الجزائريون يحيون ذكرى مولد خير الأنام بطقوس روحانية وعادات متوارثة عبر الأزمان
الجزائر /أ ش أ/ كتب: أحمد خالد
احتفى الجزائريون، اليوم /الخميس/، على غرار كافة الشعوب الإسلامية، بذكرى المولد النبي الشريف بطقوس روحانية وعادات مبهجة متوارثة منذ مئات السنين.
وبدأ الاحتفال بمولد خير الأنام عشية أمس، وتحديدا عقب صلاة العشاء، حيث تتبادل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة ويلخصون هذه التهاني بعبارة “صحة مولودك”.
وتتولى المساجد إقامة العديد من الدروس الدينية التوعوية عن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيما تقوم بعض المساجد الشهيرة بإطلاق المدائح وحلقات الذكر المتنوعة.
أما ساحات الشوارع والميادين فتمتلئ بأصوات الألعاب النارية بصورة لافتة، حيث يرتبط الاحتفال بهذه المناسبة الشريفة بكثرة إطلاق الألعاب النارية وسط تحذيرات من الأجهزة الأمنية والطبية بخطورة مثل هذه الألعاب.
ويفسر بعض المؤرخين عادة كثرة استخدام الألعاب النارية بأنها كانت تستخدم كأداة من قبل الأهالي أيام حرب الاستقلال في خمسينيات القرن الماضي لصرف انتباه قوات الاحتلال الفرنسي عن تدريبات أفراد جيش التحرير الجزائري.
أما في المنازل، فتشع منها روائح البخور إيذاناً ببدء الاحتفال بهذه المناسبة الدينية المقدسة، حيث لا يكاد يخلو منزل جزائري من الشموع، ويتم إشعالها مع ترديد أناشيد “طلع البدر علينا”، وهي بمثابة عادة إلزامية لا يمكن تجاوزها أو حذفها من عادات الاحتفالات؛ وترمز إلى إخراج الإسلام للبشرية من الظلمات إلى النور.
ولايمكن أن يمر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف دون الحديث عن الحلوى الجزائرية المخصصة لهذه المناسبة، حيث تعكف النساء على تحضير أطباق الحلوى التقليدية؛ وأهمها “الطمينة” أو “البسيسة”، وهي من أهم الحلويات التي تقدّم في احتفالات مولد النبي، وتشمل مكوناتها القمح والعسل والزبدة والجوز واللوز.
ويتزين الأطفال بالحنة التي تعد أيضا من أهم طقوس الاحتفالات، مرددين كافة الأناشيد الخاصة بهذه المناسبة، فيما تتولى المدارس توزيع الكتيبات الخاصة بالسيرة النبوية وإلقاء الدروس الدينية لتعريف التلاميذ بمحطات حياة النبي عليه الصلاة والسلام , وبذلك، امتزج الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بعادات وتقاليد متوارثة وبطقوس دينية تعبر عن الفرحة بمولد خير الأنام.
إقرأ المزيد :
رمضان في الجزائر .. أجواء روحانية ومظاهر إجتماعية يتوارثها الأجيال عبر العصور