السودان تخطو نحو المستقبل بأفكار “خارج الصندوق”
»» صندوق تطوير مطار الخرطوم الدولي أكبر مشروع استثماري في السودان
تخطو دولة السودان خطوات واسعة نحو التطوير والبناء للحاق بما فاتها عبر سنوات طويلة من إهمال البنية التحتية وتدهور الاستثمارات فيها.
ومؤخراً بدأ مجموعة من الاقتصاديين السودانيين الوطنيين في رسم خطوط عريضة لعدد من المشاريع التي من شأنها وضع الاقتصاد السوداني على بداية الطريق نحو البناء والانطلاق.
ويأتي مشروع تطوير مطار الخرطوم على رأس هذه المشروعات حيث يعتبر بوابة السودان إلى العالم والمرفق الأساسي اللازم لتسهيل الاستثمارات الأجنبية التي تسعى إلى التدفق على السودان والاستفادة من الموارد الهائلة المتواجدة بين ربوعة.
وينقسم المشروع إلى قسمين، القسم الأول يكون بتطوير المطار القائم والذي أنشئ عام ١٩٤٧ ، وتم تطويره أكثر من مرة عبر السنين وذلك بتكلفة ٢٠٠ مليون دولار أمريكي على مدى ٨٠ شهراً ؛ أمّا القسم الثاني والطموح من المشروع ، فيكمن في إنشاء مطار دولي جديد تماماً في منطقة بعيدة عن الازدحام والزحف العمراني خلال خمسة سنوات بتكلفة تقترب من إثنين مليار دولار.
وينطلق المشروع كأكبر مشروع استثماري في السودان بالدولار ، حيث أطلقت شركة “هايبر ديل” بالاتفاق مع شركة مطارات الخرطوم -صندوق تطوير مطار الخرطوم- وهو عبارة عن صندوق استثماري قصير الأجل لمدة ٦٠ شهراً برأس مال ٢٠٠ مليون دولار موزعة على ٢ مليون صك قيمة كل منها ١٠٠ دولار مطروحة من خلال بنك أم درمان وبعائد متوقع من ٧٪-١٠٪ على الدولار سنوياً وهو يعتبر من أعلى العائدات لصندوق مرخص من سلطة تنظيم أسواق المال ، ومدرج بسوق الخرطوم للأوراق المالية حيث يتم تحصيل أول عائد للمستثمر خلال العام الأول من شراء الصك وتبلغ قيمة أقصى عائد ٢٥٪.
وقال الدكتور طه حسين، الخبير الاقتصادي والمدير العام لشركة هايبر ديل؛ ” إن الخطة الموضوعة تعتمد على زيادة إيرادات مطار الخرطوم الحالي بعد تطويره من ١٧٠ مليون دولار إلى ٥٠٠ مليون دولار سنوياً لتكون هذه الزيادة في الدخل هي المصدر الرئيسي لتمويل مشروع إنشاء المطار الجديد.
واضاف ” أن الزيادة في الدخل ستتحقق من خلال تطوير مدرج الهبوط بالمطار الحالي ليستطيع استيعاب الطائرات من الطراز العريض والثقيل مع تطوير خدمات المطار والكاترينج وخدمات المناولة. هذا وتتضمن الخطة زيادة عدد المسافرين من مطار الخرطوم من ثلاثة ملايين ومئة ألف مسافر إلى ١٠ ملايين مسافر سنوياً بنهاية الخمس سنوات.
وسيمتد التطوير إلى الدعم التقني واللوچستي للشحن الجوي التجاري بمطار الخرطوم، ويهدف الصندوق إلى التوسع في العمل في مختلف مطارات الولايات السودانية مثل مطار بور سودان الدولي، دنقله، كادقلي وعطبره بهدف تطوير حركة الشحن الجوي في الولايات المنتجة وخلق شبكة لوچستية داخلية لدعم الصادرات السودانية.
وأكد الدكتور طه حسين أن فكرة إطلاق المشاريع القومية في السودان بصكوك مقوّمة بالدولار الأمريكي تعتبر أحد الحلول المبتكرة التي قدمها الاقتصاديين السودانيين لاجتذاب المدّخرات الدولارية السودانية في الداخل والخارج وتهيئة فرص استثمارية مجزية بعائد دولاري.
وأشار أن هذا الخيار هو الأفضل بدلاً من اللجوء إلى جهات الإقراض الدولية لأنها تعطي الفائدة مباشرة لملاك الصكوك، وفي نفس الوقت تعطي الفرصة للسودانيين وللأشخاص العادية والاعتبارية من كل العالم للمشاركة في بناء نهضة السودان وبنيته التحتية.
إقرأ أيضا :
بتسوانا.. الرئيس موكويتسي يفتتح رسميًا المنتدى الخامس لقيادة السياحة في إفريقيا