الفراعنة أسياد صناعة” البيرة والنبيذ” وكانا مكونًا أساسيا في عدد من الوصفات الطبية
كانت البيرة من أكثر المشروبات الكحولية شيوعًا في مصر القديمة. كما أنها كانت من أهم الأشياء التي يجب أن يتلقاها الميت كقربان بعد الوفاة، وإلى جانب كون البيرة في مصر القديمة كانت مشروبًا للأحياء والموتى، كانت هي أيضًا مكونًا أساسيا في عدد من الوصفات الطبية.
هذا التمثال الحجري الجيري الملون الرائع الذي ترونه أمامكم يعود تاريخه لـ 4400 سنة، وهو يمثل سيدة مصرية تقوم بصنع البيرة، وهذا التمثال المصري الرائع يوجد الآن في المتحف الأثري الوطني في فلورنسا، بإيطاليا.
ويقول الدكتور حسين دقيل الباحث ي الأثار المصرية والرومانية، أنه تم ذكر البيرة في نصوص عديدة بداية من عصر الدولة القديمة، كما تم تصوير تخمير البيرة في عدد من المقابر بداية من عصر الدولة القديمة أيضا، وفي عصر الدولة الوسطى كانت تظهر بجوار قرابين البيرة تقدمات الخبز، حيث تشير القرابين التي كان يقدمها المصريون القدماء إلى الخبز والبيرة معا، وكان يتبعها دائمًا قرابين من لحم البقر والدواجن.
وأكد أنه بالرغم من انتشار البيرة بهذا الشكل في مصر القديمة، إلا أنه لم يتم العثور على البيرة بشكل حقيقي في مصر القديمة، وإن تم العثور على بقايا البيرة في عدد من الأباريق والأوعية، وهي البقايا التي تم تحليل بعضها وأشارت النتائج إلى أن البيرة كانت تصنع من أنواع مختلفة من الحبوب، وهذا ما تؤكده نصوص من الدولة الحديثة تذكر أنواعًا مختلفة من البيرة.
وقال أن صناعة البيرة في مصر القديمة، أنقلها لكم من (معجم الحضارة المصرية القديمة)، للفرنسي جورج بوزنر، وآخرون. وترجمة أمين سلامة، حيث يقول: وقد كانت البيرة من أكثر المشروبات الكحولية شيوعًا في مصر القديمة. كما أنها كانت من أهم الأشياء التي يجب أن يتلقاها الميت كقربان بعد الوفاة، وإلى جانب كون البيرة في مصر القديمة كانت مشروبًا للأحياء والموتى، كانت هي أيضًا مكونًا أساسيا في عدد من الوصفات الطبية.
“كانت البيرة هي المشروب القومي الشائع بين الأحياء والمعبودات والموتى، كانوا يصنعونها بعمل عجينة من دقيق الشعير، تُسوَّى في النار كالخبز، ثم ينقع خبز الشعير هذا، وربما أضيف إليه البلح للتحلية، وبعد أن يختمر، يُصفَّى السائل في قدر، ويقول ديودوروس: إن طعم ونكهة هذه البيرة، لا يقلان في الجودة عن طعم ونكهة النبيذ، وقد أيَّد هذا الرأي كتبةُ الدولة الحديثة، الذين كانوا، في وقت راحتهم من الدراسة، يحتسون النبيذَ والبيرةَ بمتعة مُتساوية”