جريمة قتل وحشية تهز جنوب أفريقيا .. مزارع أبيض يقتل سيدتين ويقدم الجثث طعاما للخنازير
موجه من الغضب العارم تجتاح الرأي العام في جنوب أفريقيا عقب قيام السلطات الأمنية بجنوب أفريقيا بالكشف عن تفاصيل جريمة قتل وحشية راح ضحيتها سيدتان من أصحاب البشرة السمراء تم قتلهم بدم بارد من قبل صاحب مزرعة أبيض وإثنين من العاملين لدية , وتقديم جثامين السيدتين طعاما للخنازير التي يربيها في مزرعته .
ووفقا لتفاصيل الجريمة كانت ماريا ماكجاتو (45 عاما) ولوسيا ندلوفو (34 عاما) تبحثان عن طعام في مزرعة بالقرب من بولوكواني في مقاطعة ليمبوبو الشمالية في جنوب أفريقيا في أغسطس الماضي عندما تم إطلاق النار عليهما , وتم تقديم جثامينهما طعاما للخنازير في محاولة واضحة للتخلص من الأدلة.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ” بي بي سي ” في تقرير لها أن المئات من مواطني جنوب أفريقيا خرجوا في مظاهرات خارج المحكمة التي تنظر في القضية ويمثل أمامها المتهمين بإرتكاب هذه الجريمة البشعة , حيث طالب المتظاهرين برفض خروج المشتبه بهم بكفالة وضرورة توقيع أقصي العقوبات عليهم بالنظر لما ارتكبوة من جرم .
وقال شقيق إحدي الضحايا، لبي بي سي إن الحادث أدى إلى تفاقم التوتر العنصري بين السود والبيض في جنوب أفريقيا و وينتشر هذا الأمر بشكل خاص في المناطق الريفية من البلاد، على الرغم من انتهاء نظام الفصل العنصري قبل ثلاثين عاما.
ويواجه الرجال الثلاثة في المحكمة في بولوكواني أيضًا اتهامات بمحاولة القتل لإطلاق النار على زوج إحدي السيدات، الذي كان مع النساء في المزرعة – بالإضافة إلى حيازة سلاح ناري غير مرخص , نجا مابوثو نكوبي من القتل في الجريمة التي وقعت مساء يوم السبت 17 أغسطس الماضي, واستطاع الهروب زاحفا بعيدًا وتمكن من استدعاء المساعدة الطبية .
وقال الزوج الناجي الوحيد من جريمة القتل ” إنه أبلغ الشرطة بالحادثة، فعثرت السلطات على جثامين زوجته وصديقتها ماكجاتو متحلله في حظيرة الخنازير بعد عدة أيام , فيما قال شقيق الزوجة إنه كان مع رجال الشرطة وشاهد مشهدًا مروعًا داخل حظيرة الخنازير: جثة أخته التي أكلت الخنازير أجزاء منها .
وبحسب ما ورد في التحقيقات التي قامت بها الشرطة الجنوب أفريقية توجهت المجموعة إلى المزرعة بحثًا عن طعام صالح للأكل من شحنات من المنتجات التي انتهت صلاحيتها مؤخرًا أو التي ستنتهي صلاحيتها قريبًا,وفي بعض الأحيان، كانت هذه المنتجات تُترك في المزرعة وتُعطى للخنازير.
وتقول عائلة السيدة ماكجاتو إنهم يشعرون بالحزن الشديد بسبب مقتلها – وخاصة أبنائها الأربعة، الذين تتراوح أعمارهم بين 22 وخمس سنوات.
وقالت رانتي ماكجاتو، أكبر أبنائها، لبي بي سي وهي تبكي: “ماتت والدتي موتًا مؤلمًا، كانت أمًا محبة فعلت كل شيء من أجلنا , لم نحتاج إلى أي شيء بفضلها” , مضيفه “أعتقد أنني سأنام بشكل أفضل في الليل إذا تم محاكمة القتلة وأخذوا جزائهم العادل “.
وقال حزب “المقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية” المعارض إنه يجب إغلاق المزرعة , مضيفا بعد العثور على الجثث: “لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تستمر منتجات هذه المزرعة في البيع لأنها تشكل خطرا على المستهلكين”.
وأدانت لجنة حقوق الإنسان في جنوب أفريقيا عملية القتل ودعت إلى إجراء حوارات مناهضة للعنصرية بين المجتمعات المتضررة.
وتقول المجموعات التي تمثل المزارعين، وهم في الغالب من البيض، إن المجتمعات الزراعية تشعر بأنها تحت الهجوم في بلد يعاني من ارتفاع معدل الجريمة – على الرغم من عدم وجود دليل على أن المزارعين معرضون لخطر أكبر من أي شخص آخر.
ووفقا لـ ” بي بي سي ” وقعت حادثتان أخريان أدتا إلى تصعيد التوترات العنصرية في الآونة الأخيرة , ففي مقاطعة مبومالانجا الشرقية، ألقي القبض على مزارع وحارسه الأمني في أغسطس بتهمة قتل رجلين في مزرعة في ليرسدريفت بالقرب من بلدة ميدلبورج الصغيرة , ويُزعم أن القتيلين، اللذين احترقت جثتاهما لدرجة يصعب التعرف عليهما، متهمان بسرقة الأغنام.
وفي قضية أخري تم توجيه اتهام لمزارع أبيض يبلغ من العمر 70 عاما بأنه قام بدهس صبيا يبلغ من العمر ست سنوات، مما أدى إلى كسر ساقيه، بسبب سرقة برتقالة من مزرعته.
ووفقا للتحقيقات كان الطفل وأمه الأم يمران بالمزرعة أثناء توجههما إلى المدينة لشراء بعض البقالة , وتوقف الطفل البالغ من العمر ست سنوات لالتقاط برتقالة كانت على الأرض – وعاشت الأم لحظات من الرعب وهي تشاهد المزارع وهو يسحق طفلها بالسيارة .
إقرأ المزيد :