السودان..مقتل 10 مواطنين في قصف مدفعي للدعم السريع على “أم درمان”
سودانيو الشتات ينظمون حملات لجمع مساعدات لبلادهم مع انحراف اهتمام العالم عنهم
والأطباء السودانيون “يدقون ناقوس الخطر” بعد تفشي الكوليرا وحمي الضنك
تواصل قوات الدعم السريع اعتداءاتها علي المدنيين في السودان حيث قُتل عشرة مدنيين على الأقل وأصيب آخرون، الخميس، عندما قصف الدعم السريع محطة نقل في منطقة الجرافة شمال أم درمان، واستمرت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدن الخرطوم الثلاث.
واتهم المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله، في تصريح صحفي، قوات الدعم السريع بالقصف العشوائي على المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة 11 آخرين، بينهم إصابات خطيرة.
وقالت لجنة مقاومة الجرافة، إن مليشيا الدعم السريع قصفت محطة المواصلات بالريف الشمالي بجرافة، ما أدى إلى مقتل تسعة مدنيين بينهم عائلات وأطفال، وإصابة العشرات.
وقد خلف القتال، الذي دخل شهره السادس، ظروفاً إنسانية بالغة التعقيد وتسبب في نزوح أكثر من سبعة ملايين شخص، كما تسبب في انهيار القطاع الصحي، وخروج معظم المستشفيات عن الخدمة، مما ساهم في انتشار الأوبئة والأمراض.
وتتواصل المواجهات العنيفة بين الطرفين لليوم الثاني عشر على التوالي في محيط القيادة العامة للجيش السوداني شرق الخرطوم. وقال شهود عيان لـ “سودان تربيون” إن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة والمتوسطة سُمعت شرق القيادة، وتحديداً في حي بوري، رافقها قصف مدفعي متواصل. وشوهدت أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد في محيط المعارك.
إقرأ أيضا:- السودان .. فرار آلاف المدنيين من الخرطوم تحت القصف
وكثفت قوات الدعم السريع خلال الأسبوعين الماضيين هجماتها على المعسكرات الرئيسية للجيش في العاصمة في محاولة للسيطرة عليها. لقد هاجمت القيادة العامة وسلاح المهندسين وسلاح المدرعات بشراسة. وفي المقابل، يسعى الجيش بشدة للدفاع عن قواعده من خلال صد موجات متتالية من هجمات قوات الدعم السريع.
نفذت مقاتلات الجيش غارة جوية على مواقع قوات الدعم السريع بالقرب من كوبري المنشية شرق النيل شرق العاصمة، وتصدت المضادات الأرضية لقوات الدعم السريع للهجوم الجوي. وذكرت مصادر محلية أن المدفعية الثقيلة قصفت أيضاً مواقع عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع في منطقة الأزهري جنوب الخرطوم، أعقبتها موجة من سحب الدخان الكثيفة.
وعلي صعيد المساعدات :
نظم سودانيو الشتات فعاليات رياضية في عدد من دول العالم بهدف جمع التبرعات والمساعدات لمنظمات الإغاثة السودانية المحلية، بعد إنحراف إهتمام العالم عما يحدث في هذا البلد الذي مزقته الحروب الطاحنة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع غير الرسمية،
ففي مدينة شانتيلي، بولاية فيرجينيا الأمريكية نظم السودانيون المقيمين بالمدينة بطولة غير رسمية – باسم سلام دانك من أجل السودان، هي واحدة من العديد من حملات جمع التبرعات الإنسانية على مستوى القاعدة الشعبية التي يقودها المهاجرون السودانيون وأحفادهم في الغرب منذ بدء الحرب.
ومن أمريكا الشمالية إلى أستراليا، قام السودانيون بجمع الأموال لشراء أدوية الطوارئ والغذاء والإيجار. وضغطت على المسؤولين لتسهيل دخول اللاجئين؛ والمعلومات الجماعية حول السلامة على الطرق والرعاية الطبية وإدخال الأموال إلى البلاد، تأتي هذه الخطوات بعدما شعر العديد من السودانيين ومؤيديهم في جميع أنحاء العالم بالإحباط المتزايد في الوقت الذي تكافح فيه الدولة للحصول على حصتها من ميزانيات الإغاثة الدولية والبقاء على أجندة المساعدات العالمية.
وفي الأسبوع الماضي، التقى ممثلون عن الأمم المتحدة ومصر وقطر والمملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة الأزمات الإنسانية المتصاعدة.
لكن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تلقت 27 %، أو 266 مليون دولار فقط، من مبلغ المليار دولار الذي طلبته لاستجابتها الطارئة. وحذرت الوكالة في أوائل أغسطس/آب من أنه “على الرغم من خطورة الأزمة، فقد تدفق التمويل”.
يمكن أن تصبح مبادرات المغتربين السودانيين، رغم صغرها، ذات أهمية، خاصة وأنه خارج أفريقيا والشرق الأوسط – موطن الملايين من اللاجئين السودانيين – تعيش جاليات سودانية كبيرة خاصة في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وأستراليا ويعيش حوالي 70 ألف سوداني في الولايات المتحدة.
وعلي الصعيد الصحي :
أفاد المهنيون الطبيون في جميع أنحاء السودان عن تصاعد أعداد معدلات الإصابة بحمى الكوليرا وحمى الضنك*، والتي تفاقمت بسبب وصول الأمطار الموسمية ونقص الإمدادات الطبية.
وأعلنت وزارة الصحة الاتحادية عن تسجيل 256 حالة إصابة بالكوليرا و18 حالة وفاة بمحلية القلابات شرق بالقضارف، وأشارت إلى انتشار المرض في ست محليات بالقضارف ومنطقة شرق النيل بالخرطوم.
وتم تشكيل لجنة عليا لمكافحة حالات الكوليرا في جميع أنحاء ولاية القضارف. وبحسب منتصر عثمان، مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة العدوى، فإن وزير الصحة سيرأسها، وبمشاركة منظمة اليونسيف والأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلا حدود الهولندية، وسيتم تتبع المرض والاستجابة له وفق محاور محددة، بما في ذلك المراقبة والمتابعة اليومية.
إقرأ أيضا:- بعد “حمى الضنك”.. وباء جديد يجتاح السودان يسبب هياجا
وبحسب نقابة الأطباء السودانية، فقد تم تسجيل 3398 حالة إصابة بحمى الضنك في القضارف والبحر الأحمر وشمال كردفان والخرطوم، خلال الفترة ما بين الخامس عشر من إبريل وحتى منتصف سبتمبر.
من جانبه قال معاوية عبد القادر، مدير إدارة الملاريا بوزارة الصحة بالجزيرة، “إننا ندق ناقوس الخطر خشية أن يتفاقم الوضع الصحي ويصبح الضرر لا يمكن تجنبه”.
وأعرب الأطباء في الفاشر، عاصمة شمال دارفور، عن قلقهم إزاء تزايد حالات الإصابة بالملاريا، خاصة بين الأطفال. وتفيد التقارير أن المستشفيات في المدينة تكتظ بمئات الحالات يوميًا، ويتفاقم هذا الوضع بسبب نقص القدرات، حيث تم إغلاق مستشفى الفاشر التعليمي الكبير بسبب الحرب، ويقال إنه الآن بمثابة ثكنة عسكرية.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.