السودان .. (كنداكات) تشكيليات ذاكرة ثورة ديسمبر العظيمة
تقرير : ماريا النمر
الكنداكة هي لقب للملكة الحاكمة اي الزوجة الملكية الأولى في حضارة كوش الإفريقية القديمة ببلاد السودان والتي عرفت باسم الحضارة النوبية التي تعني أرض السود أو السودان،
والكنداكة في ثورة ديسمبر السودانية العظيمة هو إسم يعبر عن المرأة القوية التي لعبت دوراً بارزاً ومهماً بشجاعة في الثورة، وتقدمت الصفوف منذ بداية الحراك الثوري ضد نظام المؤتمر الوطني حتي سقوط النظام وحتي كتابة هذه السطور.
برز دور الفن التشكيلي في ثورة ديسمبر الظافرة كأحد أعمدة الثورة المهمة للتعبير عن الظلم الذي وقع بالسودانيين وخصوصاً الفنانين التشكيليين الذين تركوا أوطانهم، ولكنهم رجعوا بفنهم وإنخرطوا في صفوف الثوار معبرين بالرسم والتلوين والتصميم. لثورة الهمت العالم وحيرت المراقبين.
وكان مهماً أن نعكس تجارب لفنانات تشكيليات عبرن بالرسم والتلوين ورسمن لشهداء ثورة ديسمبر ومسحن الحزن من شوارع وأنفاق السودان، لونن للأطفال، للمدارس، للمسارح للشوارع، وفي الأزقة والبيوت. لوحات تعكس دور الفن الذي يعبر عن الشعوب.
ومن هؤلاء التشكيليات. الفنانة التشكيلية إسراء سعيد التي عبرت باللون والكلمة لشهداء الثورة ولعبت دوراً مهماً في التغيير.
نبذه تعريفية.
الفنانة إسراء سعيد درست بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بكالاريوس كلية الفنون الجميلة والتطبيقية تخصص قسم الرسم والتلوين، شاركت بالعديد من المعارض التشكيلية داخل وخارج السودان وتعمل الآن في مجال العلاج بالفن التشكيلي لأطفال الإحتياجات الخاصة.
عكست الفنانة في هذه اللوحات الدور الكبير الذي لعبته (مهيرة السودان) او المرأة السودانية علي مر العصور حيث قالت اسراء :كانت ولا ذالت المرأة في السودان وأقعية وواعية ثارت ضد الظلم والعنصرية والتعصب الديني والقبلي وثارت ضد القمع والإستبداد و ضد التحرش والإغتصاب والحروب القبلية ونشدت السلام.
الفنانة رسمت بالحزن والدموع لشهداء ثورة ديسمبر الخالدة وعبرت باللون والكلمات حيث قالت عن هذه اللوحة : ” رسمت هذه اللوحة الزرقاء لشهداء الثورة الذين سقطت أجسادهم الطاهرة في النيل بعد أن قتلهم جنود مجهولين يرتدون أزياء نظامية مختلفة، يصوبون نحو أجسادهم البنادق يرمونهم بالرصاص الحي، وبعد قتلهم يربطون أرجلهم بالصخور الصلبة وبالحبال ثم يلقونهم في النيل هكذا كانوا يفعلون، ونحن بفرشاتنا سوف نعكس للعالم مدي الظلم الذي تعرضوا له في 3 يوليو لحظة فض إعتصام القيادة العامة من أمام قوات الشعب المسلحة.
واضافت ” في هذه اللوحة مزجت لون الماء بلون الدماء والشهداء غرقي ومكتوفين، ولم تكن لهؤلاء الشهداء أمنيات سوي زرع أزهار النرجس علي طريق الوطن حتي الحدود، انهم كانوا ثواراً سلميين يرفعون شعار الحرية والسلام والعدالة والديموقراطية وينشدون التغيير، حزنا عليهم وحزن عليهم النيل عندما صرخوا في جوفه فحاول تهدئتهم حتي ناموا كالأطفال ، الي جنات الخلد شهداء الثورة الأبرار .
»» أرواحهم كعصافير في الجنة
و عن هذه اللوحة تبدو لي أرواحهم كعصافير في الجنة، عبارات عبرت بها الفنانة التشكيلية إسراء سعيد عن هذه اللوحة حيث قالت الفنانة التشكيلية اسراء سعيد ” رسمت للشهيد في يوم عيده وعبرت عن نقاء الشهداء الذين أقتيلوا بالبنادق عنوة، فالترقد ارواحهم الطاهرة بسلام ، فالترقد أرواحهم في برزخ الخلود.
لوحة (زنزانة)
بيوت تبدو أنها متهالكة وظلام من هنا وهناك، هذه اللوحة عبرت فيها الفنانة التشكيلة اسراء سعيد التي لها بصمتها الواضحة في ثورة ديسمبر المجيدة كواحده من النساء اللآئي لعبن دوراً كبيراً ومهماً في الثورة كل بطريقتها،
وهذه كانت طريقة الفنانة لعكس حقائق تاريخية لعبها نظام الأخوان المسلمون او نظام الموتمر الوطني النظام البائد ضد السودانيين حيث رسمت بيوت الأشباح ، البيوت التي كان يعذب فيها شرفاء السودانيين من أصحاب العقول الرافضين للظلم.
حيث يتم إعتقالهم بواسطة افراد يتبعون لنظام أمن البشير ويقتادوهم وهم مكممين الأفواه الي بيوت الأشباح سيئة الذكر والسمعة، وفي هذه البيوت يرون شتى الوان التعذيب من إهانة لكرامة الإنسان، حتى القتل بسبب الضرب والتعذيب، وفي هذه البيوت العشرات بل المئات من أبناء الشعب السوداني لقوا حتفهم .
»» ذكريات تفاصيلها تنبض ألما
مع كل هذه الذكريات التي يمكن أن تكون تفاصيلها تنبض الماً من ذكري القتل والتعذيب لن نرضح ولن نحيد عن الطريق هكذا عبرت الفنانة التشكيلية إسراء سعيد عن لوحاتها الأخيرة في هذا التقرير بألوان زاهية جميلة وورود من هنا وهناك مستلهمة عبر الفن مواقف جسدتها بريشتها للتاريخ وحكت فيها أن درب النضال طويلاً ولكن لأبد أن يشرق صباح وهذه اللوحة كانت صباح يعمل من أجله ثوار السودان متكاتفين للوصول الي النماء و الرخاء و الأمن والإستقرار والعدالة ثم السلام.
»» ذكري القيادة العامة
تقول الفنانة التشكيلية اسراء سعيد ” هذه اللوحة رسمتها بلون الدماء وبحس الظلم الذي تعرضنا له، وتعرض له شهداء مجزرة القيادة العامة 3 يونيو 2019.
فيما تقول عن هذه اللوحة ” أسميتها (ذكرى القيادة العامة) التي كانت تمتلئ بالثوار السلميين المطالبين بحقوقهم في الحياة و العيش الكريم دون ذلة ولا عنصرية ولا جهوية يرفعون علم السودان ويهتفون بالحرية والديمقراطية والسلام والعدالة
هكذا عكسنا لكم تجارب إبداعية من مشاركة نساء وكنداكات السودان في الثورة ، وكانت هذه لمحة لمشاركة التشكيليات في ثورة ديسمبر المجيدة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.