السودان .. الكوليرا تحصد أرواح المئات و أكثر من 14 ألف إصابة
كشفت وزارة الصحة الإتحادية بالسودان عن آخر إحصائية لعدد الوفيات والإصابات بوباء الكوليرا في ولايات السودان , حيث بلغت أعداد الوفيات جراء الكوليرا إلي 473 حالة وفاة , فيما بلغت عدد الاصابات (14،944) إصابة في 10 ولايات سودانية
واستعرض مركز عمليات الطوارئ الاتحادي في اجتماعه اليوم الأربعاء، بقاعة الطوارئ بمعمل الصحة العامة بمدينة كسلا، تقارير الإدارات المختلفة بوزارة الصحة الاتحادية , حيث اكد تقرير الوضع الوبائي للكوليرا بالبلاد،تسجيل (386) إصابة جديدة أمس الثلاثاء في (6) ولايات، ومنها (6) حالات وفاة، فسجلت كسلا منها (141) إصابة، القضارف (94) ،وبينها حالات الوفاة ال(6) المسجلة بالبلاد امس، الجزيرة (83) إصابة، نهر النيل (48) إصابة، البحر الأحمر (11) إصابة، والنيل الأبيض (9) إصابات .
واشار تقرير تقرير التدخلات لمكافحة الكوليرا، محور معالجة الحالات بالمراكز في 9 ولايات، إلى تدخلات على المستوى الاتحادي، ومنها زيارة داعمة لنهر النيل، وتدريب كوادرها على المعالجة بتمويل من الصحة العالمية، مع ايراد جملة من التحديات والمشاكل.
أطباء بلا حدود : تفش الكوليرا يجتاح السودان
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أن تفشٍ الكوليرا يجتاح وسط السودان وشرقه مما يجلب المزيد من المخاطر والموت والبؤس لأناس يعانون أساسًا من أذى الحرب القاسية في البلاد , وقالت المنظمة ” وعلى إثر ذلك، تعمل فرق الطوارئ في أطباء بلا حدود على توفير الدعم من خلال علاج المرضى وتوفير المياه وخدمات الصرف الصحي.
واشارت منظمة أطباء بلا حدود إلي أن السلطات السودانية سبق أن أعلنت في أغسطس الماضي عن تفشي وباء الكوليرا الذي جاء شديد الأثر على ولايات كسلا والقضارف ونهر النيل، تليها الجزيرة والخرطوم.
وأضافت المنظمة ” لا تُعَد الكوليرا مرضًا غير شائع في السودان، ولكن البلد واجه تفشي المرض عدة مرات منذ بداية الحرب في أبريل 2023 , وعلى مدار عامٍ ونصف العام، نشطت فرقنا في استجابات طارئة للتخفيف من تأثيره.
وتشرح منسقة الطوارئ مع أطباء بلا حدود في السودان، إسبيرانزا سانتوس، “فيما اجتمعت الفيضانات الشديدة والأمطار الغزيرة مع الظروف المعيشية السيئة وعدم توفر ما يكفي من مياه الشرب لملايين الأشخاص اليوم، لا سيما في مخيمات النازحين المزدحمة، أمسى الظرف مثاليًا لانتشار هذا المرض الذي كثيرًا ما يفتك بحياة الناس”.
وأضافت : ” ففي كسلا، على سبيل المثال، دمرت الأمطار الغزيرة والفيضانات النهرية البنية التحتية للمياه والصرف الصحي ووضعت كل من مجتمعات النازحين واللاجئين الإريتريين والإثيوبيين في ظروف معيشية أكثر بؤسًا.
وأكدت أطباء بلا حدود أن الكوليرا تضيف تحديًا آخر للأزمة في السودان وللنظام الصحي المتهالك الذي يكافح أساسًا مع زيادة معدلات سوء التغذية بين الأطفال، وارتفاع أعداد جرحى الحرب والحالات المنتظمة لأمراض يمكن الوقاية منها.
ما هي الكوليرا
كولير
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن الكوليرا هي عدوى حادة تسبّب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة ببكتيريا ضمات الكوليرا , ولا تزال الكوليرا تشكل تهديداً عالمياً للصحة العامة ومؤشراً على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية.
الأعراض
الكوليرا مرض شديد الضراوة ينتقل عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث (2). ويمكن أن تسبّب الكوليرا إسهالاً مائياً حاداً ووخيماً، ويمكن للأشكال الحادة من المرض أن تؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات إذا تُركت دون علاج.
ولا تظهر أي أعراض على معظم الأشخاص المصابين ببكتيريا ضمة الكوليرا، على الرغم من وجود البكتيريا في برازهم لمدة تتراوح من يوم إلى 10 أيام بعد الإصابة، ثم تُنثَر مرة أخرى في البيئة المحيطة، ممّا قد يؤدي إلى إصابة أشخاص آخرين.
ومعظم من يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضاً تتراوح بين الخفيفة أو المعتدلة. ويستغرق الأمر ما بين 12 ساعة و5 أيام حتى تظهر الأعراض على الشخص. وتُصاب أقلية من المرضى بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد , ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الوفاة إذا تُرك المرض دون علاج.
تاريخ الكوليرا
انتشرت الكوليرا خلال القرن التاسع عشر في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الجانج بالهند , واندلعت بعد ذلك ست جوائح من المرض حصدت أرواح الملايين من البشر في جميع القارات.
وأما الجائحة الحالية (السابعة) فقد اندلعت بجنوب آسيا في عام 1961 ووصلت إلى أفريقيا في عام 1971 ثم إلى الأمريكتين في عام 1991 , وتتوطّن الكوليرا الآن العديد من البلدان.
إقرأ المزيد :
«بعد أن أودي بحياة 134 مواطنا » .. دولة أفريقية تطلق حملة للتطعيم ضد الكوليرا
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.