إفريقيا.. تسترجع الماضي بصناعة السلال والأوعية والمنسوجات اليدوية الراقية
منذ فجر التاريخ حاول الانسان الافريقي، استثمار كافة ما تنتجه الطبيعة لصناعة ما يحتاجه من متاع، فاستخدم الاحجار والاشجار والنخيل للاقامة البيوت والاكواخ التي تحميه من العوامل الطبيعية كالبرد واشعة الشمس الحارقة، وداخل هذه المنازل احتاج الي سلال كأوعية يدوية لحفظ ما يفيض عنه من طعام وملبس ومشرب، فاستخدم خوص النخيل ولحاء الاشجار وسيقان نبات البحار والانهار ، فصنع منها القبعات والاطباق والاخراج جمع “خُرج” لنقل الاغذية علي الدواب من البغال والحمير والابل.
ورويداً رويداً اصبحت صناعة هذه الدمي والقبعات والاثاث والأقنعة والسروج والمواهي والاشنفه حرفة يمتهنها عدد كبير من مختلف الشعوب وبخاصة في إفريقيا وأسيا ، كالصينيون والهنود ، لكن مع التقدم الصناعي الذي طرأ علي العالم خلال القرون الماضية واستعمال الاله وكثرة الانتاج بدأت هذه الحرف تتواري ولم يعد الاقبال علي هذه الصناعات مطلوباً بالشكل الذي كان عليه.
لكن قبل دخول الألة توسعت هذه الصناعة إلى جانب صصناعة نسج ا وغزل صوف الأعنام والمواشي، وعمل الحرفيين علي الاستفادة من كافة مخلفات المنتجات الزراعية مثل سيقان القمح أو لب وليف وخوص وسيقان النخيل إضافة إلى سيقان الأعشاب التي تنمو حول الأنهار والتي تستعمل في الحشو أحيانا كنبات الغاب والفارسي. وقد صنعت المرأة في الباديةكافة ما يلزمها من أوعية ممن يتوفر حولها في البدوية، لحفظ المنتجات سواء المنزلية أو الحقلية فصنعت الحصير وأطباق الأكل والأجوله والسلال بأحجامها المختلفة لحفظ الخبز والخضار والتوابل وصنعت الاقفاص لجمع ونقل المنتجات الحقلية مثل الخضار والفواكه وعرض المنتجات في السوق خاصة في المناطق الريفية.
تعتبر سورية ومصر واليونان وبعض دول إفريقيا آسيا مهداً لها، وفي سورية أصبحت مرتبطة بالحركة السياحية، وميزتها أنها لا تتطلب مواداً أولية غالية ولا رأسمال كبير حيث ان معظم المواد الاولية محلية فيما عدا الخيزران الذي يستورد من الهند وافريقيا وأمريكا.
واليوم وبعد إنتشار الامراض بسبب استخدام الاطباق والاشياء المصنوعة من البلاستيك والمعادن الالمونيوم والاستيل والتيفال والبروسلين، عادت بعض المجتمعات وبخاصة في اوروبا للبحث من جديد عن تلك الصناعات الهاند ميد لذا بدأ الاهتمام بها يعود من جديد من مختلف البلدان في افريقيا واسيا وامريكا الجنوبية.