إثيوبيا .. تعرف علي موقف الاتحاد الأوربي من عودة الأعمال القتالية في إقليم تيجراي
أكد الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس أن عودة الأعمال القتالية في إقليم تيجراي شمال إثيوبيا يُعيق إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية هناك، مشيرًا إلى أن الوضع في إقليم تيجراي يعتبر من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم , وقال جوزيب بوريل الممثل السامي للشئون الإنسانية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، في كلمة أمام البرلمان الأوروبي (نقلتها دائرة الشئون الخارجية للاتحاد عبر موقعها الرسمي ” : ” إنه وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، هناك 13 مليون شخص في مناطق تيجراي وعفر وأمهرة بحاجة إلى مساعدات غذائية بسبب استمرار الصراع في اقليم تيجراي , في ذات الوقت الذي تعاني فيه إثيوبيا من أشد موجات الجفاف التي سُجلت منذ عام 1981، مما ترك ما يقدر بنحو 7.4 مليون شخص في مواجهة انعدام أمن غذائي خطير. غير أن الاتحاد الأوروبي خصص حتى الآن حوالي 66 مليون يورو من المساعدات الإنسانية لإثيوبيا على مدار عام 2022″.
وأكد الممثل السامي للإتحاد الاوربي للشؤون الانسانية والسياسة الأمنية , أن إمدادات السلع الإنسانية والوقود، بالإضافة إلى توافر النقد والخدمات العامة، لا تزال محجوبة تمامًا عن تيجراي وفي معظم المناطق المتضررة في أمهرة وعفر. فيما اضطرت المنظمات الإنسانية إلى تعليق عملياتها وسحب بعض موظفيها من المناطق المتضررة من النزاع؛ الأمر الذي وجه ضربة خطيرة للعمليات الإنسانية وللملايين من الأشخاص المستضعفين بشدة في تيجراي وعفر وأمهرة الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل بقائهم على قيد الحياة.
وأشار جوزيب بوريل الي أن هناك حلا واحدا فقط لتحسين هذا الوضع، وهذا الحل سياسي وليس عسكري..قائلا:” لهذا السبب يدعو الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف المتحاربة الى وقف القتال والجلوس على طاولة المفاوضات”، متعهدًا بمواصلة الانخراط مع الشركاء المتشابهين في التفكير لدعم حل إفريقي لهذه الأزمة الإفريقية؛ لمنع المزيد من المعاناة الإنسانية والمزيد من إضفاء الطابع الإقليمي على الصراع.
وأعرب بوريل في كلمته أيضا عن “قلق وفزع الاتحاد الأوروبي حيال جسامة وحجم انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع منذ بدايته” //بحسب قوله// , داعيا إلى فتح تحقيقات عاجلة في هذه الادعاءات وضمان المساءلة..وقال: لن يكون هناك سلام دائم ولا مصالحة بدون تقديم العدالة لأسر الضحايا. وسيقدم الاتحاد الأوروبي اقتراحا إلى مجلس حقوق الإنسان لتجديد ولاية اللجنة الدولية لخبراء حقوق الإنسان بشأن إثيوبيا للسماح بإجراء مزيد من التحقيقات الشاملة والمستقلة والشفافة وآليات المساءلة لاستكمال الجهود الجارية في هذا الملف.
وقال بوريل : إن الاتحاد الأوروبي لا ينسى شعب تيجراي، وأولئك الذين يعانون من هذه الأزمة التي تفاقمت بسبب أطماع الإنسان.
جدير بالذكر أن موسي فقي رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي وجه الدعوة للحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي للدخول في مفاوضات لمحاولة التوصل لاتفاق سلام لوقف الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين في إثيوبيا ، وراح ضحيتها آلاف الإثيوبيين ونزوح الملايين من مناطقهم ، من أبناء إقليم تيجراي شمال إثيوبيا واقلمي عفار وأمهرة .
وجاءت دعوة الاتحاد الأفريقي لبدء مفاوضات سلام بين حكومة أبي أحمد وجبهة تحرير تيجراي ، لتثير العديد من التساؤلات حول ما إذا كان رئيس الوزراء الإثيوبي جاد هذه المرة في حل الأزمة في تيجراي وانهاء الحرب التي عاني من ويلاتها الملايين من أبناء شعبه ؟ .. كما يثار التساؤل حول ما إذا كان الاتحاد الأفريقي يقدم لأبي أحمد طوق النجاة للخروج من مأزق ” تيجراي ” ؟ .
»» ” تيجراي ” و حكومة أبي أحمد يرحبان بدعوة الاتحاد الافريقي
في اول رد فعل من جانب الحكومة الإثيوبية الفيدرالية وجبهة تحرير تيجراي علي دعوة الاتحاد الأفريقي ، أعلن الجانبان ترحيبها بالدعوة .
وأصدرت حكومة تيجراي بيانا خاطبت فين موسي فقي رءيس مفوضية الاتحاد الافريقي , قالت فيه ” السيد الرئيس فكي ، نيابة عن حكومة تيجراي ، أود أن أشكرك على رسالتك المؤرخة 1 أكتوبر ، والتي تدعو حكومة تيجراي إلى جنوب إفريقيا لحضور المحادثات التي دعا إلى عقدها الاتحاد الأفريقي ، فإن حكومة تيجراي مستعدة للمشاركة في محادثات السلام المقترحة في جنوب أفريقيا.
واكدت حكومة تيجراي التزامها بحل سلمي للصراع الحالي , وتساءلت حكومة تيجراي حول ما إذا كان وقف الأعمال العدائية من جدول أعمال رءيس مفوضية الاتحاد الافريقي الموضوعي.
واكدت حكومة تيجراي استعدادها لإرسال فريق التفاوض الخاص بها إلى جنوب إفريقيا. وقالت حكومة تيجراي ” ومع ذلك ، نظرًا لأنه لم يتم التشاور معنا قبل إصدار هذه الدعوة ، فإننا بحاجة إلى توضيح لبعض القضايا التالية لإنشاء بداية ميمونة لمحادثات السلام ، مثل ما إذا كانت هناك جهات فاعلة إضافية ستتم دعوتها كمشاركين ، المراقبون أو الضامنون ؛ ما هي الأدوار التي يتصورها للمجتمع الدولي؟ والخدمات اللوجستية ، مثل ترتيبات السفر والأمن لفريق التفاوض لدينا.
وفي ردها علي دعوة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي أكدت الحكومة الإثيوبية في بيان صادر عن مكتب خدمة الاتصال الحكومي التابع للحكومة الإثيوبية أن الدعوة الرسمية من الاتحاد الأفريقي تتماشى مع المواقف السابقة للحكومة الإثيوبية ، موضحا أنه من المعروف أن حكومة أديس أبابا أعربت عن أن المحادثات يجب أن تتم فقط من قبل الاتحاد الأفريقى، ويجب أن تجرى دون أي شروط مسبقة.
وقالت الحكومة الإثيوبية أنها ملتزمة بتبني جميع الإجراءات الممكنة لحل النزاع بطريقة تضمن السلام الدائم وسلامة أراضي إثيوبيا وستواصل التمسك بهذا الالتزام .
وكتب مستشار رئيس الوزراء الاثيوبي للأمن القومي رضوان حسين ، علي حسابة الشخصي علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر ” إن الحكومة الاثيوبية قبلت هذه الدعوة التي تتماشى مع موقفنا المبدئي فيما يتعلق بالحل السلمي للنزاع وضرورة إجراء محادثات دون شروط مسبقة ” .