القمة العالمية للذكاء الاصطناعي تطلق نسختها الثانية في الرياض وسط حضور إفريقي كبير
كتبت زينب المراغي
انطلقت أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية التي تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، الثلاثاء، في العاصمة السعودية الرياض.
واختار المنظمون للحدث هذا العام شعار “الذكاء الاصطناعي لخير البشرية”، وتبحث القمة موضوعات تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحدياته، بالإضافة إلى عشرات العروض التي تسلط الضوء على أحدث الأبحاث والتقنيات في هذا المجال تقدمها العديد من الأسماء البارزة في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتشهد القمة التي تستمر حتى الخميس، توقيع أكثر من 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين القطاعين العام والخاص داخل المملكة وخارجها، أبرزها استثمار الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي “سكاي” 776 مليون ريال في مشروع مشترك للذكاء الاصطناعي مع مجموعة “سنستايم” الصينية.
وتطلق القمة 8 مبادرات محلية ودولية بين شركات ومؤسسات عالمية في سبيل تعزيز التعاون الدولي بشأن الذكاء الاصطناعي واستخداماته.
وأفادت إحصائيات صادرة عن الهيئة، بأن القمة سيحضرها أكثر من 10 آلاف شخص من صناع سياسات ومختصين ومهتمين بالذكاء الاصطناعي وكبار المسؤولين في الجهات الحكومية وكبرى شركات التقنية في العالم.
وتوفر القمة فرصة للمهتمين والخبراء في هذا المجال للاستفادة من تجمّع أكثر من 200 متحدث يمثلون 90 دولة ،للاستماع لرؤاهم وطروحاتهم عبر أكثر من 100 جلسة عمل وحلقات نقاش وورش، والاطلاع على أكثر من 40 حالة استخدام للذكاء الاصطناعي من المنتظر استعراضها خلال القمة من جهات ابتكارية محلية وعالمية ، وتشهد القمة مشاركة أفريقية كبيرة سواء من الجهات الحكومية أو شركات القطاع الخاص الأفريقية المهتمة بتقنيات الذكاء الإصطناعي .
وتناقش القمة عدداً من الموضوعات التي تبين انعكاسات الذكاء الاصطناعي على أهم القطاعات، مثل المدن الذكية، تنمية القدرات البشرية، الرعاية الصحية، المواصلات، الطاقة، الثقافة والتراث، البيئة، والحراك الاقتصادي، بهدف إيجاد الحلول للتحديات الحالية وتعظيم الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتبحث القمة كل ما يخص مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي من واقع حاضر وتحديات وتطلعات نحو الاستفادة من تقنياته في الحياة اليومية، وتبادل الخبرات مع الخبراء الدوليين والمحليين واكتشاف الفرص الاستثمارية المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي خلال المرحلة المقبلة، وتناول عدد من المجالات التي تعيد من خلالها صياغة الحوار بين التقنية والسياسات والأنظمة لتطبيق موحد للذكاء الاصطناعي يعتمد على ركائز الإنسانية.
واستهلت القمة بعرض حي بعنوان ( يمكن للبشر أن يكون لهم مستقبل أفضل بفضل الذكاء الاصطناعي) تضمن سبعة مشاهد تحكي علاقة الإنسان بالذكاء الاصطناعي ومنها أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وقصة التعلم الآلي وكيف يعلم الإنسان الآلة وكيف تصبح بيديه ذكية بحيث تستوعب تعليماته, إضافة إلى كيف تصبح مستقلة وتعمل دون الحاجة إلى مدخلات بشرية إلى أن ينسجم الإنسان مع الآلة من جديد نحو الانسجام في المستقبل.
ثم ألقى وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي المهندس عبدالله بن عامر السواحة كلمة في حفل افتتاح أعمال القمة سلط فيها الضوء على الدعم والتمكين الذي يوليه سمو ولي العهد لكل ما من شأنه اغتنام فرص المستقبل من خلال التركيز على الذكاء الاصطناعي ودوره في خدمة البشرية ورسم مستقبل المملكة لبناء مجتمعات رقمية ومدن ذكية واقتصادات رقمية مزدهرة.
وتطرق الوزير السعودي إلى نتائج دعم وتمكين ولي العهد وانعكاسه على مجتمع الرياديين والشركات في المملكة التي نتج عنها تبني حلول الذكاء الاصطناعي لتخدم المجالات الحيوية في الصحة والطاقة والاقتصاد الرقمي، متناولاً بعض التجارب الريادية التي قدمتها المملكة وفي مقدمتها تبني أرامكو لحلول الذكاء الاصطناعي في الحفر والتنقيب مما مكنها اليوم لتصدر قائمة شركات الطاقة في الحلول التي تضمن استدامة البيئة.
واستعرض المهندس عبدالله السواحة في كلمته أهمية مشروع “ذا لاين” وقال: إنه يمثل هدية من سمو ولي العهد للبشرية في كيفية تخطيط المدن إلى الـ150 سنة القادمة وكيفية تطويع المملكة لحلول الذكاء الاصطناعي والبيانات لبناء المجتمعات المستدامة.
وألقى رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي كلمة استهلها بالترحيب بالمشاركين والحاضرين للقمة بمدينة الرياض موطن الذكاء الاصطناعي مستذكراً النسخة الأولى من القمة التي عقدت بين العالم الافتراضي والعالم الواقعي عام 2020 بسبب جائحة كورونا، وقال: إنه منذ ذلك الوقت حتى الآن لم تكن القمة مجرد انتقال من قمة إلى أخرى وهذه الفترة كانت لحظة فارقة في تاريخ البشرية التي مرت بالكثير وتعلمنا منها بالسنتين الماضيتين.
وأشار إلى أن التقنية قد تقدمت خاصة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بشكل كبير وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من كل جانب في جوانب حياتنا، مستشهداً باستغراق العالم خلال القرون الماضية إلى 200 عام لاكتشاف أول لقاح لمرض الجدري حتى قُضِي على المرض، في المقابل جرى تقليل هذه الفترة الطويلة إلى بضعة أشهر منذ نشر أول تسلسل جيني لكوفيد – 19، وذلك بفضل تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.