل بالأسلوب الأمثل للتمويل وتنفيذ المشروعات في المدد الزمنية، ولن تسمح إفريقيا ولا العالم إلا بالتعامل مع قضية المناخ بالشكل الناجح والناجع والسريع كما نود ونريد.
إقرأ المزيد :
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.