وزير الخارجية المصري : الوضع في السودان بات كارثيا
موسكو – أ ش أ
أكد وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، أن الوضع الإنساني في السودان بات كارثيا، مشددًا على الحاجة الملحة للوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء معاناة الشعب السوداني.
وقال الدكتور بدر عبد العاطي – في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو ” إن الأزمة السودانية لن تحل عسكريا ولا يوجد لها سوى الحل السياسي الدبلوماسي.
وعن الملف السوري، أوضح عبد العاطي أنه اتفق مع لافروف على ضرورة التنسيق لإنهاء الأزمة المشتعلة في سوريا، ودعم مؤسسات الدولة السورية في مكافحة الإرهاب، وشددا على أهمية التنفيذ الفوري لقرارت مجلس الأمن الخاصة بسوريا.
وتابع عبد العاطي قائلا إنه ناقش مع لافروف عدداً من القضايا الإقليمية، بما في ذلك أمن منطقة البحر الأحمر , مؤكدا أن التصعيد غير المبرر في المنطقة يؤثر سلباً على حرية الملاحة، ما أدى إلى تضرر مصر بشكل خاص ، داعيا إلى ضرورة معالجة جذور التصعيد عبر وقف الحرب في قطاع غزة.
وشدد عبد العاطي على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي الصومالية وسيادة الصومال، ورفض أي إجراءات أحادية من شأنها المساس بأمن واستقرار ووحدة الصومال , مشيرا إلى أن المباحثات مع الوزير الروسي تطرقت أيضا إلى الأوضاع في القارة الإفريقية فيما يتعلق بقضيتي أمن الطاقة والأمن الغذائي وكيفية التعاون المشترك بين مصر وروسيا في دعم عملية التنمية في القارة الإفريقية.
ولفت الدكتور بدر عبد العاطي إلى أن المباحثات تناولت أيضا الاستعدادات الجارية لاستضافة القمة المقبلة لتجمع البريكس، معربا عن تقدير مصر للجهد المتميز الذي تقوم به الرئاسة الروسية لتجمع البريكس هذا العام والتنسيق الكامل معها.
وأكد وزير الخارجية على ضرورة العمل مع روسيا من أجل تحقيق الاستقرار والرفاهية للبلدين والشعبين والدفع بالعلاقات إلى آفاق أرحب، معربا عن تطلعه لاستقبال لافروف في القاهرة خلال المستقبل القريب.
وأكد وزير الخارجية المصري ، أنه ركز خلال مباحاثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على السياسات العدوانية الإسرائيلية في الوقت الراهن، سواء التصعيد والحرب في غزة أو التصعيد الخطير للغاية في الضفة الغربية ، فضلا عن الممارسات غير المقبولة في القدس الشرقية .
وقال وزير الخارجية المصري “أن كل هذا يؤدي إلى مزيد من التوتر والتصعيد الذي نخشى من تبعاته، وأن يقود المنطقة بأسرها إلى حرب إقليمية” , مضيفا “إن الرؤى توافقت مع لافروف حول ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بمسئولياته للضغط على إسرائيل للتجاوب مع تلك المساعي المخلصة الرامية إلى إنهاء الأزمة وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة اتصالا بوقف إطلاق النار والنفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية والصحية والطبية إلى قطاع غزة دون قيد أو شرط ، مع ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة بما في ذلك من الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومن ممر فلاديلفيا حتى نتمكن من تشغيل هذا المعبر الحيوي لإيصال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني”.
وأدان عبد العاطي سياسة التجويع التي يتم ممارستها كسلاح للعقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .. مؤكدا أنه لا يمكن أن يستمر الوضع في غزة على هذا النحو بأي حال من الأحوال.
وشدد على ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود، وحقه في إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو، معربا عن تقديره للموقف الروسي منذ بداية حرب 7 أكتوبر.
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، أكد عبد العاطي على أهمية دعم الشعب الليبي ليقرر مصيره بشكل مستقل، ورفض أي إملاءات أو تدخلات خارجية , مشيرا إلى أن هناك تأكيدا مصريا روسيا على ضرورة إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة بشكل سريع، للمساهمة في تشكيل قيادة جديدة في ليبيا تنهي الأزمة الحالية وتحافظ على وحدة الشعب الليبي.
وقال الدكتور بدر عبد العاطي ” إن المباحثات التي أجراها أمس الاثنين مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، عكست اهتماما مشتركا كبيرا بأهمية تعزيز هذه العلاقات ودفعها الى آفاق أرحب خلال الفترة المقبلة بما يتسق مع علاقات الصداقة الوثيقة التي تربط بين شعبي وقيادتي البلدين الصديقين , معربا عن سعادته بالحوار الذي أجراه اليوم مع وزير الخارجية الروسي، حيث تم مناقشة العديد من الموضوعات والقضايا التي تهم البلدين وعلى رأسها العلاقات الثنائية وسبل تطوير هذه العلاقات التاريخية والعمل على زيادة معدلات التشاور السياسي والتبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين.
وأضاف : ” أنه تم الحديث باستفاضة حول عدد من المشروعات الاستراتيجية العملاقة التي يتم تنفيذها في مصر بالتعاون مع روسيا وفي مقدمتها مشروع محطة الطاقة النووية في الضبعة وأيضا المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية بقناة السويس.
وأوضح الدكتور بدر عبد العاطي، أن زيارته إلى موسكو تأتي في ظل ظروف إقليمية ودولية شديدة الاضطراب وشديدة التوتر وخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تمر بتطورات بالغة الخطورة تتزايد معها مخاطر اندلاع حرب واسعة النطاق في المنطقة.
وأضاف عبد العاطي ” أن هذه الزيارة إلى موسكو تأتي في ضوء العلاقات التي تربط البلدين وفي ضوء الدور الروسي الفاعل والهام في المنطقة العربية وفي القارة الإفريقية وعلى المستوى الدولي , موضحا أنه ناقش مع لافروف تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وعلى رأسها الحرب والعدوان الجائر والمستمر على الشعب الفلسطيني الأعزل سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية.
وتابع وزير الخارجية المصري قائلا ” إنه عرض الجهود المصرية الدؤوبة والمستمرة مع الأشقاء في قطر ومع الولايات المتحدة للعمل على التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار يضمن حقن دماء الشعب الفلسطيني الأعزل .
وأكد الوزير بدر عبد العاطي عمق العلاقات المصرية ـ الروسية، قائلا “إن العلاقات بين البلدين تاريخية تمتد إلى عقود طويلة تتوجها العلاقة الوثيقة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين”.
وذكر الدكتور بدر عبد العاطي، خلال جلسة المباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بالعاصمة “موسكو”، أن القيادة السياسية في البلدين توجه وزيري الخارجية بالمزيد من العمل لتطوير العلاقات الثنائية , موضحا أنه حريص على القيام بالتواصل مع نظيره الروسي والقيام بزيارة العاصمة موسكو، رغم كل الأزمات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، لما تمثله دولة روسيا الاتحادية من دور هام في الشئون العالمية والإقليمية، فضلا عن العلاقات الطيبة والصداقة التي تجمع بين البلدين .
وأشار وزير الخارجية إلى أن المباحثات ستتناول الملفات الهامة، وفي مقدمتها العلاقات الثنائية وتطويرها في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية ومجالات السياحة بالإضافة إلى التشاور السياسي، معربا عن شكره وتقديره لسيرجي لافروف، ومؤكدا حرصه على العمل معه للاستفاده من خبراته وقدراته الدبلوماسية رفيعة المستوى .
وقال إن هناك إطارًا جديدًا للتعاون بين مصر وروسيا، وهو تجمع (البريكس)..ونحن نقدر الدور البناء الذي تلعبه روسيا في هذا التجمع، وانضمام مصر إلى هذا التجمع الهام، وأضاف “كما ذكر الوزير لافروف، لدينا اتفاق للتعاون الاستراتيجي، وهذا يتطلب منا التشاور بشأن مجموعة هامة من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم بلدينا الكبيرين والصديقين”.
وأشار إلى أن قضية مكافحة الإرهاب تشكل محورًا هامًا في تعاوننا، وهناك دعوة مشتركة من الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، التي أتشرف برئاستها مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، للاجتماع الوزاري الذي سيعقد في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 27 سبتمبر الجاري..ونأمل أن يشارك لافروف في الشق الوزاري من أعمال هذا المنتدى الهام” .
واختتم الدكتور بدر عبد العاطي حديثه بتقديم الشكر والتقدير لنظيره الروسي على “الاستقبال الدافئ، الذي يعكس العلاقة الطيبة بين بلدينا، وهو أمر ليس بغريب من دولة صديقة بحجم روسيا الاتحادية” .
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي مواصلة العمل المشترك مع مصر بما يضمن استمرارية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، معربا عن امتنانه لتلبية عبد العاطي الدعوة بزيارة موسكو خاصة بعد توليه المنصب، موضحا أنه سيتم بحث عدة ملفات خلال جلسة المباحثات تتضمن العلاقات الثنائية في سياق اتفاق الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي الذي دخل حيز التنفيذ عام 2021 .
وأضاف لافروف أنه بحث مع عبد العاطي عددا من القضايا الإقليمية والدولية بما فيها الأوضاع في غزة وسوريا وليبيا والسودان والقرن الإفريقي، مؤكدا أن هذه الزيارة ستكون مفيدة ومثمرة .
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن الموقف المصري البناء كان له مساهمة كبيرة في اتخاذ القرار عن استئناف عضوية دمشق في جامعة الدول العربية، ورحبت روسيا بالموقف المصري من تنمية الحوار السياسي مع سوريا.
وأعرب لافروف – في المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي بروسيا , عن أمله في إحياء سوريا لعلاقاتها الطبيعية مع محيطها العربي، وسيتجه في مصلحة معالجة تداعيات الأزمة الطويلة في هذا البلد، وتشكيل فرص إضافية لتوطيد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط برمته.
وأشار إلى أن هناك الكثير من القضايا الأخرى التي تمس المصالح المصرية بشكل مباشر وغير مباشر في المناطق المجاورة والقريبة من مصر، مؤكدا أن كل تلك المشكلات لابد من حلها من خلال الحوار بمشاركة الأطراف المعنية ودعم البلدان المجاورة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إنه أعرب خلال المحادثات مع نظيره المصري عن شكره لمصر على موقفها المدروس والمتوزان من الأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أن المباحثات شهدت تبادل التقييمات والآراء حول كيفية مناقشة هذه المسألة من مختلف الأطر، حيث تم استعراض الرؤية للمشكلات التي تظهر بما في ذلك في المجتمع الدولي والتصور لسبل اجتياز ومعالجة هذه المشكلات مع الأخذ بعين الاعتبار للمصلحة المشروعة لروسيا.
وأشار إلى أن المباحثات شهدت الاتفاق على مواصلة العمل المشترك في مختلف المجالات الثنائية، فضلا عن القضايا الدولية والإقليمية.
إقرأ المزيد :