إثيوبيا تشتعل : حكومة أبي أحمد في مأزق .. حرب في أمهرة وصراع علي السلطة في تيجراي
لا يزال الوضع في إثيوبيا يتفاقم ويزداد تأزمًا حيث تتصاعد الأزمات في إقليمي” تيجراي وأوروميا ” , فيما تزداد حدة الاشتباكات العسكرية بين قوات الجيش الفيدرالي الإثيوبي وميليشيا فانو في إقليم أمهرة , الأمر الذي يضع حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي أمام مأزق جديد .
حرب لا هوادة فيها
وكشفت تقارير إعلامية محلية إثيوبية أن منطقة جوجام غرب إقليم أمهرة تشهد حربا لا هوادة فيها بين قوات الحكومة الفيدرالية وميليشيا فانو المتمردة , وأن عدد كبير من السكان محاصرون وسط القتال العنيف بين الجانبين .
وذكرت صحيفة أديس ستاندرد الإثيوبية أن منطقة غرب غوجام في إقليم أمهرة صراعًا مسلحًا عنيفًا يتميز باستخدام الأسلحة الثقيلة ,وبحسب الأهالي والمصادر فإن هذه الاشتباكات بدأت مطلع الأسبوع الماضي واستمرت حتى وقت قريب.
ونقلت أديس ستاندرد في تقرير لها عن أحد شهود العيان قوله ” : “على مدى الأيام القليلة الماضية، تعرضنا لقصف متواصل بنيران المدفعية الثقيلة” , مضيفت ” فقد هدأت المعارك بعد انسحاب قوات فانو من فينوتي سيلام، المركز الإداري لمنطقة غرب غوجام، في 5 أكتوبر 2024 , ومع ذلك، فإن الهدوء النسبي في المدينة ومحيطها لم يدم طويلاً.
وبحسب المصدر، تصاعدت التوترات داخل بلدة فينوتي سيلام في اليوم التالي عندما بدأ مسلحو فانو هجومًا ثلاثيًا يهدف إلى استعادة المدينة.
وأكد ساكن ثان، طلب أيضًا عدم الكشف عن هويته، لصحيفة أديس ستاندارد أن قتالًا عنيفًا مستمرًا في فينوتي سيلام , مضيفا أن “القوتين دخلتا المدينة، وبدأ الأمر يشبه معركة ، ونحن جميعاً محاصرون في منازلنا، في انتظار ما سيحدث”.
أعرب سكان بلدة فينوتي سيلام عن قلقهم العميق إزاء احتمال وقوع إصابات بين المدنيين وسط الصراع المشتعل .
وذكرت أديس ستاندرد أنه وفقا لروايات شهود العيان فأن الاشتباكات بين قوات الأمن الحكومية ومسلحي فانو اندلعت في مناطق أخرى داخل منطقة غرب غوجام، بما في ذلك منطقة بوري وجيجا ومدينة تيليلي الواقعة في منطقة أجيو أوي.
وقال أحد سكان تليلي لصحيفة أديس ستاندارد إن قتالاً عنيفًا مستمر في المدينة منذ يوم الخميس الماضي , مضيفا “سمعنا إطلاق نار كثيف وأصوات أسلحة ثقيلة”، مشيرا إلى أنه “بعد انسحاب قوات الدفاع وسيطرة عناصر ميليشيا فانو على المدينة هدأت المعارك”.
أبلغ سكان إقليم أمهرة صحيفة أديس ستاندارد الأسبوع الماضي أنه تم نشر إشعارات في جميع أنحاء المنطقة، تعلن عن تعليق جميع أنشطة النقل داخل منطقة أمهرة إلى أجل غير مسمى اعتبارًا من 3 أكتوبر 2024.
وأكد أحد سكان مدينة جوندار، طلب عدم الكشف عن اسمه، توقف الأنشطة داخل المدينة عقب إطلاق فانو حملة عسكرية جديدة، ما أدى إلى تفاقم التوترات.
وعلى الرغم من انخراطهما في صراع عسكري على مدى الأشهر الأربعة عشر الماضية، مع التصعيد الأخير في الأعمال العدائية، أعلنت قوات الدفاع الوطني الإثيوبية وحكومة أمهرة الإقليمية في بيان مشترك الأسبوع الماضي أنهما ستواصلان ما وصفتاه بـ “عمليات إنفاذ القانون” حتى “استعادة السلام بشكل كامل”.
خلال مؤتمر صحفي في 1 أكتوبر 2024، أكد منجيشا فنتاو، رئيس مكتب الاتصالات في أمهرة، أن الحكومة الإقليمية وقوات الدفاع الوطني الإثيوبية ستكثف العمليات التي تستهدف “الجماعات المسلحة والقادة داخل الهياكل الحكومية”.
وأوضح أن هدفهم الأساسي هو تنفيذ “إجراءات حاسمة” ضد من ينظم الأنشطة المسلحة , مشيرا إلى أنه “تم بالفعل اتخاذ إجراءات ضد العديد من قادة الجماعة المتطرفة”.
وتشير التقارير الأخيرة الصادرة عن صحيفة أديس ستاندارد إلى أن الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي فانو لا تزال تسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين.
وخارج منطقة غرب غوجام، كانت المعارك عنيفة بشكل خاص في مناطق مثل شمال جوندار، ووسط جوندار، وجنوب جوندار.
كشفت مقالة إخبارية نشرت الأسبوع الماضي أن هجومًا بالأسلحة الثقيلة بالقرب من مدينة جوندار أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 مدنيًا .
انقسام في تيجراي
ويشهد إقليم تيجراي إنقساما شديدا بين الإدارة المؤقتة وجبهة تحرير تيجراي الأمر الذي ينذر بتصعيد الأمور بين الجانبين .
وأشارت أديس ستاندرد إلي أن الإدارة المؤقتة في تيجراي أصدرت تحذيرًا شديد اللهجة لجبهة تحرير شعب تيجراي (TPLF)، بقيادة الدكتور ديبرسيون جبريميكائيل، متهمة إياها بمحاولة “زعزعة استقرار” المنطقة من خلال أنشطة تخريبية وغير قانونية.
وأعلنت الإدارة عزمها على اتخاذ إجراءات قانونية ضد قيادة جبهة تحرير شعب تيجراي، مستشهدة بجهود المجموعة لبث “الفوضى والاضطراب” داخل إقليم تيجراي.
ويأتي هذا البيان بعد يوم من إعلان الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إقالة خمسة مسؤولين رئيسيين من الإدارة المؤقتة، بما في ذلك الرئيس جيتاتشو رضا.
وجاء في بيان جبهة تحرير شعب تيجراي: “إن المسؤولين العاملين في الإدارة المؤقتة، بمن فيهم الرئيس جيتاشو وأعضاء مجلس الوزراء الآخرين ورؤساء المكاتب، لن يتمتعوا بعد الآن بالسلطة في القيادة أو اتخاذ القرارات أو إصدار التوجيهات”.
وردًا على ذلك، اتهمت الإدارة المؤقتة في تيجراي فصيل ديبريتسيون، الذي دعا إلى عقد مؤتمر، بمحاولة القيام “بانقلاب”.
وانتقدت الإدارة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بسبب عملها على نشر “الفوضى وخلق الفوضى” في المنطقة وحذرت من أنها ستتخذ “إجراءات قانونية ضد المجموعة”.
وأضاف البيان أن أي ضرر قد ينجم عن هذا الإجراء القانوني سيكون على مسؤولية “المجموعة وقادتها” فقط.
كما أدانت الإدارة المؤقتة فصيل ديبريتسيون “لاعتباره صبر شعب تيجراي ووحدته في مواجهة الأحداث الأخيرة بمثابة ضعف”.
وأكد البيان أن “هذه المجموعة عبرت صراحة عن رغبتها في خلق الفوضى في المنطقة”.
وأشارت الإدارة إلى أن فصيل ديبريتسيون “يتصرف بطريقة غير مسؤولة، ويهدف إلى خلق الفوضى في المنطقة”، مما يساهم في عدم الاستقرار بدلاً من حل القضايا.
وفي ضوء الوضع، أصدرت قوات تيجراي بيانا أكدت فيه أن كلا الفصيلين في جبهة تحرير شعب تيجراي أصدرا بيانات متضاربة ومثيرة للانقسام بشأن الإدارة المؤقتة.
وعبرت قوات الأمن عن قلقها من أن تؤدي هذه التصريحات إلى إثارة البلبلة والاضطرابات بين أهالي المنطقة.
حذرت قوات تيجراي من أنها لن تتسامح مع أي أعمال خارجة عن القانون أو تهديدات أمنية ناجمة عن التصريحات المتناقضة التي أدلت بها المجموعتان وأكدت أنها لن تسمح بأي أنشطة تعرض السلام والأمن في المنطقة للخطر.
اقرأ المزيد
إثيوبيا .. سر تولي وزير الخارجية الإثيوبي منصب رئيس الدولة