تجدد المعارك بين ارمينيا وأذربيجان في منطقة ناغورني كاراباخ المتنازع عليها
اندلع القتال مجدداً بين أذربيجان وأرمينيا في منطقة ناغورني كاراباخ المتنازع عليها في جنوب القوقاز، وفق ما أعلن عنه الطرفان فجر الثلاثاء (13 سبتمبر/ أيلول 2022)، في أحدث تصعيد للعنف بين الدولتين العدوّتين.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان إنّه “فجر الثلاثاء في الدقيقة الخامسة (الإثنين 20:05 ت غ) شنّت أذربيجان قصفاً مكثّفاً بالمدفعية وبأسلحة نارية من العيار الثقيل على مواقع عسكرية أرمينية في بلدات غوريس وسوتك وجيرموك”، مؤكدة أن قوات باكو مدعومة بالمدفعية والطائرات المسيّرة، تسعى إلى “التقدّم” داخل الأراضي الأرمينية، واتهمت إياها باستهداف “بنى تحتية عسكرية ومدنية”.
بالمقابل، اتّهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمينية بشنّ “أعمال تخريبية واسعة النطاق” قرب مقاطعات داشكسان وكلباغار ولاشين الحدودية، مشيرة إلى أنّ مواقع جيشها “تعرّضت للقصف، ولا سيّما بقذائف الهاون”. واضاف البيان أنّ القصف الأرميني أسفر عن “خسائر في صفوف العسكريين (الأذربيجانيين)”، من دون تحديد عددهم.
إلى ذلك أجرى رئيس الحكومة الأرمينية نيكول باشينيان محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، لمطالبتهم بالرد على “عدوان” أذربيجان، حسبما أعلنت يريفان الثلاثاء.
من جهتها سارعت واشنطن إلى التعبير عن “قلقها العميق” إزاء هذه الاشتباكات، مناشدة الطرفين وقف القتال فوراً. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان إنّ الولايات المتّحدة تبدي “قلقها العميق” بسبب التطوّرات الراهنة على الحدود بين البلدين ولا سيّما بسبب التقارير الواردة عن “قصف استهدف بلدات وبنى تحتية مدنية” في أرمينيا. وأضاف “كما أوضحنا منذ فترة طويلة، لا يمكن أن يكون هناك حلّ عسكري للصراع”. وتابع بلينكن “نحن نحضّ على إنهاء كلّ الأعمال العدائية العسكرية فوراً”.
ويخوض البلدان صراعاً منذ عقود حول منطقة ناغورني كاراباخ التي كانت تضم تاريخيا أغلبية من السكان الأرمن لكنها كانت جزءا قانونيا من أذربيجان في ظل حكم السوفييت.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أعلنت منطقة ناغورني كاراباخ استقلالها عن باكو تحت اسم جمهورية آرتساخ، بدعم من يريفان، مما أثار حرباً استمرت ثلاث سنوات. وانتهت الحرب في عام 1994، مع انتصار أرمينيا، وكان الإقليم لمدة ربع قرن تحت السيطرة الأرمينية الفعلية، على الرغم من أن وضعها لم يكن معترفا به دوليا أبدا. وبعد عقود من الجمود، استعادت أذربيجان فجأة أجزاء كبيرة من هذه المنطقة في حملة عسكرية عام 2020، مما أجبر أرمينيا على تقديم تنازلات إقليمية كبيرة. وبالرغم من وجود قوات روسية مكلّفة اليوم بالإشراف على وقف إطلاق النار الساري بين أرمينيا وأذربيجان منذ انتهت الحرب الثانية بينهما، تسجل المنطقة أعمال عنف متكررة.
يذكر أن الحرب الأخيرة في العام 2020 عن مقتل نحو 6500 شخص وانتهت بهدنة تمّ التوصل إليها بوساطة روسية. وبوساطة من الاتحاد الأوروبي، تجري الدولتان مفاوضات للتوصل إلى معاهدة سلام.