أرمينيا.. أن 28 ألفًا و120 لاجئًا وصلوا من ناجورني قره باخ بعد هجوم أذربيجان
أعلنت أرمينيا الثلاثاء أن 28 ألفًا و120 لاجئًا وصلوا حتى الآن من ناجورني قره باغ، الجيب الانفصالي ذي الغالبية الأرمنية الذي انتزعته أذربيجان بعد هجوم خاطف الأسبوع الماضي.
وفتحت أذربيجان الطريق الوحيد المؤدي من المنطقة إلى أرمينيا الأحد، بعد أربعة أيام على موافقة المتمرّدين على إلقاء سلاحهم بموجب بنود اتفاق لوقف إطلاق النار يضع المنطقة المتنازع عليها تحت سلطة باكو، بحسب «فرانس برس».
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس الثلاثاء أن حقوق آلاف السكان الفارين من ناجورني قره باغ إلى أرمينيا «يجب حمايتها»، حسبما قال الناطق باسمه.
قال ستيفان دوجاريك أمام الصحفيين «يشعر الأمين العام بقلق بالغ إزاء التحركات السكانية التي نشهدها نحو أرمينيا بعد الأحداث الأخيرة في المنطقة. من الضروري، في المقام الأول حماية حقوق السكان النازحين وأن يتلقوا المساعدة الإنسانية اللازمة»، بحسب «فرانس برس».
أفادت يريفان في وقت سابق الثلاثاء أن 19 ألف شخص على الأقل فرّوا من ناجورني قره باغ إلى أرمينيا، بعد أسبوع تقريبًا من الهجوم الخاطف الذي نفذته أذربيجان في هذه المنطقة الانفصالية في القوقاز وغالبية سكانها من الأرمن.
النزوح «الضخم» للأرمن من ناجورني قره باخ
واعتبرت باريس الثلاثاء، على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية آن-كلير لوجاندر، أن النزوح «الضخم» للأرمن من ناجورني قره باغ يحدث «تحت أعين روسيا المتواطئة». وكانت روسيا قد نشرت في العام 2020 قوة لحفظ السلام في المنطقة الانفصالية، وذكّرت لوجاندر بأن باريس ستحمل «أذربيجان كامل المسؤولية عن مصير السكان الأرمن.
وقال مصدر حكومي أذربيجاني الثلاثاء إن حرس الحدود الأذربيجاني يبحثون عن أشخاص يشتبه في ارتكابهم «جرائم حرب» وسط اللاجئين الذين يغادرون ناجورني قره باغ إلى أرمينيا.
وقال المصدر إن «أذربيجان تعتزم تطبيق عفو على المقاتلين الأرمن الذين ألقوا أسلحتهم في قره باغ. لكن أولئك الذين ارتكبوا جرائم حرب خلال حروب قره باغ يجب أن يسلموا إلينا»، وذلك في معرض تفسيره لأسباب الطلب من الرجال في سن القتال أن ينظروا إلى كاميرا عند آخر نقطة تفتيش حدودية.
تُعد ملكية منطقة ناجورنو قرة باغ محل صراع محتدم اليوم بين الأرمينيين والأذربيجان. تعود جذور هذا الصراع إلى الأحداث التي تلت الحرب العالمية الأولى. قبل فترة قصيرة من استسلام الإمبراطورية العثمانية في الحرب، انهارت الإمبراطورية الروسية في نوفمبر 1917 ووقعت تحت سيطرة البلاشفة. أعلنت الدول الثلاثة المشكلة للقوقاز، أرمينيا وأذربيجان وجورجيا، إنشاء الاتحاد الترانسقوقازي الذي تفكك بعد ثلاث أشهر فقط من تشكيله.
الحرب الأرمينية الأذربيجانية
اندلع القتال سريعًا بين جمهورية أرمينيا الأولى وجمهورية أذربيجان الديمقراطية في ثلاث مناطق محددة: ناكشيفان وزانجيزور (مقاطعة سيون الأرمنية في الوقت الحالي) وقرة باغ نفسها.
اختلفت أرمينيا وأذربيجان على الحدود الوهمية للمقاطعات الثلاث. حاول الأرمن في قرة باغ إعلان الاستقلال لكنهم فشلوا في إنشاء اتصال مع جمهورية أرمينيا. بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، دخل الجنرال الأرميني أندرانيك أوزانيان قرة باغ بنجاح عسكري وتوجه إلى العاصمة الإقليمية شوشا في ديسمبر 1918. احتلت القوات البريطانية جنوب القوقاز عام 1919، واقترحت القيادة البريطانية على أندرانيك أن يوقف هجومه ويعطي الصراع فرصةً للحل السلمي في مؤتمر باريس للسلام.
بعد فترة، وافقت بريطانيا مؤقتًا على تعيين رجل الدولة الأذربيجاني خورسوف بيك سلطانوف كحاكم للمنطقة، ولكنها أصرت أن القرار النهائي حول ملكية المنطقة يجب أن يُقرر في مؤتمر سلام مستقبلي. في ذلك الوقت، حدثت مذبحة شوشا.
تصاعدت التوترات بين أرمينيا وجمهورية قرة باغ وأذربيجان في أوائل عام 2008. على الصعيد الدبلوماسي، كرر الرئيس إلهام علييف تصريحاته بأن أذربيجان ستلجأ إلى القوة، إذا لزم الأمر، لاستعادة أراضيها؛ في الوقت نفسه، ازدادت المناوشات العسكرية والمعارك النارية على طول خط التماس.
وقع خرق كبير لوقف إطلاق النار في ماردكيرت في 5 مارس 2008، وقتل خلاله ما يصل إلى ستة عشر جنديًا، واتهم الطرفان بعضهما البعض ببدء المعركة.
وكان استخدام المدفعية في المناوشات بمثابة تحول كبير عن الاشتباكات السابقة، والتي عادةً ما تضمنت الأسلحة القناصة أو الرشاشات فقط. ووقعت العديد من المناوشات أيضًا خلال منتصف عام 2010 متسببةً بمقتل العديد من الجنود.
وتصاعدت التوترات مرةً أخرى بين يوليو وأغسطس 2014، مع حدوث خروقات لوقف إطلاق النار من قبل أذربيجان وتوعد الرئيس علييف لأرمينيا بالحرب.
وبدلًا من الانحسار، ازداد التوتر في المنطقة في أبريل 2016 مع اشتباكات ناغورنو قرة باغ في عام 2016؛ عندما اندلعت أسوأ المناوشات منذ وقف إطلاق النار عام 1994. وزعمت وزارة الدفاع الأرمينية أن أذربيجان شنت هجومًا على 16 موقعًا في المنطقة. أفادت أذربيجان بمقتل 12 من جنودها أثناء القتال، كما تم تدمير مروحية ودبابة من طراز Mi-24. صرح الرئيس الأرميني سيرج سركسيان بمقتل 18 جنديًا أرمنيًا وجرح 35 آخرين
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.