مفوضة الاتحاد الأفريقي : أفريقيا تقع في قلب تحول الطاقة العالمي بفضل “المعادن الحرجة “
أكدت الدكتورة أماني أبو زيد مفوضة الطاقةوالبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي أن أفريقيا تقع في قلب تحول الطاقة العالمي، وذلك بفضل “المعادن الحرجة ” .
وقالت الدكتورة أماني أبو زيد في كلمتها أمام أول قمة من نوعها نظمتها الوكالة الدولية للطاقة للمعادن الحيوية ” الحرجة ” والطاقة النظيفة بمشاركة وزراء من أكثر من 50 دولة ، و ممثلي ٤٠ شركة عالمية و مؤسسة تمويل دولية ،” أن القارة الأفريقية تمتلك ما لا يقل عن خمس احتياطيات العالم في اثني عشر معدنا حاسما لانتقال الطاقة , مؤكدة علي أن الثروة المعدنية في أفريقيا لديها القدرة على الاستفادة ليس فقط للقارة، ولكن لتوفير أساس لانتقال الطاقة العالمي.
وأشارت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأفريقي إلي أن المعادن الحرجة ضرورية لتطوير تقنيات الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والهيدروجين الأخضر والمركبات الكهربائية وتخزين البطاريات، والثروة المعدنية في أفريقيا لديها القدرة على الاستفادة ليس فقط من القارة، ولكن لتوفير أساس لانتقال الطاقة العالمي.
وقالت ” إن الاتحاد الأفريقي والهيئات الإقليمية الأخرى يقوم بتطوير استراتيجية أفريقية للمعادن الخضراء، والتي تهدف إلى تحسين تنظيم التعدين ومؤسساته، وبناء بيئة استثمارية أكثر جاذبية، من بين أهداف أخرى , لافته إلي أهمية تلك الاستراتيجية , وأن الخطوة التالية المهمة هي كيفية ترجمة هذه الاستراتيجية إلى استراتيجية عملية و التأكيد على أهمية التعاون الإقليمي بين الدول الأفريقية.
لديها الآن فرصة
وأكدت الدكتورة أماني أبو زيد مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي أن قارة أفريقيا لديها الآن فرصة لتطوير استراتيجية للمعادن المستخرجة في القارة التي تعتبر حاسمة في عصر تكنولوجيا الطاقة النظيفة ، مشيره إلي أنه علي رأس تلك المعادن الكوبالت والجرافيت الطبيعي والليثيوم والمنجنيز والفوسفور والفاناديوم للبطاريات؛ الألومنيوم والنحاس للشبكات الكهربائية؛ والكروم والنيكل والزنك لمزارع الرياح والطاقة الشمسية المركزة وخلايا الوقود؛ إضافة إلي معادن مجموعة البلاتين للمحللات الكهربائية الهيدروجينية وخلايا الوقود، والعناصر الأرضية النادرة للمغناطيس في المحركات والمولدات الكهربائية، والحديد والصلب والسبائك المستخدمة في جميع أنحاء الاقتصاد ، وأن هذه المعادن ليست فقط مدخلات في القطاعات الأساسية للتعدين والزراعة والصناعة والبناء والنقل والمياه والطاقة ولكنها أيضا مدخلات حاسمة للصناعات الخضراء الجديدة.
وقالت الدكتورة أماني أبو زيد ” إنه مع تحول العالم إلى مسار خال من الانبعاثات بحلول عام 2050، يزداد الطلب على التقنيات منخفضة الكربون للطاقة مثل تكنولوجيا الطاقة الشمسية الكهروضوئية وتخزين الطاقة مثل بطاريات ليثيوم أيون (LIBs) بشكل كبير ، مضيفه ” وتتمتع أفريقيا ب 42 عنصرا من أصل 63 عنصرا مطلوبا في التقنيات منخفضة الكربون والثورة الصناعية الرابعة.
وأشارت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأفريقي إلي أن أفريقيا تتمتع أيضا بالمعادن الخضراء الإستراتيجية التي يحتاجها العالم لنقل الطاقة والصناعات الخضراء، بما في ذلك الألواح الشمسية وتوربينات الرياح وأنظمة تخزين الطاقة مثل بطاريات ليثيوم أيون (LIB).
عصر صناعي جديد
ولفتت إلي أن العالم في مرحلة مبكرة من عصر صناعي جديد .. عصر تكنولوجيا الطاقة النظيفة، خيث تنتج تكنولوجيات الطاقة النظيفة انبعاثات كربونية أقل، مضيفة ” ولكن من المفارقات تقريبا أن العديد منها يحتاج إلى معادن أكثر من المعادن القائمة على الوقود الأحفوري التي يحل محلها.
وتابعت قائلة ” يتم الحصول على العديد من المعادن التي تغذي صناعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية والبطارات والمركبات الكهربائية التي تتوسع بسرعة من أفريقيا , ونوهت إلي أنه من المتوقع زيادة قدرها ٥٠٠٪ من إنتاج المعادن، مثل الجرافيت والليثيوم والكوبالت، بحلول عام 2050، لتلبية الطلب على الطاقة النظيفة .
وأوضحت الدكتورة أماني أبو زيد أن الصورة المتزايدة للموارد المعدنية التي تغذي هذا العصر الصناعي الجديد الذي يتميز بانخفاض تكلفة تكنولوجيا الطاقة النظيفة يعطي أفريقيا مجموعة جديدة من فرص التنمية , لتوجيه المعادن إلى تصنيع صناعات الطاقة النظيفة لتلبية احتياجاتها الخاصة إلى جانب تغذية سلاسل التوريد العالمية.
وقالت ” بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الاقتصاد الرقمي سريع التطور عددا متزايدا من المعادن للأجهزة مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والشبكات ، وتتطلب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات معادن مثل الجاليوم والجرمانيوم والإنديوم والعناصر الأرضية النادرة (REEs) والسيلينيوم والتنتالوم والتيلوريوم، وهي مواد خام أساسية لجميع أجهزة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثل الرقائق الدقيقة والدوائر المتكاملة , مضيفة ” ومع ذلك، لا تزال أفريقيا اقتصادا استخراجيا، حيث يتم تكرير معظم المعادن (حوالي 70٪) ومعالجتها خارج القارة.
الفرص المتاحة لأفريقيا
وفيما يتعلق بالفرص المتاحة لأفريقيا والاستراتيجية الأفريقية للمعادن الخضراء (AGMS) ، أوضحت الدكتورة أماني أبو زيد أن هذه التحولات توفر زخما جديدا وفرصة للبلدان الأفريقية للسيطرة على مصيرها، والانخراط مع بقية العالم بشروط أفريقية.
واضافت ” في حين أن الاندفاع نحو المعادن لجدول أعمال إزالة الكربون هو فرصة، في أفريقيا مع أكثر من مليار شخص و 55 بلدا، لا يزال 600 مليون شخص في أفريقيا في الظلام، دون الحصول على الطاقة.
وتابعت ” لطالما كان ينظر إلى الثروة المعدنية في أفريقيا على أنها نقطة انطلاق للتحديث، والتي تم التعبير عنها في أهداف سياسة رؤية التعدين الأفريقية (AMV) ، و تعد AMV جزءا من مجموعة قوية من السياسات الأفريقية المتعلقة بالاستثمار والتصنيع والتجارة والاستثمار في رأس المال البشري وحماية البيئة والتعاون العالمي والتنمية المستدامة وغيرها.
تحفيز الروابط
وأوضحت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأفريقي أن هذه السياسات تهدف إلى تحفيز الروابط بين المعادن أو السلع الأساسية الأخرى وبقية الاقتصاد لدفع النمو.
وقالت ” بالإضافة إلى ذلك، فإن “استراتيجية الاتحاد الأفريقي للسلع الأساسية” (AUCS) المعتمدة في عام 2021 مبنية على أسس هبة الموارد الطبيعية في أفريقيا ورؤيتها لكيفية تسخير ذلك من أجل التنمية ، مضيفة ” يتردد صدى استراتيجية السلع في الاتحاد الأفريقي مع جدول أعمال الاتحاد الأفريقي 2063 في رؤيته “السلع الأساسية التي تساهم في أفريقيا متكاملة ومزدهرة وسلمية، يقودها مواطنوها وتمثل قوة ديناميكية في الساحة الدولية”.
وشددت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي علي أنه بما أن أفريقيا هي القارة التي تتمتع بمعظم المعادن الخضراء التي تعد أساسية في انتقال الطاقة العالمي والاقتصاد الرقمي؛ مع الاعتراف بأن تسريع انتقال الطاقة سيزيد من الطلب على المعادن الخضراء؛ مع القلق العميق من أن 70٪ من صادرات المعادن في أفريقيا هي سلع غير معالجة، يجب على الدول الأفريقية توفير سياسات تمكينية لجذب القيمة المحلية المضافة للمعادن الخضراء داخل القارة؛ وتعزيز التصنيع الأخضر في القارة من خلال تسهيل ظهور وتوسيع المجمعات الصناعية الخضراء والمناطق الاقتصادية الخاصة للمعادن الخضراء؛ واعتماد استراتيجيات مثل الأخضر الأفريقي القادم استراتيجية المعادن (AGMS).
إقرأ المزيد :