مصر .. الرئيس السيسي يؤكد ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني
الرئيس السيسي خلال حفل تخريج طلاب الكليات العسكرية:
– مصر على استعداد لتسخير كافة قدراتها للوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي
– ندعو كافة أطراف النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إلى الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس
– لابد من إخراج المدنيين والأطفال والنساء من دائرة الانتقام الغاشم
– مصر دائمًا وأبدًا في صدارة الدفاع عن الأمة العربية مقدمة الدماء والتضحيات
– كل صراع لا يؤول إلى السلام هو عبث لا يعول عليه
– السلام خيار استراتيجي لمصر يحافظ على مقدرات الشعب الفلسطيني وحصوله على حقوقه
القاهرة /أ ش أ/
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، استعداد مصر أن تسخر كل قدراتها وجهودها للوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وبالتنسيق مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة دون قيد أو شرط، مشددا على ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني.
وطالب الرئيس السيسي في كلمة له خلال حفل تخريج طلاب الكليات العسكرية، اليوم /الخميس/ كافة الأطراف إلى إعلاء لغة العقل والحكمة، والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، وإخراج المدنيين والأطفال والنساء، من دائرة الانتقام الغاشم، والعودة فورًا للمسار التفاوضي، تجنبًا لحرائق ستشتعل فلـن تتـرك قاصـيًا أو دانيًا إلا وأحرقته.
وقال الرئيس: “أؤكد ضرورة عدم تحمل الأبرياء تبعات الصراع العسكري، وهو ما يستوجب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لأبناء الشعب الفلسطيني، بشكل عاجل ويجب على المجتمع الدولي اليوم أن يتحمل مسؤولياته في هذا الصدد؛ فمن أجل السلام فليعمل العاملون”.
وتابع الرئيس: “تبلغ سعادتي مداها، ونحن نحتفل اليوم معًا، بتخريج جيل جديد من أبناء مصر الذين تعلموا في مدرسة العسكرية المصرية، تعلموا مبادئ الوطنية والبطولة، وقيم الكرامة والعزة وعاهدوا الله واهبين أنفسهم للوطن، محافظيـن علـى أرضه ومقدرات شعبه، اختاروا أن يكونوا درع الوطن وسيفه، تسلحوا بالإيمان والعلم والوطنية في هذه الأكاديمية العسكرية العريقة”.
ووجه الرئيس التهنئة ممزوجة بكل الأمنيات القلبية الطيبة، بانضمام الخريجين الجدد إلى صفوف القوات المسلحة المصرية لينضموا إلى خير أجناد الأرض، موجها تحية تقدير وإجلال لشهداء مصر الأبرار الذين قدموا أرواحهم؛ ليظل هذا الوطن باقيًا، وتظل كرامته مصونة، ورايته عالية خفاقة بين الأمم.
وأضاف: “أوجه حديثي إليكم، وإلى كل شعوب الأرض بكلمات واضحة، وعبارات لا تحتمل تأويلًا.. إن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا قد صاغوا ميثاق الشرف العربي في وجدان الضمير المصري ما جعل مصر دائمًا وأبدًا في صدارة الدفاع عن الأمة العربية مقدمة الدماء والتضحيات، باذلة كل ما تملك من أجل الحق العربي المشروع حين كانت الحرب فكنا مقاتلين وكان السلام فكنا له مبادرين لم نخذل أمتنا العربية، ولن نخذلها أبدًا واليوم ونحن في قلب تطورات شديدة الخطورة، وسعي دؤوب من أطراف متعددة للحيد بالقضية الفلسطينية عن مسارها الساعي لإقرار السلام القائم على العدل وعلى مبادئ (أوسلو)، والمبادرة العربية للسلام، ومقررات الشرعية الدولية.. إلى تصعيد ينحرف عن هذا المسار، وإلى صراعات صفرية لا منتصر فيها ولا مهزوم، صراعات تخل بمبادئ القانون الدولي والإنساني، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق”.
وأكد الرئيس قائلا: “إدراكًا مني، ويقينًا بأن كل صراع لا يؤول إلى السلام، هو عبث لا يعول عليه؛ فإنني أدعو كافة الأطراف إلى إعلاء لغة العقل والحكمة، والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، وإخراج المدنيين والأطفال والنساء، من دائرة الانتقام الغاشم، والعودة فورًا للمسار التفاوضي، تجنبًا لحرائق ستشتعل فلـن تتـرك قاصـيًا أو دانيًا إلا وأحرقته مع استعداد مصر أن تسخر كل قدراتها وجهودها للوساطة، وبالتنسيق مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة دون قيد أو شرط”.
وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه يؤكد بشكل واضح أن سعي مصر للسلام، واعتباره خيارها الاستراتيجي يحتم عليها ألا تترك الأشقاء في فلسطين الغالية، وأن تحافظ على مقدرات الشعب الفلسطيني الشقيق، وتأمين حصوله على حقوقه الشرعية.
وقال إن “هذا هو موقفنا الثابت والراسخ، وليس بقرار نتخذه بل هو عقيدة كامنة في نفوسنا وضمائرنا آملين بأن تعلو أصوات السلام، لتكف صرخات الأطفال، وبكاء الأرامل ونحيب الأمهات ولن يتأتى ذلك، إلا بتوفير أقصى حماية للمدنيين من الجانبين فورًا، والعمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية، وتجنب سياسات العقاب الجماعي، والحصار والتجويع والتهجير”.
وتابع الرئيس: “أؤكد ضرورة عدم تحمل الأبرياء تبعات الصراع العسكري، وهو ما يستوجب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لأبناء الشعب الفلسطيني بشكل عاجل. ويجب على المجتمع الدولي اليوم أن يتحمل مسؤولياته في هذا الصدد؛ فمن أجل السلام فليعمل العاملون”.
واختتم الرئيس السيسي كلمته بالقول : “إن مصر بجيشها وشعبها، يصيغون على مدار عقد كامل، صيغة للمستقبل منذ أن انحاز الجيش لإرادة المصريين، وواجهوا معًا قوى الشر والظلام التي أرادت أن تطفئ نور الوطن، وكانت إرادة الله أن يظل نور مصر باقيًا، ليفيض على العالم بالسلام والمحبة.. واجهنا الإرهاب والترويع استعدنا بناء المؤسسات.. واجهنا التحديات بالتنمية والبناء وسنظل نواجه كل التحديات بإصرار وعزيمة.. وباصطفافنا الوطني عاقدين العزم على أن تظل مصرنا العزيزة في صدارة الأمم، وأن ينعم شعبها بحياة كريمة تليق به”.
وفي كلمة مرتجلة خلال احتفال تخرج الأكاديمية والكليات العسكرية، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الأمم تصمد ليس فقط بقيادتها ولكن بشعبها وقيادتها، داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة التيقظ للتحديات المتواجدة في المنطقة.
وطالب الرئيس السيسي الجميع بمتابعة الأوضاع المتواجدة على حدود مصر الغربية والجنوبية وكذلك الشرقية الآن، ولفت إلى أن الأوضاع “هناك لحكمة لا نعلمها” دائما مشتعلة.
وقال الرئيس السيسي “عندما يكون لديك جار عنده مشكلة صغيرة أنت تتأثر، تصور لو هذا الجار بيته مشتعل، البيوت بجانبنا مشتعلة لكن شاءت إرادة الله أن تظل مصر آمنة مطمئنة”.
وأشار الرئيس السيسي إلى أنه يمكن أن تكون هناك صعوبات وتحديات متواجدة، إلا أن الأمر المهم هو البقاء صامدين وثابتين آملين ومتفائلين بالله.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر تدير سياستها بشكل يهدف أولاً وأخيرًا إلى السلام والتنمية والبناء والتعاون، مشيرًا إلى أنها سياسية مصر ليس فقط منذ توليه السلطة ولكن هي سياسة مصر من قبل، وأن مصر تحرص دائمًا على ألا تتطلع خارج حدودها.
وقال الرئيس السيسي: “الحدود المصرية منذ مئات وآلاف السنين هي الحدود القائمة، ولم يكن لمصر أبدًا تطلعات لتجاوز هذه الحدود أو الطمع في حدود أو أرض أو قدرات الآخرين، ودائمًا ما نرضى بما قسمه الله لنا ونعمل به”.
وأكد الرئيس السيسي، صعوبة المرحلة الحالية، مشيرًا إلى أن الجميع متابع لما يحدث، مؤكدًا أن مصر تبذل جهدًا كبيرًا جدًا لاحتواء التصعيد والاقتتال وتحاول الوصول إلى وقف للاقتتال والتخفيف عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الاتصالات مستمرة ولا تنتهي، حيث يتم التواصل مع الجميع القادة والمسئولين الذين يتبادلون أيضًا الاتصالات معنا، لافتًا إلى اهتمام الجميع والحرص المصري على وصول المساعدات سواء طبية أو إنسانية إلى قطاع غزة في هذا الوقت الصعب.
وقال الرئيس السيسي: “إن سبب الحديث يأتي نظرًا لما يتردد خلال الفترة الحالية من كثير من الأقاويل والشائعات فضلاً عن وجود المغرضين”، مؤكدًا أن مصر تتحرك مع الأشقاء من قادة الدول العربية والأصدقاء والحلفاء من اجل إيجاد حل لهذا الموضوع.
وأضاف: “طبعًا نتعاطف مع مع يحدث ولكن يجب أن نتعامل بعقولنا حتى نصل إلى السلام والأمان بشكل لا يكلفنا الكثير، وأن هذا لا يعني أننا لا نريد أن نتكلف، نحن على استعداد أن نتكلف في إطار ققدراتنا وامكانياتنا”.
وتابع: “لم نسبب مشكلة إلى أحد بالعكس نحن لدينا 9 ملايين ضيف من دول كثيرة، جاءوا إلى مصر من أجل الأمن والأمان والسلم والسلام، لكن بالنسبة للقطاع، أنا أرى أن الخطورة هناك خطورة كبيرة جدًا لأنها تعني تصفية هذه القضية”، مضيفًا أنه “من المهم جدًا إننا نكون منتبهين إلى ذلك”.
وأضاف السيسي: “هناك الأمر مختلف، هذه القضية هي قضية القضايا وقضية العرب كلها، ومن المهم أن يكون شعبها يظل صامدًا ومتواجدًا على أرضه ونحن سوف نبذل أقصى جهد من أجل التخفيف عنه”.
وأشار إلى أنه بالنسبة للمصريين، أنا أعلم أن هناك تحديات من 2011، والظروف صعبة، ومن أزمة إلى أزمة، لكن العزاء أن الله يسلم هذه البلد من كل شر وسوء، مضيفًًا: “إذا كان الأمر مرتبطًا بالحياة وتكلفتها، ولكن هناك فرق كبير جدًا بين تكاليف حياة ممكن تكون غالية علينا وإهدار حياة وخراب دول”.
وأكد الرئيس السيسي، على أن مصر ستظل باقية وصامدة قادرة بكم أنتم ولا يستطيع أحد المساس بمصر، مشددًا على أن قدرة مصر على تأمين نفسها وحماية نفسها كافية بفضل الله.. لكن الشعب مسؤول معنا على حفظ مصر وأمنها.
وحذر الرئيس السيسي، المصريين قائلًا: “أوعو حد يزين لكم أو يفتنكم.. ويكفي خراب الدول الأخرى”، مختتمًا حديثه بتوجيه التهنئة إلى جميع الخريجين، داعيًا الله أن يحفظهم وأن يكونوا زخرًا وقوة وقدرة لمصر.
إقرأ المزيد :
مصر .. وزير الخارجية :الوضع الإنساني في غزة خطير .. و شكري :يجب أن تتكاتف الجهود لوقف الحرب الدائرة